15th of Tevet, 5785 | ט״ו בְּטֵבֵת תשפ״ה

QR Code
Download App
iOS & Android
Home » العربية » Old Testament » العدد » سِفْر العدد الدرس الثالث – الإصحاحان اثنان وثلاثة
سِفْر العدد الدرس الثالث – الإصحاحان اثنان وثلاثة

سِفْر العدد الدرس الثالث – الإصحاحان اثنان وثلاثة

Download Transcript


سِفْر العدد

الدرس الثالث – الإصحاحان اثنان وثلاثة

انتهَينا من الأصحاح الأول من سِفْر العدَد في الأسبوع الماضي. وكان المَوضوع هو قبيلَة لاوي (اللاويون)، التي تَمّ تعيينُها لتُصبِح قبيلة إسرائيل الكهنوتية التي ستُستثْنى من هذه الأمّة الإسرائيلية لتأدية مهمّات مُقدَّسَة خاصة. ومع ذلك، فإنّ فَهم كيفية تعيين لاوي هو أمْرٌ بالِغ الأهمية.

تاريخيًا وكتابيًا تمّ تَبنّي اللاويين بَعيدًا عن إسرائيل (لم يعودوا مَحسوبين من بني إسرائيل)؛ لقد تمّ تَبنّيهم بشكل جَماعي من إسرائيل من قِبَل الله. هذا يَتوافَق إلى حدٍ كبير مع نَمَط التَبنّي المُفاجئ السابق الذي درسنَاه في سِفْر التكوين ثمانية وأربعين. دعونا نُراجِع ذلك لدقيقة أو دقيقتين فقط.

قراءة سِفْر التكوين. الاصحاح ثمانية وأربعون الآية واحد إلى ستة

هنا، لسَبَبٍ ما لا نَعلَمُه، يَتبنّى يعقوب (الذي يُدعى إسرائيل) ابنَيْ يوسف من يوسف (تذكَّروا أنّ يوسف كان الابن الأكثر تَفضيلاً ليعقوب). يعقوب يَجعَل أفرايم ومناسيه، ابنَيْ يوسف، ابنيه. وبعبارة أخرى، قد تَغيَّرت مَكانة هذان الحفيدان ليُصبحا ابنَيْ يعقوب. أمرٌ غريب بالفِعل، ويبقى لنا أن نَتأَمّل في مَعناه. ولكن هنا في سِفْر العدد نَجِد يَهوَهْ يَفعَل نَفْس الشيء بالضبط مع إسرائيل: إنه يَتبنّى من إسرائيل قبيلة لاوي بأكملِها ليكون أعضاؤها خُدّامًا خاصيّن له.

إليكم الفِكرة: كان ينبغي أن يَكون أفرايم ومناسيه عشيرتَين من قبيلة يوسف. ولكن لأنّه تمّ تَبنيّهما، فقد ارتَقيا الآن من كونهما عشيرتَين محتملتَين إلى مكانة قبيلتَين خاصّتَين بهما: قبيلتَيْ يعقوب (إسرائيل). أمّا لاويِ من ناحية أخرى لم تَعُد من قبائل إسرائيل، وأصبحت الآن قبيلة الله إنْ جاز التعبير. من المُهِمّ في فَكّ شفرة كلّ ما يحدُث من هنا فصاعدًا في الكتاب المقدس أن نُدرِك ونفهَم تأثير هذا الانفصال للاويِ عن إسرائيل.

وهنا نحصُل على مبدأ روحي مُهمّ للغاية يَتعارض تمامًا مع العالَم الحديث. مَبدأ لو فَهِمَه معظم الناس لاستَنكروه على أنه أكثر المَواقف تعصبًا وغطْرَسة التي قد يَتبنّاها الإنسان. هي كما يلي: إنّ الله يَفصِل عِباده عن الجميع، ويرفَعُهم ويرْفَع مِن شأنهم، ويَضَع لهم تَوقُّعات أعلى مِنْهُم، ويوليهم اهتمامًا خاصًا. إنهم مُختلفون. إنّ يَهوَهْ هو الذي يَمنحُهم مكانة مُختلفة؛ لمْ يأتِ ذلك بسبب أي شيء فَعَلوه ليَستحقّوا هذه الميزة بل لأنّ الله أعلَنَ ذلك. إنّ عبيده (اللاويون) مُميّزون لدرَجة أنّهم لا يُحسَبون حتى من أمَّته الخاصة، أي إسرائيل. هذا كلُّه مُرتبِطٍ بأول مبدأ مُهمّْ من مبادئ الله التي علَّمتُكم إياها منذ زمن طويل: الله يَقسُم ويختار ويَفصُل. إنه يُميِّز. هذا ليس إلهًا يقول إننا جميعًا عائلة واحدة كبيرة وسعيدة. إنه لا يرى الجميع مُتشابهين وليس مُتسامحًا أو سياسيًا لكي يَتناسب مع غرورِنا وتفضيلاتنا المُتغيّرة باستمرار.

