سِفْر التكوين
الدرس الرابع والعشرون – الإصحاح الخامس والعشرون
نُواصِل هذا الأسبوع دراستنا لسِفْر التكوين خمسة وعشرين. لنبدأ بقراءة تكوين الإصحاح خمسة وعشرين الآية الثانية عشرة إلى الثامنة عشرة
لقد أنهَينا الأسبوع الماضي بإلقاء نَظرة مُوجَزة على نَسْل قَطورة، إحدى مَحظيات إبراهيم. لا ندري كَم كان لإبراهيم من مَحظيات غير هاجر وقَطورة؛ من المُحتمل أنّه كان هناك أخريات، وكان لهاتين الاثنتَين فقط دَور توراتي، وهذا أمْر لا يمكننا التأكُّد منه على الإطلاق.
بِشكلٍ عام، شكل أبناء قَطورة اتّحادات قَبَليّة، ويُشكِّلون مع إسماعيل مُختلَف الشعوب العربية التي نَراها اليوم. أقول الاتحادات القَبَليّة، لأنّه على عَكْس الإسرائيليين الذين كانوا يَميلون إلى البقاء على ارتباط وَثيق بقبائِلهم الفرديّة…… رأوبين، وشمعون، وأفرايم، ويهوذا، وبنيامين، إلخ….. سرعان ما أصبَح أبناء قَطورة أقلّ ارتِباطًا بقبائِلهم الفرديّة وكان عليهم أن يتحِّدوا معًا من أجل الحصول على ما تَبقّى من قوة ونفوذ. في الواقع، معظم أسماء أبناء قَطورة ضَاعت في التاريخ، ولا يُمكننا حقًا متابعة تقدُّمِهم على الإطلاق.
قبيلة مديان، التي عاشت في الطَرَف الغربي من شِبه الجزيرة العربية، تَرَكت أثرًا في الكتاب المقدس، وكان خليج العقَبة أحد خطوط حدودِها. وهذه هي نفْس المِنطقة التي هَرَب إليها موسى من مصر بعد أن قَتَل ذلك الجندي المصري؛ نفْس "مديان" حيث وَجَد زوجة وعاش راعيًا لمدة أربعين عامًا.
في الآيات الثانية عشرة إلى الثامنة عشرة، نَحصُل على تقرير عن نَسْل إسماعيل. كان إسماعيل هو "البِكْر" المطرود لإبراهيم والخادمة المصرية هاجر. تذكروا أنّ إسماعيل كان مُراهقًا عندما وُلِد إسحاق. تذكَّروا أيضًا أنه قَبْل موعِد إنجاب سارة، زوجة إبراهيم الشرعية الوحيدة، إسحاق، أعْلَن إبراهيم أنّ إسماعيل هو ابنُه البِكر. إسماعيل، بالنسبة لإبراهيم، كان الابن الموعود… الابن الذي سيواصِل العهد الذي قام به يَهْوه الرَب مع إبراهيم. ليس من قبيل الصُدفة أنّ الآية التي تسبِق هذا القُسم من نَسَب إسماعيل (الآية الحادية عشرة) تقول: "… بعْد وفاة إبراهيم، بارَك الله ابنه إسحاق…".
وكان هذا بمثابة تَذكير بأن يَهْوه قد رَفَض إسماعيل باعتباره الابن الموعود. إنّ الابن الموعود هو الذي وَلَده الله بنفسه بطريقة معجزية… بواسطة رَحَم سارة المَيت، ونسل إبراهيم الميت. والابن الموعود كان إسحاق.
دعونا نُراجع قليلاً مواضيع إسماعيل ونُركِّز على السياق، لأننا سنَتحدَّث أيضًا عن الإسلام في هذا الدَرس. قبْل أن ننظُر إلى أبناء إسماعيل هؤلاء… الذين يُشكِّلون نواة الشعوب العربية الحديثة… اسمحوا لي أن أشير إلى أنّ إسماعيل سامي، تمامًا كما كان إسحاق، وبالطبع إبراهيم. ما هو السّامي؟ هو من نَسْل شام بِن نوح.
