20th of Kislev, 5785 | כ׳ בְּכִסְלֵו תשפ״ה

QR Code
Download App
iOS & Android
Home » العربية » Old Testament » اللاويين » سِفْر اللاويين الدرس الثامن عشر – الإصحاح الحادي عشر- حتى الخاتمة
سِفْر اللاويين الدرس الثامن عشر – الإصحاح الحادي عشر- حتى الخاتمة

سِفْر اللاويين الدرس الثامن عشر – الإصحاح الحادي عشر- حتى الخاتمة

Download Transcript


سِفْر اللاويين

الدرس الثامن عشرالإصحاح الحادي عشر- حتى الخاتمة

سنُواصل اليوم الحديث عن مسألة مُعقّدة للغاية تَتعلق بالطاهر والنجس، والمُقدس والشائع، والكوشر وغير الكوشر. أريد أن أبدأ بالقول إنني لا أدّعي أنني أعرف الحقيقة الكاملة بما يَخصّ هذه الأمور. لقد تمّ بناء طوائف كاملة وطوائف يهودية حولها، حيث تَتنوع المعتقدات بشكل كبير. أنا أخبركم بما أعتقده.

لقد نَظرنا في مرقس سبعة الأسبوع الماضي وأثبتُّ لكم أنه كما هو الحال مع كل الكتاب المقدس، يجب على المرء أن يَضَع كل آية في سياقها الصحيح والثقافي المناسب في ذلك الوقت. إنّ القيام بخلاف ذلك هو مضيعة للوقت تمامًا ويمكن أن يَخلق ويُديم أكثر العقائد المليئة بالأخطاء. لم يكن السياق المناسب لمرقس سبعة هو أكل الطعام الكوشر؛ بل كان كل شيء يَتعلّق بطقوس غَسْل اليدين التي وضَعها مختلف الحاخامات. لم يكُن غَسْل اليدين هذا له علاقة بالنظافة، بل كان له علاقة بِجَعل اليدين اللتين تلمِسان الطعام الكوشر نظيفتين من حيث الطقوس وإلا فإنّ نجاسة اليدين ستَنتقل إلى الطعام وتُلغي صفة الطهارة عنه.

لننتقل الآن إلى موضِع آخر في العهد الجديد حيث قيل إنّ النجاسة (على الأقل في الطعام) قد أُلغيت: رومية أربعة عشرة.

قراءة الإصحاح الرابع عشرة من رسالة رومية بكامِله

الآن، يبدو أنّ هذا الإصحاح….مِثل عادَة بولس….. يُعكِّر المياه أكثر حول الأكل الكوشر: ولكن هناك بعض المعلومات التي يمكن أن تُساعدنا هنا. ولكن دعونا أولاً نوضِّح السياق…..هذا الإصحاح يَتحدّث إلى المؤمنين. في الواقع إنه يَتحدث في الَمقام الأول إلى المؤمنين الأمميين في روما؛ المؤمنين الذين يعيشون في ثقافة وثَنية والذين لا يعرفون شيئًا عن التوراة، وخاصةً عن شرائع الطهارة اليهودية التي تم تَفصيلها وتَوسيعها إلى أقصى درجة من قبل الحكماء والحاخامات لقرون.

اسمحوا لي أن أكرِّر ذلك لأنه أمْر أساسي للغاية؛ فكما أنّ العهد القديم بأكمله وكل العهد الجديد باستثناء جزء صغير منه يَتحدث إلى اليهود ضمن ثقافة يهودية، هناك أماكن قليلة تَتحدث إلى الوثنيين ضمن ثقافة وثنية. تَحتوي رومية وكورنثوس وغلاطية وكولوسي وأفسس على أقسام مُخصصة للأمميين، وتَستخدِم مصطلحات غير يهودية خرقاء (تذكروا أن بولس كان يهوديًا) ورومية 14 هي أحد تلك الأقسام.