هل أنتم مؤمِنون حقيقيون وتلاميذ ليسوع؟ إذن تلك الأغنية الناجِحة منذ سنوات عديدة، ”نحن العالَم“ لا تنطبِق عليكُم على الإطلاق. أنتم، بِدَم يسوع، تمّ فَصلُكم عن جميع البشر الآخرين. لقد أعطاكُم الرَب مكانة رفيعة وفضْلًا.

أنتم المُعادِل الروحي الحديث للاويين (لا، لم تُصبحوا لاويين جسديًا). ما الذي فَعلتموه لتَستحقّوا هذا الاستحقاق؟ لا شيء. لقد قَبلتُم ببساطة حقيقة ما فَعَله يسوع المسيح من أجلِكم.

لذلك، يا إخوتي، أنتم يا إخوتي، لا يجِبُ أن تُحسَبوا من بين الآخرين على هذا الكوكب. لا يجِب أن تتصرَّفوا كالآخرين على هذا الكوكب. في الواقع لقد تمّ تكليفُكم بواجِب حراسة قداسة الله هنا على الأرض. لأنكم أنتم مَسكَن الله الأرضي، وعُنصر غامض من قداستِه الذي نُسمّيه الروح القُدُس، الروخ كودش، يَسكُن في الواقع في داخلكِم. هو موجود في كل مكان أنتم فيه. كل شيء تَختبرونه، أنتم تَخضعون له وتجعلونَه يَتفاعَل وفقًا لذلك. لذلك كخدّام لله، لا يَجوز لكم أن تَنضمّوا طواعيةً إلى أي شخص أو أي شيء غير مُخصّص لله أيضًا. وعليكم ألا تَسْمحوا لأي شخص أو أي شيء غير مُخصَّص ليَهوَهْ أن يَنضمّ إليكم إذا كان لديكم أي سيطرة على الأمْر.

كان اللاويون مُخصّصين للقداسة وأنتم الآن مُخصّصون للقداسة. هذه هي الصَفقة وخَياركُم الحقيقي الوحيد إذا لمْ تَقبلوا هذا الدور والواجِب هو أن تَتخلّوا عن ولائِكم ليسوع. الآن كما أنّ اللاويين لم يَنفصلوا ويَعيشوا مُنفصلين تمامًا عن بَني إسرائيل، فنحن لا يَجِب أن نَعيش مُنفصلين تمامًا عن العالَم. ومع ذلك، فقد أُعطي اللاويون مُدُنهم الخاصة بهم وسط قبائل إسرائيل الأخرى حتى يكونوا قَريبين ويَخدِموا وظيفتهم الإلهية في المُساعدة في رعاية إسرائيل والمُساعدة في الحفاظ على علاقة سليمة مع الله. في الواقع، لم يكُن اللّاويون يَخدمون الله مُباشرةً في خيمة الاجتماع من خلال تقديم الذبائح المَطلوبة والطقوس الأخرى فحسْب، بل خَدَموه بشكل غير مُباشَر من خلال خِدمة إسرائيل.

ونحنُ كمؤمنين علينا أن نَخدُم الله مُباشرةً. ولكن كما قال يسوع، علينا أيضًا أن نَخدُمه بشكل غير مُباشر. وكيف نَفعل ذلك؟ (نسخة الكتاب المقدس النموذجي الأمريكية الجديدة) إنجيل متّى الإصحاح خمسة وعشرين الآية سبعة وثلاثين "فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ قَائِلِينَ: "يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَانَ فَسَقَيْنَاكَ؟ آية ثمانية وثلاثون 'وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيبًا فَدَعَوْنَاكَ، أَوْ عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاكَ؟ آية تسعة وثلاثون ”وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضًا أَوْ فِي سِجْنٍ فَجِئْنَاكَ“. آية أربعون ”فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقُولُ لَهُمْ: ’الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمِقْدَارِ مَا فَعَلْتُمْ لأَحَدٍ مِنْ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ حَتَّى أَصْغَرِهِمْ فَعَلْتُمْ لِي‘.

نحن نخدُمه بخدمة الآخرين (خاصةً إخوتنا وأخواتنا في الإيمان) بتَوجيهٍ مِنه. إنّ أوجُه الشًّبَه بين اللاويين وبيننا نحن تلاميذ يسوع، سواء كنا يهودًا أو أمميين، هي الشمولية والامتداد بحيثُ لا يمكننا أن نَتجاهلها ثم نَدَّعي أنّ لدينا معرفة حقيقية بالانتماء إلى ملكوت الله. لذلك بينما نُواصِل دراستنا للتوراة انتبهوا جيدًا لما توقَّعه الله من اللاويين، فمُعظم مبادئها تَنطبِق عليكُم.

لن أدخُل في التفاصيل في هذه اللحظة، ولكن دعوني أخبرُكم بإحدى الأسباب التي جَعلتْ يَهوَهْ يَفصُل اللاويين عن كل من على هذه الأرض ويَجْعَلُهم خاصَّته: يتعلَّق الأمر بمبدأ أنّ جميع الأبكار يَنتَمون إليه تلقائيًا. كان الله قد وَضَع مبدأً في سِفْر الخروج بأنّ حياة أبكار كل شَيْء كانتْ له. عندما أخَذَ حياة كل هؤلاء الناس والبهائم في مصر كان يقتُل الأبكار فقط؛ كان ببساطة يأخُذ ما كان له بالفِعل، الأبكار.