في الواقع، كَلِمة "سامي" خطأ في حدِّ ذاتها… على الأقل من حيثُ كيفية نُطقِها وتَهجئتها. يجب أن تكون الكَلِمة "شامي"-وليس "سامي". الخطأ هو خطأ مَسيحي أممي نموذجي، لأنّ الحَرف الأبجدي العِبري الذي نُترجِمه حرفيًا على أنه "س" يمكن استخدامه بطريقتين: كـ "ش" أو كـ "س". تَحريك النقُطة الصغيرة الموجودة فوق الحَرف الموجود في أقصى يَمين حَرف الأبجدية العبرية يَجعُله حرف "ش"… الذي يُنطَق "ش"… مثل "شي" أو "شوت" أو "شارون"؛ تَحريك النقطة الصغيرة إلى أقصى اليسار يَجعل نفْس الحَرف "س"، مما يُعطينا صوت "س" ….. يُنطَق مثل "سام" أو "سياتل" أو "ساحل". كَلِمة "شام" مكتوبة بالشين وليس بالسين.
على أيّة حال، بما أنّ إسحاق وإسماعيل كان لهما نفْس الأب، وكان من نَسْل شام، فإنّ كلا هذين الطُفلين ساميّان. في الواقع، كل الأطفال الذين أنجبَهم إبراهيم هم من الساميين. لذا، فإنّ العَرَب والشعب اليهودي مُرتبِطان ارتباطًا وثيقًا… فكلّهم ساميّون. وهذا ما يَجعل المُصطلح الذي نَسمعُه كثيرًا اليوم، "معاداة السامية" مُتناقِضًا للغاية. مُعاداة السامية هي من الناحية الفنية مصطلح يعني، ضد الساميين…ضد أحفاد شام. ومع ذلك، فإنّ الطريقة التي دائمًا ما يُستخدَم بها هذا المصطلح هي إعلان التعصُّب ضد الشعب اليهودي. ومن المثير للاهتمام أنّ الشعوب العربية هي في العادة أكثر الشعوب المُتّهَمة بمُعاداة السامية. لذلك، لدينا الساميون العَرَب الذين يُطلَق عليهم مُعادين السامية. إنها واحدة من تلك العبارات والمُصطلحات الطائشة التي يتمّ استخدامها بانتظام والتي يبدو أن لا أحد يَفهَمَها.
واسمَحوا لي أيضًا أن أعبِّر عن أنّ مجرد رَفْض الله لإسماعيل باعتبارِه الابن الموعود لا يعني أنّ الله قد لَعَن إسماعيل بطريقة ما. ولم يُعاقَب إسماعيل أو يُحاكَم؛ فهو ببساطة لم يكُن من الممكن أن يكون الابن الموعود لأنّ يَهْوه قرَّر أن يكون ذلك الابن هو إسحاق. في الواقع، للتعويض عن حِرمان إسماعيل من مَكانته كبِكْر التي كان يتمتَّع بها حتى ولادة إسحاق، أُعطي إسماعيل ميراثًا جسديًا مُساوٍ تقريبًا لإسحاق. كل ما في الأمْر هو أنّه في حين أنّ إبراهيم سيُوفِّر الثروة والرخاء لإسحاق، فإنّ يَهْوه سيوفِّر لإسماعيل. لذا، في عصرِنا هذا، في حين أنّ الشعوب العَرَبية هي عمومًا عَدوّة لإسرائيل، فهي ليست بأي حال من الأحوال شعبًا مَلعونًا مثلما نحن في هذه القاعة، وذلك فقط لأنّ زعماء أمّتنا هاجموا إسرائيل مؤخَرًا بإجبارهم على تقسيم أرضِهُم. أوه، لقد كان العَرَب وسيَظلّون يتعرضون للتأديب الشديد من قِبَل يَهْوه بسبب وقوفِهم ضد شعبِه المُختار، تمامًا كما نحن الأمريكيين (كأمّة) مؤخرًا، وسنَظلّ، نلقى تأديبًا شديدًا من قِبَل الرَب لإجبار إسرائيل على تسليم بعض أراضيهم إلى أعدائهم. ولكن، في حين أنّ أحفاد حام ابن نوح هم بشكل عام مجموعة من الأشخاص من الذين يواجِهون المأزق، بسبب اللّعنة التي حلَّت عليهم، هذا ليس الحال مع أحفاد شام…. العَرَب وكذلك العبرانيين…. (أو يافث في هذا الشأن).