يبدأ هذا الإصحاح بمُناقشة نوعين من المؤمنين (كلاهما من الأمميين): أصحاب الثقة الضعيفة، وأصحاب الثقة القوية. والفكرة هي أنه يَسهُل التأثير على المؤمنين الضعفاء، ويَسهُل الإساءة إليهم، وهم غير واثقين ومُتردّدين في الأمور الروحية، ولذلك يَسهُل عليهم الشك في صحّة ما يؤمنون به. والأهم من ذلك، أنّ هؤلاء المؤمنين الضعفاء هم بعض الوثنيين الذين لم يَنضَجوا بما فيه الكفاية في إيمانهم الجديد الذي اكتشفوه حديثًا، ليَتركوا العادات الثقافية الرومانية الراسخة بعُمق والتي تَشمل الأيام المقدسة الرومانية (كانت هناك عشرات الأيام المقدسة لأنه كان هناك الكثير من الآلهة)، والأعياد الدينية لهذه الآلهة وللإمبراطور، وحتى ما يُسمَّى بالسَبث (السبت) الذي كانت الحكومة الرومانية تدعو للاحتفال به.

الوثنيون الذين يُعرفون بأنهم أقوياء بالإيمان هم أولئك الذين تَخلّوا (رغم الضغوط العائلية والاجتماعية) عن معظم العادات الثقافية الرومانية التي تُسيء إلى المبادئ الواردة في الكتاب المقدس، وفي وسط هذا العالم الوثني الذي يعيشون فيه تَبنّوا مبادئ التوراة. هؤلاء الذين يُسمّون بالمؤمنين الأقوياء واثقون في إيمانهم، ويَعرفون لماذا يفعلون ما يفعلونه، ومُتفهمون للآخرين الذين يمارسون معتقداتهم بشكل مختلف قليلاً، وبالتالي يمكنهم أن يُقاوموا بشكل أفضل الأشخاص الذين قد يأتون ويشككون في ممارساتهم الدينية أو ينتقدونها.

كان هذا هو جمهور بولس في سِفْر رومية. لذلك كان عليه أن يَشرح الكثير من الأمور الروحية لمجموعة من الوثنيين الجاهلين تمامًا من ذوي الخلفيات الوثنية… وكان عليه أيضًا أن يَتحدث إلى جزء من جمهوره الذي كان يَتألّف من اليهود التقليديين (معظمهم من اليهود المِسيانيين) الذين نَبذوا معظم أهداف التوراة والمعنى المقصود منها منذ فترة طويلة.

كان معظم هؤلاء اليهود قد هاجروا منذ فترة طويلة إلى الإمبراطورية الرومانية وبالتالي كانوا قد تَلقّنوا الثقافة الرومانية تلقينًا كاملاً. بالطبع جَلَب هؤلاء المؤمنون الجُدد الكثير من معتقداتهم وتقاليدهم الباطلة القديمة، وخلفيّتهم، معهم……عمومًا لم يدركوا حتى هذه الخُدع على حقيقتها لأنها كانت جزءًا راسخًا من حياتهم…… تمامًا كما هو الحال بالنسبة لنا اليوم.

لذلك يُوضِّح بولس أنّ الطعام يجب ألا يكون أبدًا ذريعة للنفور بين المؤمنين. كل الأشياء يجب أن تتمّ لإكرام الرَب. لا ينبغي لأحد أن يَحكُم على أخ أو أخت في المسيح يأكل بطريقة مختلفة. الأهم هو ألا تأكُل، أو تشرَب الخمر، أو تفعَل شيئًا بطريقة تَجعل أخاك الضعيف يَتعثر. لماذا؟

لأن هذا كُلّه يَتعلّق بملكوت الله…… وإسرائيل الروحية جزءٌ منه. في هذا الواقع الروحي الجديد بينما لا تزال الأطعمة الطاهرة والنجسة موجودة، بالنسبة للمؤمنين الذين يُشكِّلون إسرائيل الروحي الحقيقي، تأخذ الطقوس منحىً جديدًا.