ولكن الآن مع أخْذ اللاويين من أبيهم البيولوجي يَعقوب، فإنّ الرَب يَستبدِل اللاويين كفِدْيَة عن جميع أبكار قبائل إسرائيل الأخرى. بدلاً من أن يَمتلِك الله حياة جميع أبكار بني إسرائيل، استبدَلَهُم باللاويين. فقط اقْبَلوا هذا في الوقت الحالي على الرغم من أنني لمْ أشرَح ذلك بالكامل، وفي الأسابيع القليلة القادمة سننظُر في هذا المبدأ بعُمق أكثر.

دعوني أُنهي هذه الفِكرة بمُقارنَة أخرى بين اللاويين والمؤمنين. كان على اللاويين أن يَحموا قداسة الله من المُتعَدّين. لأنه إذا تَعدّى شخص غير مُصرَّح له (شخص اعتبَره الله غير لائق) على قداسة الله، فإنّ الجماعة كُلَّها ستَشعُر بغضب الله. ومن هُم الذين اعتبَرهم الله غير صالحين؟ كل من لم يَعتبره الله مُقدَّسًا.

كان اللاويون في حمايتِهم لقداسة الله يَحمون في الوقت نفسه عامةً شَعب إسرائيل مِن غَضَب الله بإبعاد أولئك الذين لم يكونوا مقدَّسين بما فيه الكفاية عنه. فإذا تَمكَّن غير المُقَدَّسين من الاقتراب من قداسة الله، فإنّ غضَبه سيَحُلّ على الجماعة كلِّها على شكل قصاص إلهي. وبالِمثل فإنّ أحد أغراض المؤمنين هو تَأخير غَضَب الله على غير المُقدَّسين؛ العالَم. سيأتي اليوم الذي سيأتي عندما يُختطَف جميع المؤمنين من هذه الأرض في حَدَث يُسمّيه الإنجيليون (الاختطاف)، ومن ثُم سَيحُلّ غضَب الله على هذا الكوكب. إنّ جزءًا رئيسيًا من هدفِكم كمَسكَن الله الذي يَمشي ويتكلَّم ويعيش ويَتنفّس هو حماية هذا العالم من غَضَب الله من خلال حماية قداسة الله من نَجاسة العالم ودَنَسه. طالَما نحن هنا فهو هنا. وعندما نذهَب نحن يذهَب هو. الآن إذا كانت هذه المسؤولية لا تجعلُكم تخافون، إما أنّكم لا تصدقّونني أولا تَفهون. كل ما وَقَف بين الإبادة الكاملة لإسرائيل والله هو اللاويون. كل ما يَقِف اليوم بين الفَناء التام للعالَم والله هو أنتُم.

لا أريد أن أترُك هذا الموضوع بسرْعة. دعوني أشرَح لكم شيئًا: لم يكُن اللاويون مِثل الرهبان المسالمين الذين كانوا يتوسَّلون إلى المُعتدي أن يتراجَع، ثم إذا لم يَستجِب المُعتدي فإنّ اللاويين يَتصرَّفون كغاندي أو كحِملان ذبيحة صامتة. كان اللاويون مُسلَّحين وخطيرين، وكانوا يَقتلون على الفور كل من يَتعدَّى على الأراضي المقدَّسة. لم يكُن الأمر يَتعلَّق بالعدالة كما نَعتقد. كان التَعاطف غير ذي صلة. كان الخطأ البسيط يَجْلِب الموت بنفْس سرعة العَزْم العنيد والنيّة الخبيثة. هل تَذكُرون في سِفْر التكوين صورة الشاروبيم بالسَيف المُلتهِب الذي كان يحرُس الطريق إلى جَنَّة عدن؟ وأنّ أي شخص غير مُصرَّح له بالقَدر الكافي من الحماقة ليُغامِر بالاقتراب من تلك الشاروبيم كان يَهلَك على الفور؟ كان على اللاويين أنّ يتصرَّفوا كما تَصرَّف أولئك الشاروبيم. لم يَستأذن اللاويون لقَتْل المُتعدّي، بل كان من المُتوقَّع مِنهم أن يفعلوا ذلك من دون تَرَدُّد؛ لم يَقبُضوا على المُتعدّي ويأخذوه إلى الكاهن لجلسة استماع، كان اللاويون مُلزَمين بِقَتْل ذلك الشخص في الحال أو يَفقدون حياتهم لعدَم قيامِهم بذلك. قداسة الله أمرٌ بهذه الخطورة. يَضَع الله بالفِعل قيمة عالية لحياة الإنسان؛ لكنه أيضًا يَضَع قيمة قصوى لقداستِه. ويوضِح الكتاب المقدس أنّه سيُضحّي بكل الحياة البشرية للحِفاظ على قداستِه.