نعم. لقد ذكرتُ أنه من الناحية العَمليّة، يمكننا القول إنّ أحفاد إسماعيل، مع أحفاد قَطورة، يُشكِّلون الشعوب العربية الحديثة. وكما أننا في هذه القاعة لسنا من السلالات الأصيلة… أي أننا جميعًا لدينا أصول أوروبية أو آسيوية… كذلك الحال مع الشعوب العربية. وقد بَدأ أحفاد إسماعيل وقَطورة في الاختلاط في وقت مُبكِر جدًا، لذلك نَجِد في إشعياء الإصحاح ستّون ذِكِر مديان وعيفة وشيبا…… وهي قبائل قَطورة….. جنبًا إلى جنب مع قيدار ونبايوت أبناء إسماعيل.
لوَضْع الأمور في سياقها….. وهو الأمْر الأهم في دراسة الكتاب المقدس…. فلْنقرأ جميعًا إشعياء الإصحاح ستين الآية واحد إلى سبعة
قراءة إشعياء الإصحاح ستون الآية واحد إلى سبعة
هذه هي نبوءة نهاية الزَمان حول ما يحدُث ويَستَمِرّ في الحدوث مع إسرائيل، ومعظمه أمام أعيُننا. يَتعلَّق الأمر بعودة اليهود إلى وطنِهم. وبالطبع فإنّ عودة بني إسرائيل إلى أرضهم التي وَهَبها الله لهم هي عملية مُستمِرّة حَدثَت على مدى العقود العديدة الماضية.
وفي الآيات القليلة الأخيرة مما قرأناه للتو نرى أسماء تلك القبائل الخمسة….القبائل العرَبية…… مديان، عيفة، شيبا، قيدار ونبايوت؛ الأسماء التي انتهينا للتو من قراءتِها في سِفْر التكوين. وبهدَف التبسيط، ما يُقال هنا هو أنّ الشعوب العربية ستُصبح في النهاية أصدقاء وخَدَمًا لإسرائيل وتجلِب لهم الثروة والازدهار. وبشكل أكثر وضوحًا، يَتعلَّق الأمْر بالشعوب العربية القادمة لعِبادة المسيح في إسرائيل. لذلك، هذا ليس لليوم، ولكن للمُستقبل القريب. والفِكرة هي أنّ جحافل العرَب سوف تَنحَني للمسيح العِبري.
لذا، يَجب علينا أن نكون حذرين للغاية في الطريقة التي ننظُر بها نحن تلاميذ يشوع إلى الشعوب العربية. نعم، اليوم، يَقِف معظم العَرَب على الجانب الخطأ من القضية مع إسرائيل. بل إنهم اختاروا أن يَتخلّوا عن إله جدهم إبراهيم، ليَتّخذوا إلهًا زائفًا، غير إله، يُدعى الله. لقد اختاروا أن يكونوا أعداء صَريحين للمَسيحيين واليَهود بِسبب هذه الحقيقة التي يتم نَشرُها بشكل خاطئ في وسائل الإعلام الإخبارية اليوم، وفي الكنائس السَاعية إلى التَسامُح اليوم.
ولكن، كما يعلم أي شخص سَمِع صديقي العزيز تاس يتحدَّث، أن هناك العديد من العَرَب المؤمنين بالمسيح… ما يُسمَّى بالعَرَب المسيحيين. إنّ العَرَب المُسلمين الذين يؤمنون بالله ليسوا أكثر خداعًا من أهلِنا وأصدقائِنا وجيرانِنا الذين لا يُؤمِنون بإله على الإطلاق! لذا، بينما يَجِب علينا أن نقِف إلى جانب إسرائيل… ونحن نَعلَم أن ذلك سيَضعُنا في مواجَهة معظم دول العالم… فهذا واجبُنا ودعوتنا أمام الله… لكن ذلك لا يعني أنّ علينا أن نكْرَه العَرَب أو المُسلمين. يمكننا أن نكرَه معتقداتهم، ويمكننا أن نكرَه ما يفعلون، ولسنا مخطئين في تدمير أولئك الذين يُحاولون تدميرنا أو تدمير إسرائيل، مِثلما لم نكُن مخطِئين في مُحارَبة جيوش هتلر في الحَرب العالمية الثانية. ولكن، من المؤكَّد أنه ليس من الضروري أن نَستمتِع بالأمر.
ربما الآن هو الوقت المناسب أيضًا لذِكْر أمرَين عن الإسلام؛ لأن الإسلام يقول إنّ إسماعيل هو المؤسّس الحقيقي للإسلام.
إنني أقضي الكثير من الوقت بالتَحدُّث عن هذا الموضوع بسبب الجَهْل الفظيع، والأكاذيب الصريحة ذات الأجَندات الصريحة، حول التاريخ البسيط لمسألة الإسلام وإسماعيل. اسمحوا لي أن أقول مباشرة أنّ إسماعيل ليس أبو الإسلام. وهو ليس حتّى أب كل الشعوب العربية، بل البَعض منها فقط.
وكما تَرون فإنّ إسحاق وإسماعيل يُمثِّلان جوهر العلاقة بين اليهود والمسيحيين من جِهة، والمُسلمين من جهة أخرى؛ إسحاق وإسماعيل هما مُفترَق طرُق متميِّز. ويُرجى أن تدرِكوا أنّ الاختلافات بين العالم اليهودي المسيحي والعالم الإسلامي لا يمكن التوفيق بينها. ليس هناك نقطة وَصْل في منتصف الطريق، وليس هناك حَلّ وسط. يقول الإسلام إنّ الحديث من الله، ومن أهْل الوعد بالعهود مع إبراهيم، نَزَل من خلال إسماعيل وتَسجَّل في القرآن. بالطبع، يؤكد اليهود والمسيحيون أنّ الوعد بالعهود يأتي من خلال إسحاق، ويتم تَسجيله في الكتاب المقدس.
لقد انتهينا للتو من قراءة عدّة إصحاحات (فصول) تَنصّ صراحةً على أنّ الابن الموعود….خطّ العَهد…… كان عن طريق إسحاق، وليس إسماعيل. ومن المثير للاهتمام أنّ المُسلمين يعترفون بأنّ هذا ما يقوله الكتاب المقدس… ويقولون إنّ نصوص الكتاب المقدس قد تمّ تَحريفُها وتغييرُها على يد اليهود والمسيحيين. في الواقع، يجب أن يقول الكتاب المقدس أنّ إسحق هو الذي تمّ رفضُه، وأنّ إسماعيل هو الابن الموعود الحقيقي.
دعونا نُلقي نظرة على بعض الحقائق التي تَجعَل هذا الاعتقاد هَراء. أولاً، لم يكُن دين الإسلام موجودًا حتى أنشأه النبي محمد؛ والمسلمون مُتّفِقون على ذلك تمامًا. ومحمد لم يولد إلا بعد مرور ستمئة عام تقريبًا على زَمن يسوع المسيح. آخر سِفْر من العهد القديم كُتِب قبْل ولادة محمد بألف عام. آخر كِتاب من العهد الجديد كُتِب قبل خمسة قرون من ميلاد محمد. دعوني أقول ذلك بطريقة أخرى: العَهد القديم كما نعرِفُه اكتمَل في عام أربعمئة قبل الميلاد، والعهد الجديد كما نَعرِفُه اكتمل حوالى عام مئة ميلادي، ومؤسس دين الإسلام وُلِد حوالى عام خمسمئة وخمسة وسبعين ميلادي. وعند قراءة الكتاب المقدس، يقول محمد مؤسس الإسلام: "آه، كل ما أفسَدَه اليهود هو فقط لتَحريف ما أقوله لكم وهو الحقّ". وكأن أحدًا ما اليوم قال فجأة: مهلاً، الدستور الموجود في المَتحف في واشنطن، أي الدستور الذي كُتِب قبل مئتين وخمسين سنة… غير صحيح. أنا كتبتُ النسخة الصحيحة، فالنُسخة الأصلية في واشنطن العاصمة تالفة، وقد تم إتلافها فقط حتى لا تصدِّقوا أنني كتبتُ للتو النُسخة الصحيحة، هنا في جزيرة ميريت، في عام ألفين وخمسة. الآن، هل هذا أكثر شيء غير مَنطقي وسخافة بالنسبة لكم؟ هذا بالضبط ما يقوله الإسلام عن الكتُب المقدسة اليوم.