علينا كمؤمنين أن نقوم بوَظيفتنا، تمامًا كما كان اللاويون يَقومون بوظيفتِهم؛ وكان ذلك لصالِح العابد والأممي على حدٍ سِواء. ولكن لا يمكِن القيام بهذه الوظيفة ونحن جالِسون على الهامِش. الآن من الواضِح أنّنا لسنا في صَدد قَتْل الناس غير المقدَّسين. ولكن كحُرَّاس لقداسة الله علينا أن نكون نَشيطين وساهرين ونَضرِب العدو الحقيقي، الشيطان، كلَّما اقترَب منّا. ونَفعل ذلك بالوقوف على كَلِمة الله واتّباعِها مهما كان الثَمن. يجب ألا يكون هذا أبدًا عَمَلًا طائشًا أو مُتهَوِّرًا من جانبِنا، ولا شيئًا نتصرَّف فيه من دون كثير من الصلاة والمُشاورة.

لننتقِل إلى سِفْر العدد الإصحاح الثاني.

قراءة سِفْر العدد الإصحاح الثاني بكامِلِه

يَستمِرّ تنظيم أمّة إسرائيل للحرب المقدَّسة القادمة. ويُعطى بنو إسرائيل تَعليمات حول كيفية إقامة المُخيّم والانتشار عندما يكونون في راحة. لنَتذَكّر أنّ بَني إسرائيل في البرية لمْ يَتنقلوا كثيرًا. لقد مَكَثوا في موقِع واحد لعدّة أَشْهُر في كلّ مرَّة (سنوات في بعض الحالات) قَبل أن تَقودهم سحابة النار إلى التَحرُّك مرة أخرى. لذلك عندما أقاموا مُخيّمًا لم يكُن ذلك من أجل عطلة نهاية الأسبوع للتَخييم الترفيهي. وبدلاً من أن يكون هناك نوع من الفَوضى غير المُنظَّمة، كان من الضروري أن يكون هناك نِظام. يَزْعَم سِفْر العدد أنّ عدد السكان يَتراوح ما بين اثنين إلى ثلاثة ملايين شخص ، ما يَعني أنّ التنظيم والهيكل كان يجب أن يَكونا أكثر دِقّة مُقارنةً بعدد أصغر من الأشخاص. ليس من المُستغرَب أن يتمّ وَضْع تَسَلْسُل هَرمي صارِم إلى حدٍ ما لبني إسرائيل.

كان من المُهمّ أن يقيموا قرية الخيام الواسعة حول الحَرَم المقدَّس. سيتم إنشاء نوع من التشكيل المربَّع مع تَخصيص مكان مُعيَّن لكلّ فرقة تتألف من ثلاث قبائل. وكان ذلك المَكان محددًا باتجاهات البوصلة شرقًا وغربًا وشمالاً وجنوبًا.

لماذا المُربَّع؟ لماذا خيمة الاجتماع في الوسط؟ حسنًا، على الرغم من الأسباب الواضحة التي تَجعل الشَعب يُحيط بخيمة الاجتماع، إلا أننا نَجِد أيضًا أنّ رعمسيس الثاني تاريخيًا استخدَم هذا التشكيل بالضبط أثناء حَمَلاته القتالية. كانت الخَيمة المَلَكية لفَرعون تُوضَع في الوسط المَحميّ، وكانت بعض الكتائب تَتمركز في ما يُشبه الترتيب حول الخيمة. كان بنو إسرائيل الذين قَضوا أجيالاً في مصر على دراية تامة بهذه الطريقة.

أذكُر هذا فقط لتوضيح نقطة أنّ الله يَتعامل معنا بشكل عام باستخدام أساليب وطُرُق مألوفة لدينا في ثَقافتنا. فمُعظم الطقوس التي أعطاها الله لإسرائيل، والشَكِل الذي قُدِّمت به الشرائع والفرائض (حتى استخدام الشَمعدان والذبائح المحروقة وإحراق البخور والخِتان وما إلى ذلك) كان لها ما يوازيها بالفِعل منذ زمن طويل في مُجتمعات الشرق الأوسط. لا يجب أن نَعتقد أنّ يَهوَه استمر في تقديم سلسلة ثابتة من التعليمات حول الاشياء لبني إسرائيل، وبطرُق غريبة عنهم تمامًا وجديدة تمامًا على العالَم. لا، لم تكُن هناك حاجة لذلك.

تَطوَّرت العادات المَدنيّة مع مرور قرون واستخدَم الله العديد من تلك العادات الناقِصة لأغراضِه. بالنسبة لإسرائيل، غيَّر بعض العادات وحرَّم بعضَها، وأعطى بعضَها معنى مُختلفًا تمامًا.

النقطة المُهمّة هي أنّ معظم ما فَعلتْه إسرائيل قامت به لأنه كان مَعروفًا لشعبها مُسْبَقًا.

ومع ذلك، على مرِّ قرون من اتباع طرُق الله وفَهْم مقاصد الله بشكلٍ أفضل، بدأت عادات شعب إسرائيل تَبدو مختلفة تمامًا عن عادات الآخرين. أصبحت طُرُقه غريبة عن بقيةِ العالَم، وبالفِعل يبدو أنّ هذه هي خطّة الله لشعبِه.

نحنُ كتلاميذ ليسوع يجب أن نَعمَل بنفس الطريقة. عندما يتمّ افتداؤنا (تَخليصنا) نَبقى نعيش في بيوت. نَستيقظ في الصباح ونذهَب إلى أعمالِنا. نرتدي الأحذية ونرتدي الملابس. نَقود السيارات. نقرأ الصُحُف. تبقى حدود السرعة كما هي، يَظَلّ علينا أن ندفَع ضرائبنا، نُصوِّت ونَستمرّْ في استخدام الكهرباء. نأكُل بالسكّين والشوكة ونقرأ الكتُب. خارجيًا تم إنقاذنا داخل البيئة والثقافة التي اعتدْنا عليها. وسنقوم برِحلة مَلَكوتنا مع يَهوَه داخل الثقافة التي ألَّفناها قَبل أن نخضَع له. ومن المُرجَّح أن يُرسِلَنا الله أيضًا على الأرجح لنَقوم بأمرِه داخل نفْس المُجتمع الذي كنا نعرِفه قَبل أن نُفتدى. عندما يتم افتداؤنا لأول مرَّة عادةً ما يكون كل التَغيير داخليًا. ومع مرور الوقت (إذا كان الأمْر مِثل حياتي، فَتَرات طويلة من الزَمن) تَبدأ التغييرات الداخلية في الظهور. لذا في النهاية نبدأ في الظهور بمَظهَر غريب جدًا بالنسبة للعالَم، ويبدو العالمَ أكثر غرابة بالنسبة لنا. أو نَبدأ في الظهور أمام العالَم كتَهديد لآمالهم وتطلُّعاتهم عندما نَنتقِل من كونِنا مجرَّد بغيضيِن إلى أعداء. هكذا كان الأمْر بالنسبة لإسرائيل آنذاك، و(إن لم نُدرِك ذلك) هكذا هو الأمْر بالنسبة لنا الآن.

توضِح الآية الثانية أنّ على قبائل الاثني عشر أن تُخيِّم حول خيمة الاجتماع. فمِن الخَطر جدًا أن تكون قريبة جدًا. وباستخدام العبارات الشائعة في تلك الفَترة، كان كل إسرائيلي يُخيِّم أيضاً مع وِحدَتِه أي ضِمن مجموعته القتالية) وليس ”مع رايته“ التي تُرجِمت بشكل خاطئ كما نراها مَكتوبة عادةً. إذًا على كل إسرائيلي أن يُخيِّم مع الوِحدة القتالية التي يَنتمي إليها كما يُحدِّدها الاحصاء، وفوق وِحدَتِه يجب أن يَرفَع راية تُمثِّل وِحدَته. وكانت هذه الراية من القماش المُلوَّن وعليها شارة المجموعة. تَتّفِق معظم الترجوميات والتلمود على أنّ كل قبيلة من القبائل الاثنتي عشرة كانت لها راية مميَّزة تَتضمَّن لونًا مُعيّنًا، وأنّ لون كل راية كان يَتطابق مع أحد الأحجار شِبه الكَريمة الاثني عشر التي كانت تُزيِّن دِرع صَدر رئيس الكهنة. أما مَعنى الشارات التي كانت على كل راية فهو أمْر لا يمكن لأحد أن يُخمِّنه. لذلك أيًا كانت مجموعة الرموز لكل قبيلة من قبائل إسرائيل التي قد تَرونها في الكتاب، فهي ليست سوى تَخمينات وتقليد.

إنّ ترتيب القبائل (أو، حَرفياً كما يُطلَق عليها هنا، القوّات) هو ما يلي: يهوذا، وإيساخار، وزبولون، تُخيِّم مع بعضِها كوِحدة في الجانب الشرقي (الجَبهة) من خيمة الاجتماع في البرِّية. هذا هو موقِع الشَرَف الرئيسي. يهوذا هي قائدة هذه الفِرقة المُكوَّنة من ثلاث قبائل.

حصَلت قبيلة يهوذا على هذا الحَقّ في القيادة لأن يهوذا حَلّ مَحلّ روبين (الذي كان البِكر الطبيعي ليعقوب (إسرائيل)) بسبب طيش من روبين تجاه يعقوب.

على الرّغم من أنّ روبين لم يَعُد يَحتَلّ المكانة البارزة كبِكر وبالتالي القائد الأعلى لإسرائيل، إلا أنه لا يزال قائدًا ويبدو أنه الثاني في القيادة بعدَ يهوذا. ولذلك فَقد أمر بأن يُخيّم في المِنطقة التالية الأكثر رِفْعة وهي الجانب الجنوبي من خيمة الاجتماع. اسمحوا لي أن أقول هنا أنه عندما أنادي قبيلة بالاسم وأقول ”هو“ فهذا لا يَعني أنّ الرَجُل روبين مَثلاً كان لا يزال حيًا. لقد مات منذ زمن بَعيد، وكما رأينا في سِجلّ الإحصاء كان هناك شخص اسمُه إليزور هو رئيس قبيلة روبين في الوقت الحالي. الشيء الوحيد الذي بَقي من أبناء يعقوب الأصليين في هذا التاريخ المُتأخِّر هو نسْلُهم وأسماءهم التي استمرَّت كأسماء القبائل التي أنْجبوها. لذلك كان زعيم قبيلة يهوذا يَحتلّ المكانة الأعلى مع زعيم قبيلة روبين في المَرتبة الثانية.