وبحلول الوقت الذي اختَرَع فيه محمد الإسلام، كانت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية هي المُهيمِنة في جميع أنحاء أوروبا وآسيا. قسطنطين، الذي أعلَن أنّ الشَكل الجديد للمسيحية الأمميّة هو دين الدولة للإمبراطورية الرومانية، كان قد مات قبل أكثر من مئتي عام من ولادة محمد. لا يَهمّ حتى أنه مع مخطوطات البحر الميت عن أقدَم كتابات الكتاب المقدس الأصلية والفِعلية للعبرانيين قبل ولادة المسيح… وقد تَمّت دراستها ونَشْر صوَر لها، والكثير منها معروض في القدس ليَراها الجميع…. وهي تَتوافق تمامًا مع الكتُب المقدسة أمامنا أنا وأنت اليوم (العهد القديم بالطبع)؛ ما يُثبِت أنه لمْ يحدُث أي فساد أو تغيير….. على الأقل لحوالى مئة عام قبل الميلاد، إن حَدَث. ومع ذلك، يقول الإسلام إنّ ما كان يجب أن يقوله سِفْر التكوين هو أنّ إسماعيل هو المُختار، وإسحاق هو المرفوض.
ثانيًا…..ولا تَدعوا أحداً يخبرُكم بخلاف ذلك…..هناك طريقتان فقط يمكننا من خلالهما مَعرِفة من هو الإله…….اسمه وصِفاته. بعضٌ من العلماء يقول إنّ كَلِمة الله مجرد كَلِمة عربية تعني "إله". وفي حين أنّ هذا صحيح بالمعنى العام، فإنّ اسم الله الوحيد في الإسلام هو "الله". إنهم يَرفُضون جميع الأسماء الكتابية لله، حتى عندما تكون تلك الأسماء مُعرَّبة. يَهْوه، ال شداي (الشادي)، أو أي اسم أو لقَب كتابي آخر لإله الكون هو خطأ وفقًا للإسلام. لذا فإنّ إله الإسلام له اسم مُختلف تمامًا عن إله الكتاب المقدس.
علاوةً على ذلك، فإن إله الإسلام يُمجِّد الموت. إله الكتاب المقدس يُمجِّد الحياة.
ويقول إله المسلمين أنهم يجب أن يكسبوا المُتحوّلين إلى الإسلام بالسَيف. يقول إله الكتاب المقدس إنّ على مؤمنيه أن يكسِبوا المُهتدين عن طريق المحبة والإيمان. يقول إله الإسلام أنّ سلوك المُسلِم يحدِّد مستقبله الأبدي. يقول إله الكتاب المقدس أنّ حالة قَلب الإنسان تُحدِّد مستَقبَله الأبدي. إله الإسلام ليس لديه مسيح.
يقول إله الكتاب المقدس أنه يجب أن يكون هناك مسيح. إله الإسلام هو إله الحَرْب. إله الكتاب المقدس هو إله شالوم. والقائِمة تطول. إنّ صِفات إله الإسلام وشخصيته وتَعليماته كما هي موجودة في القرآن، هي العَكس تمامًا لصِفات إله الكتاب المقدس وشخصيّته وتعليماتِه. ومع ذلك، نرى العديد من الزعماء الدينيين المسيحيين يقولون لنا إنّ المسيحيين والمسلمين يَعبدون نفْس الإله. لقد سَمعتُ العديد من القساوسة يقولون إنّ أفضَل طريقة للتعامل مع المسلمين هي أن نقول إننا نحترِم أنهم يعبُدون الله؛ إنهم لا يعرفون أنّ الإله الذي يعبُدونه هو يسوع! يسوع! هل أبدو غاضبًا قليلاً؟ هذا جنون… إنه تَجديف من أسوأ الأنواع، وهو تعليم لشعب الله بأن يعتقدوا أنّ عبادة أي إله أمْر جيد… بغضّ النظَر عن اسمِه أو صفاتِه… لأن أي إله هو في الواقع إله إسرائيل. حسنًا، ليس هذا ما أخبرنا به يَهْوه، أليس كذلك؟
إذا كنتم تحبّون الناس في أي كنيسة أو معبَد يهودي تَرتادونه، فخُذوا هذه المعلومات وأخبروهم بالحقيقة. هل تُدرِكون ما حَدَث لبَني إسرائيل الذين عبدوا يَهْوه وآلهة الأمم الأخرى؟ أولئك الذين حاولوا أن يكونوا صحيحين سياسيًا ومُتسامحين بمعايير تلك الحقبَة؟ من أعْلَن أن يَهْوه وبعل واحد؟ لقد تَشتّتوا ودُمِّر الملايين. ليس هناك فَرْق بين ما فعلوه، وما نفعلُه اليوم، في أماكن عبادتنا، عندما نُعلِن أنّ يَهْوه والمسيح والله واحد. وأذكِّركم؛ الله لم يَتعامَل معهم فردًا فردًا أو أسرة تلو الأخرى. لقد أنزَل عليهم دينونة قومية، وتمّ تنبؤ نفس الشيء لعصرِنا؛ أنك شخصيًا لا تَعتقِد أنّ هذا التجديف لا يعُفيك أنت وعائلتك من المعاناة مع الآخرين في أمّتنا بسبب تأديب الله الرهيب. أوه، بالتأكيد، لقد خُلِّصت، ومستقبلك الأبدي آمن. ولكن، هل هذا حقًا كل ما يهمّ؟ لا أعتقد ذلك.