خَيّمَ روبين مع سمعان وجاد، وشَكَّل هؤلاء الثلاثة معًا القِسم الجنوبي. بعد ذلك، إلى الغَرب، كان أفرايم على رأس الفِرقة التي كانت في الغَرب، وخَيّمت مع مناسيه وبنيامين.

وأخيرًا، في المَوقِع الأقل مكانة في الشمال، كانت الفرقة الشمالية بقيادة دان. وكان مَعه آشر ونفتالي.

الآن هذه المواقِع في المُعسكرات (مُرتَّبة حَسَب اتجاهات البوصلة) وكانت تُملي أيضًا تَرتيب المسيرة: أي من يَسير في المُقدِّمة، ومن يليه ومن يأتي في المؤخِّرة. كانت فِرقة يهوذا تتقدَّم الفوج وتَليها روبين. ثم تُخبرُنا الآية السابعة عشرة أنه بَعد فرقة روبين، ولكن قَبْل الفرقة التي تليها (التي كانت أفرايم)، كان من المُقرَّر أن تَحمِل خيمة البرّية. وبعبارة أخرى فإنّ اللاوييّن، الذين كانوا يَحمِلون ويَحمون الخيمة، كان يجب أن يكونوا في منتصف الفَوج الزاحف. وكانت فرقة دان في المؤخِّرة.

والآن هل يُمكنُنا أن نَتأكَّد لماذا تمّ تعيين قبائل مُعيَّنة لتُخيِّم معًا في مجموعة مُعيَّنة، كفرقة؟ نعم هناك بعض المَنطِق والنمط في ذلك. الشرق شَمَل قبائل ليا، الأم البيولوجية ليهوذا والقبيلتَين الأخيرتَين اللتَين كانتا من ليا. إلى الجنوب نَجِد ثلاث قبائل من ليا أخرى؛ ولكن هناك اختلاف بسيط، فزعيم القسم الجنوبي، روبين كان ابنًا بيولوجيًا لليا وكذلك سمعان. لكن جاد لم يكُن ابنًا بيولوجيًا لليا؛ بل كان ابنًا لزيلبا خادِمة ليا. ولكن بموجَب القانون كانت زيلبا، كخادِمة، أمًا بديلة لليا لذا كان جاد مَحسوبًا من بَين أبناء ليا.

وإلى الغَرب كانت قبائل راحيل بقيادة أفرايم؛ أي أنّ هؤلاء جميعًا كانوا أبناءً أنجبَتْهم زوجة يعقوب المَحبوبة راحيل. والآن مرَّةً أخرى لدي بعض التوضيح لأنه على الرغم من أنّ الأم البيولوجية لبنيامين كانت بالفِعل راحيل، إلا أنّ أفرايم ومناسيه، القبيلتَين الأخيرتَيْن اللتين تشكِّلان هذا التقسيم، لم تكُن راحيل أمَّهما البيولوجية. إذن لماذا يُطلَق عليهما اسم قبيلتَي راحيل؟ لأن راحيل كانت الأم البيولوجية ليوسف، الذي كان الأب البيولوجي لأفرايم ومناسيه، وباعتبارِهما ابني يوسف، فقد كانا يَحملان سُلطة يوسف، وهو أمْرٌ قد رُسِم في تلك المُبارَكة المُتقاطِعة المُذهلة في سِفْر التكوين الإصحاح ثمانية وأربعين. من الناحية البيولوجية، كان أفرايم ومناسيه هما ابنا راحيل. ومع ذلك وبسبب عادات ذلك العَصر كان بنيامين يُعتبَر ابنًا لراحيل، وفي البَرَكة المُتقاطِعة كان يعقوب (زوج راحيل) قد تَبنّى أفرايم ومناسيه.

إلى الشمال (الذين يُمثِّلون أدنى مكان في الترتيب القَبَلي) كانت القبائل الثلاث المُتبقّية بقيادة دان. ما جَعَلها في المَرتبة الأدنى هو أنّ أعضاءها كانوا جميعًا أبناء مَحظيات يَعقوب (خادمات ليا وراحيل). كان دان ونفتالي ابنا بيلا، وآشر ابن زيلبا.

المُهمّ أن نرى في كلّ هذا هو أنّ يهوذا هي القبيلة الرائدة وبالتالي لها المَكانة الأعلى، ودان الأدنى. وبِغَضّ النَظَر عمّا قد نراه عادلاً، فإنّ القَبيلة كانت وحشية في تحديدها للمرتَبة والسُلطة ولم يكُن الأمْر مُختلفًا مع إسرائيل.

كان الأمَل الوحيد للقبيلة الأدنى مرتَبة هو أن تُصبِح بطريقة ما أقوى من القبيلة الأعلى مَرتَبة وأن تستوعِب تلك القبيلة الأعلى مَرتبة أو أنْ تُصبِح ببساطة مُهيمِنة عليها. تذكَّروا ذلك ونحن نُشاهد تَقدُّم إسرائيل وتَطوُّرِها في العهد القديم لأنّ هذا هو السياق الذي تمّ من خلاله تحديد انحسار القوَّة وتَدفُّقها. في الواقِع هذه هي الطريقة التي تَعمَل بها المُجتمعات القَبَلية بشكلٍ عام حتّى يومنا هذا.