نعم. دعونا نتفحَّص قبائل إسماعيل هذه.
وكان نبايوت الابن البكر لإسماعيل. قبيلته عبارة عن الأشخاص المُشار إليهم باسم النبايتي، في الروايات الآشورية عن معارِك إمبراطوريتهم ضد شعب شِبه الجزيرة العربية، قبل عقود قليلة فقط من أسْر يهوذا في بابل. نحن نعرِف هؤلاء الأشخاص أكثر باسم الأنباط، ومؤخّرًا باسم أردنيّي البتراء.
يتمّ الحديث عن قيدار بعد عدّة قرون من سِفْر التكوين، في الكتاب المقدس، وقد شَكّلت نوعًا من الارتباط مع الشعب الأدومي (أحفاد عيسو). هؤلاء هم الأشخاص الذين تجوَّلوا كرُعاة وماعز في جميع أنحاء شِبه الجزيرة العربية وسيناء. ومما لا شك فيه أنهم يُشكِّلون على الأقل جزءًا من البدو المعاصرين.
تُعرَف أدبئيل في السِجلاّت التاريخية الآشورية باسم إيديباعيل؛ تم غَزْوُها على يَد تغلث فلاسر….. وهو نفْس الرَجُل الذي كان له دور فعّال في غزو مملكة إفرايم الشمالية – إسرائيل….. وأُرسِل لحراسة الحدود المصرية الآشورية.
تَظهَر قبيلة دومة مرة أخرى في إشعياء واحد وعشرين. فقد احتلَّت منطقة فوق مديان مباشرة، جانب خليج العَقبة في شِبه الجزيرة العربية.
سَكَنت قبيلة تيما حول واحة مَعروفة شمال شرق ددان لأنها تقَع على طريق القوافل الذي كان يربِط الجزء الجنوبي من شِبه الجزيرة العربية بأدنى بلاد ما بين النهرين.
يبدو أنّ جتور ونافيش قد اندمجتا في قبيلة واحدة، وتم وَصفُهُما لاحقًا في الكتاب المقدس (في واحد أخبار الأيام خمسة) باسم الهاجريين… اختصار لبني هاجر، من نَسْل هاجر.
ومن الناحية العمليّة، لا يوجد شيء مَعروف بِخلاف التَكهّنات البَحتة حول أبناء إسماعيل الإثني عشر المتبقّين، لذلك لن نَتطرَّق إلى هذا الموضوع.
تُخبِرنا الآية السادسة عشرة أنّ نَسْل إسماعيل عاش في القرى؛ وبعبارة أخرى، لم يَبنوا المُدُن ويقيموا في المدن المُسوَّرة. كانوا ريفييّن… مزارعين ورعاة… وبعضهم كانوا من الرحالة والتجّار في الصحراء. وهذا يُفسِّر نمَط الحياة الذي طوَّره العَرَب …… فلأنهم كانوا يعيشون في مُدن غير مُحصَّنة….. كانوا يهاجِمون بعضهم البعض باستمرار على أمَل تحقيق مكاسب لأنفسهم، عن طريق الأخذ من الآخر. ولا تزال هذه العقليّة تعمَل حتى يومنا هذا. جزء من الأمور التي يُحاربها الإسلام هو أسلوب الحياة الذي يُنتِج الأشياء، وليس أسلوب حياتهم التقليدي الذي يأخذ ببساطة ما يُنتجُه الآخرون. كانت الطرق القبَليّة العربية التقليدية تدور حول القبائل العربية التي تَسعى دائمًا إلى أخْذ الثروة والسُلطة من القبائل العربية الأخرى. حتى محمّد، مؤسس الإسلام، اكتسَب سُمعته كزعيم من خلال قيادة هجمات قبيلته ضد القبائل العربية الأخرى والفوز. وكان الهَدف دائمًا هو نفسه: الغنائم.