هناك مَعلومة أخرى أعتقد أنكُّم ستَجدونها مُفيدة لفَهم الكتاب المقدَّس: كان الشَرق هو الاتجاه البارز تمامًا كما كان الجانب ”الأيمن“ هو الجانب البارِز. لذا لكي نَفهَم لماذا كانت اتجاهات البوصِلة التي خَيّمَت فيها الفِرق المُختلفة تَدُلّ على الرُتبة، نبدأ من الشرق.

تَخيَّل نفسك واقفًا ووجْهَك إلى الشرق. إذا مَدَدْت ذراعَك اليُمنى إلى الجانِب الأيمن فستُشير إلى أي اتجاه؟ الجَنوب. لذلك بما أنّ الشَرق هو الرُتبة رقم واحد، فإنّ يمين الشرق مُباشرةً هو الرتبة رقم اثنان، أي الجنوب. والآن استَدِر واتَّجِه إلى الجنوب. إذا مَدَدْت ذراعَك اليُمنى إلى جانبك الأيمن فستُشير الآن إلى أين؟ إلى الغَرب. إذن هذه هي المَرتبة رقم ثلاثة. استَدِر مرة أخرى لليمين وسنكون مُتّجهين إلى الشمال، وهي المَرتبة الأخيرة، المَرتبة رقم أربعة.

يُستخدَم هذا البروتوكول نفسُه في جميع أنحاء الكتاب المقدَّس. لذلك ابدأوا دائمًا بالشرق واعمَلوا باتجاه اليمين لفَهْم رِتبة وترتيب اتجاهات البوصلة، حيث أنّ كل اتِّجاه من هذه الاتجاهات يرمِز أيضًا إلى رِتبة وترتيب القوّة والسُلطة.

لنذهَب إلى سِفْر العدد الإصحاح الثالث.

يَدور هذا الإصحاح حوْل الإحصاء الذي تمّ إجراؤه لقبيلة لاوي. ومن المُهمّ أن نفهَم أنّ مَوقِع المَكان الذي حَدَث فيه كل هذا هو جَبَل سيناء، حتى الآية ثلاثة عشرة، ولكن يَتغيَّر أثناء سَفَرهم في البرّية بعدَ أن غادروا جبل سيناء بدءًا من الآية أربعة عشرة. لَنقرأ سِفْر العدد الإصحاح الثالث.

قراءة سِفْر العدد الإصحاح الثالث بكامِلِه

من الناحية الكتابية، عِلْم الأنساب مُهمّ دائمًا. وهكذا فإنّ الآيات الأولى من الإصحاح الثالث تَعمَل على توضيح نَسَب موسى وهارون (ولكن بشكلٍ رئيسي هارون). في الواقع بخِلاف حقيقة أنّ موسى هو أخو هارون، فإنّ أيًا من الأنساب المَنشورة هنا لا يَنطبِق مُباشرةً على موسى.

اسمحوا لي أن أُكرِّر مبدأ يمكن أن يكون مُربِكًا بعض الشيء ولكنَّه ضروري لفَهمِنا للبُنية الاجتماعية لإسرائيل، لذا فهو يَستحِقّ التَكرار: لم يكُن هارون وعائلته سوى عشيرة واحدة من عدة عشائر رئيسية كانت تُشكِّل قبيلة لاوي. على الرُّغم من وجود عدة عشائر لاوية إلاّ أنّ يَهوَهْ خَصَّ عشيرة هارون بمكانة مُقدَّسة كانت أعلى دَرجة من باقي أفراد قبيلة لاوي. على وَجه التحديد كان أفراد عشيرة هارون فقط هم الذين يُمكِن أن يكونوا كهنة إسرائيل الفِعْليين. جميع اللاويين الآخرين كانوا هناك ليكونوا خدّامًا ومُساعدين للكهنة؛ أو ربما بشَكل أكثر دِقّة، خدامًا للكَهنوت. كان الكَهنة هم الوحيدون الذين يَستطيعون القيام بالطقوس والاحتفالات. كان لدى العائلات اللاوية الأخرى واجِبات مُختلفة؛ أشياء مِثل حراسة خيمة الاجتماع وحَملِها، وملء أحواض المياه، والتنظيف، وإشعال النيران، وعَزْف الموسيقى، وإنشاد المَزامير وما إلى ذلك.

إذًا مِثلَما اختير اللاويون إلى حدٍ ما لخِدمة الله من عائلة إسرائيل العادية (كل القبائل الأخرى)، فإنّ عائلة هارون انتُزِعت من عائلة لاوي العادية وأُعطيت مكانة رفيعة لخِدمة الله.

أمّا بالنسبة لرئيس الكهنة (وكان هناك رئيس كَهنةٍ واحد فقط في كلّ مرَّة) كان يجب أن يَأتي فقط من ابن واحد مُحدَّد لهارون، وهو إليعازار. لذلك أُزيلت قبيلة لاوي من إسرائيل لخِدمة خيمة الاجتماع؛ وأُزيلت عائلة هارون من اللاويين للخدمة الكهنوتية؛ ومن عائلة هارون كان يَجِب ابن واحد مُحدَّد ليُقدِّم السلالة المُستمرَّة من رؤساء الكهنة. التقسيم والفَصْل والانتخاب.