الآن، تأمَّلوا ذلك لمدّة دقيقة. لماذا تُعتبَر معاقِل العرَب والمسلمين في العالم أيضًا أكثر الأماكن تَخلُّفًا في العالَم كلّه؟ أفغانستان وباكستان ومعظم العراق وإيران، وما إلى ذلك. ذلك لأن الناس، بشكلٍ عام، ليس لديهم مفهوم العمَل والإنتاج والعدالة والتقدّم التكنولوجي. عندما هاجم الإسلام أوروبا عام سبعمئة وأحد عشر ميلادي، كان الهدَف هو الثروة الأوروبية، وليس أسلوب الحياة الأوروبي أو التكنولوجيا الأوروبية. لقد أرادوا أن يأخذوا ما أنتجتْه أوروبا. وهذا بالضبط ما يُريدونه اليوم. إنّ الحَرب على الإرهاب هي في الواقع مَعركة من أجل أسلوب حياة. لكن طريقة الحياة التي يُريدونها هي أن نُنتجَها نحن ويأخذوها هم. لأنهم لا يَعرِفون حتّى كيف…..ولا يريدون أن يعرفوا كيف….يقومون بالإنتاج والمُشاركة.
ونقرأ في الآية السابعة عشرة أنّ إسماعيل عاش مئة وسبعة وثلاثين سنة؛ ثم "انضم إلى أقربائه". وهنا أيضًا لا نَجِد أي إشارة على الإطلاق إلى ما تَعنيه عبارة "انضم إلى أقربائه".
أين كان أهلُه؟ ومن هم أقرباؤه؟ هل كانت هذه الحَياة الآخرة؟ إذا كان الأمْر كذلك، مما كانت تَتكوّن؟ لن نَكتشف ذلك أبدًا في التوراة، والقليل جدًا مَذكور في كل العهد القديم. بالأحرى، هذه مجرّد طريقة لطيفة للقول إنه عاش فترة حياة جيدة، ومات بسلام، ربما لأسباب طبيعية. كان شعبُه بلا شك من نسلِه وليس أسلافه.
لقد تمّ تقسيمه وفصْلُه عن والده، لذلك كانت بداية جديد.
أنا مُتأكّد من أنّ كَلِمة "الانضمام إلى أقاربه" تُشير إلى عائلته المباشرة …… التي لن تُعرَف بأنها عربية لعدّة قرون أخرى.
بعد ذلك، تَرِد معلومات عن الحدود الإقليمية حيث عاش نَسْل إسماعيل. وهذا يبدأ عند حدود شِبه جزيرة سيناء مع مصر….. وهذه إشارة إلى شور التي تَعني "السور"، ثم شمالاً إلى آشوريي بلاد ما بين النهرين. مَوقِع الحويلة غير مَعروف، حيث إنّ هناك العديد من المواقع في الشرق الأوسط التي تحمِل هذا الاسم أو أشكال مختلفة من اسم الحويلة. لكن الاستنتاج هو أنّ ذريّة إسماعيل كانت تميل إلى التواجد على مقرُبة من بعضها؛ لأنه يُقال إنّ أعضاءها نزِلوا مع قريبهم. ويبدو أنهم لم يَختلِطوا مع سكان بلاد ما بين النهرين، أو المصريين، أو النوبيين، أو العديد من شعوب الأرض غير السامية الأخرى. بشكل عام، احتلّ نسْل إسماعيل مناطق شمال وجنوب وشرق أرض كنعان.
نعم. الآن بعد أن عَرَفتم عن إسماعيل أكثر مما كنتم تَتوقَّعون، دعنا ننتقل قليلاً إلى تكوين خمسة وعشرين.
قراءة تكوين الإصحاح خمسة وعشرون الآية التاسعة عشرة إلى الرابعة والثلاثين
يَنقسِم الإصحاح خمسة وعشرون تقريبًا إلى ثلاثة أجزاء: الثُلث الأول يتكوَّن من التفاصيل المهمّة النهائية لحياة إبراهيم، والثلث الثاني يتكَّون من استدعاء نسْل إسماعيل وإعطاء بعض المعلومات حول المكان الذي استقروا فيه.
هنا في الثلث الأخير من الإصحاح خمسة وعشرين، نبدأ في رَسْم نهاية قصة إسحاق وبداية ابنه يعقوب: كانت الشُعلة تستَعدّ لتمريرها مرة أخرى.
يتمّ الحديث عن إسحاق بشكل مُقتضَب مُقارنةً بابنه يعقوب وأبيه إبراهيم. على سبيل المثال، قيل لنا في نهاية الإصحاح أربعة وعشرين أنّ إسحاق تَزوّج من ريفكا، ولكن بعد ذلك لا توجد معلومات مُقدَّمة لنا عن أول عشرين عامًا من زواجِهما. نحن نعلَم أنه على عكس إبراهيم، يبدو أنّ إسحاق بَقي أقرَب إلى بيته. تتَمحور القِصص المعروفة عن إسحاق حول بِئر شيفا؛ وعلى حدّ علمِنا، فإنه لم يَعِش في الخليل مثل والِده، إلا في نهاية حياته. لكنه، مِثْل والده، كان صاحب قطعان ومواشي.
وفي الآية واحد وعشرين، نَجِد تشابُه مع أبيه؛ لقد أمضى إسحاق وقتًا طويلاً مع زوجته الحبيبة من دون أن تنجِب له وريثًا. علاوةً على ذلك، فإن القول بأنها كانت عاقرًا يعني أنها لم تُنجِب لإسحاق أي أطفال على الإطلاق… ولا حتّى بنات. وكما حَدَث مع إبراهيم، وَقَف إسحاق أمام يَهْوه، ويَهْوه استجاب لطلبِه بإنجاب ابن…… ريفكا الآن حامل. في حين أنّ هناك، بالطبع، أوجه تَشابُه كبيرة بين حالة حَمْل إبراهيم وسارة والمشكلة الحالية مع إسحاق وريفكا، إلا أنّ هناك أيضًا اختلافات كبيرة. على سبيل المثال، لم يكُن إسحاق ولا ريفكا كبيرَين في السنّ أو تجاوزا سنوات الإنجاب. والأهم من ذلك أننا لا نَجِد إسحاق مع أي مَحظيات أو ريفكا تقدّم جارية لتَلِد طفلاً بدلاً منها. يبدو أنه لا توجد خطط لفِعل أي شيء سوى التعايش مع الوَضع حتى يُقرِّر يَهْوه أن يفعَل شيئًا ما.
فهل انتظَر الرَب أن يأتي إسحاق إليه قبْل أن يسمَح له بإنجاب الأولاد؟ هل كان الرَب مُقيَّدًا بإسحاق، حيث كانت صلاة إسحاق ضرورية حتى يَسمح الله لريفكا بأن تصبح خَصبة؟ هذا هو جوهر العديد من الحِجج بين القادة الروحيين: هل يَحتاج الله إلى صلواتنا لكي يتصرَّف؟
لا أعتقد ذلك. لكن الله يريد أن يُعلِّمنا. وهو أيضًا يريد علاقة معنا؛ ولكن ما هي العلاقة المُمكنة مع أي شخص من دون التواصل؟ في حين أنّ الكلام الشفهي طريقة نموذجية للتواصل بين البشر، والصلاة هي الطريقة التي رَسَمها الله للتواصل بين البشر والله. وبينما الله لا يَحتاج إلى الصلاة، فهو يُريد الصلاة.
وعلى العكس من ذلك، نحن كبَشر بِحاجة إلى الصلاة. لا أستطيع أن أُفكّر في طريقة تبنّي إيمانًا أقوى من إيصال احتياجاتي، أو احتياجات شخص آخر، إلى الله، ثم التَعجُّب من استجابته.
لكن هذا الحَمْل الذي طالما انتظرَتْه ريفكا أصبح غير مُريح لها على الفور تقريبًا. ومن الواضح أنّ هذين التوأمَين النشطَين للغاية داخل رَحَمها جعلاها تَستفسر من الله عما كان يحدُث. لنكُن واضحين: هذا الحَمْل أثار قلَق ريفكا. النشاط داخل رَحَمِها لم يكُن طبيعيًا. حتى أنه يتم اختيار كَلِمة عبرية غير عادية لوصْف ما يجري… الكَلِمة التي تُترجَم عادة على أنها "صِراع": وهذه الكَلِمة هي "فايتروتسيتسو" ولهذا الفِعل معنى يميل أكثر لمرادفات كالسَحق والدفع والتحطيم….. شيء عنيف جدًا.