في الآية الثانية نَحصُل على أسماء أبناء هارون وتذكير حزين بمَصير اثنَين منهم. الأبناء الأربعة هُم نداف، وأفيهو، وإليعازر، وإثامار. كان نداف بِكر هارون. وفي الظروف العادية كان من المُفترَض أن يكون رئيس الكهنة التالي بعد وفاة والِدَه هارون؛ وعندها كان نداف سيُنتِج السلالة التي كان سيَأتي منها جميع رؤساء الكهنة في المُستقبَل. لكن يَهوَهْ قَتَل نداف وأخاه أفيهو انتقامًا مُباشرًا لتقدِمَتِهِما نارًا ”غريبة“ للرَب. أي أنهما كانا يؤدّيان واجِباتِهما الكهنوتية ولكنَّهما تَجاهلا التعليمات المُباشرة حول بعض الإجراءات الطقسية ولذلك غَمرهُما الرَب بالنيران وأحرقَهُما أمام عينَي أبيهما هارون. وبما أنّ المَولود الأول لهارون، نداف، كان قد مات، والمولود الثاني، أفيهو، كان قد مات أيضًا، فقَدْ آل الأمْرُ إلى إليعازار ليكون الأب التالي لرئيس الكهنة في المُستقبل.

عَلاوةً على ذلك يَظهَر أنّ سلالة نداف وأفيهو ماتت مَعهما لأنه لم يكُن لهما أبناء وقت وفاتِهما. لقد قُطعَت أشجار عائلتيهما وانتهى نَسلُهُما.

الآن الآيات القليلة التالية، التي تَبدأ بالآية الخامسة، تُحدِّد واجِبات اللاوييّن (أي غير الكهنة). وإذا قرأتُم ذلك في اللغة الإنجليزية، فسيكون الأمْر غامضًا نوعًا ما فيما يتعلَّق بما يُفترَض أن يَفعلوه بالضبط. معظم النصوص تقول شيئًا ما بمعنى أنهم "يؤدون واجبات، القيام بِعَمَل خيمة الاجتماع…واجِب نيابةً عن بني إسرائيل“ إلخ.

في الواقع، تَجعَل العبرية الواجبات مُحدَّدة تمامًا. في الآية سبعة، ما يُتَرْجم عادةً على أنه ببساطة ”أداء الواجبات“، هو بالعبرية ”شمر مشميرث“ وتعني ”احْرِسوا“. لذا يَنبغي أن تُقرأ الآية السابعة، يَحْرُسُ اللاويون لَهُ وَلِلْجَمَاعَةِ كُلِّهَا أَمَامَ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ…. كما ناقشنا سابقًا كانت إحدى المَهام الأساسية للاويين هي حِراسة قداسة الله ومَسكَنه.

في وقتٍ لاحق في نفْس الآية حيث تقول معظم التَرجمات ”القيام بعَمَل خيمة الاجتماع“ (أو شيء مُشابِه) فإنّ الكَلِمة العبرية المُستخدَمة لـ ”القيام بالعَمَل“ هي” أباد بودا “وهذا يَعني في الواقع ”القيام بعَمَل شاقّ“. لذا فإنّ الواجبات الأولى المُوكَلة إلى اللاويين هي شمر مشميرث، الحراسة، ثم عباد بودا، القيام بالعَمَل الشاقّ في خيمة الاجتماع.

توُضِح الآيَتان تسعة وعشرة بشكل أساسي فِكرة أنّ اللاويين مُكلَّفين بالقيام بالأعمال الشاقة المُرتبِطة بخيمة الاجتماع، وأنّ عليهم اتباع توجيهات الكَهنة.

تَبدأ الآية احدى عشرة بتعليم إلهي يكاد يكون مَفقودًا في المَسيحية واليهودية. هذه هي التَعليمات التي ذكرْتُها لكُم الأسبوع الماضي وقلتُ لكُم أننا سنَتناولُها في وقتٍ لاحق قليلاً….. وها نحَنُ ذا. ويَحدُث التعليم في الآيات إحدى عشرة إلى ثلاثة عشرة؛ وتقول إنّ اللاويين مَحَلّ أبكار قبائل إسرائيل الأخرى. أي اعتبَر الله بطريقة خاصة جميع الذكور الأبكار من قبائل بَني إسرائيل خاصيّن له…… في نوع من المُلكية أو التَبنّي من قِبل الله…………… الآن قد اتَّخذ اللاويين، كَبَديل عن جميع أبكار إسرائيل. هذه المَكانة الخاصة لأبكار بني إسرائيل على أبكار الأمم الأخرى جاءت في سِفْر الخروج الحادي عشرة، عندما تمّ إحياء ذكرى أبكار بَني إسرائيل لله كتَذكار لخلاصِهم الفصحي.

سنَبدأ الأسبوع القادم بمناقَشة استِبدال أبكار بَني إسرائيل بأبكار قبيلة لاوي.