ثم يقول بولس شيئًا في منتصف الإصحاح الرابع عشر أعتقد أنه يوصلنا إلى جوهر المسألة عندما يَتعلق الأمر بمسألة القوانين الغذائية: يقول في النِصف الأخير من الآية أربعة عشرة أنّه "إذا كان الإنسان يَعتبر شيئًا نجسًا فهو بالنسبة له نجس"، ثم يرِد في الآية الثانية والعشرين "الاعتقاد الذي تَحمِله عن مثل هذه الأشياء، احتفظ به بينك وبين الله……لكن الشكّاك يَتعرّض للدينونة إذا أكل، لأن عمله ليس مبنيًا على الثقة. وكل ما لا يُبنى على الثقة هو خطيئة" ويُشير أيضًا إلى أنه ليس هناك شيء نجس من ذاته….. أي أنّ الصقر أو الخنزير مثلاً لم يُخلقا نجسين جسديًا. إنها ليست مسألة صحية أو أكلة مغذية أو غير صحية. إنها تَسمية أعطاها يَهوَه لأشياء معينة؛ لست متأكدًا من جميع أسباب اختياراته، ولكن ما أنا متأكدٌ منه هو أن يَهوَه لم يَخلُق حيوانات فيها عيوب وأنا متأكد أيضًا أنّ هذا كله له علاقة بتعليم البشر المبادئ الروحية على طريقته.

بينما قَرّر جزءٌ كبير من الكنيسة أنّ عبارة "ليس شيء نجس بذاته" تعني أنّ شرائع الأكل "الكوشر" لم تَعُد تُطبق على الأكل، فإنّ عناصر أخرى من الكنيسة تَستخدمُها لتقول إنّ الشرائع حول المثلية الجنسية والبهيمية وحتى الزنى لم تَعُد تَنطبق أيضًا. كما يُقال أنّ عبارة بولس هذه تؤكّد صحّة مفهوم النسبية الأخلاقية حيث يقول بعد ذلك بقليل في رومية أربعة عشرة، "المُهمّ أن يَقتنع كل واحد في ذهنه".

الآن قد يَسخر البعض منكم من هذا ويقول كيف يمكن لشرائح من الكنيسة أن تقول إنّ هاتين العبارتين معًا تؤسسان النسبية الأخلاقية كمبدأ أَمَر به الله؟ حسنًا، هذا ما تقوله، أليس كذلك؟ إذا أعلَن المرء أن النجاسة قد ألُغيت تمامًا، وأنه يُمكننا أن نُقرّر ما هو طاهر وما هو نجس بأنفسنا، فلماذا تُجادلون إذن في أنّ الفِعل الذي كان نجسًا في السابق وهو ممارسة الجنس مع الحيوانات أصبح الآن مقبولاً تمامًا في نظر الله؟ أو أنه بما أنّ كل شيء قد أُعلن طاهراً فإنّ فعل البغاء النجس يجب أن يكون أيضًا طاهرًا. انظروا؛ أنا لا أخبركم بمواقف افتراضية؛ هذا الأمر كان يَحدُث منذ قرون داخل الكنيسة. هل ترون إلى أين يَقود هذا النوع من التفكير؟

يا قوم ليس من المُمكن (من جهة) أن يُعلن المسيح في العظة على الجبل أنه لم يَضَع ذَرّة واحدة من التوراة جانبًا، وأنّ كل من يُعلِّم مِثل هذا الأمر يُعتبر الأقل في ملكوت السماوات؛ ولكن من جهة أخرى يُعلن أنّه ألغى شريعة الطاهر والنجس. إذن، ما الذي يَنقصنا هنا؟

نحن نَعلَم جميعًا بطبيعتنا أنّ الله لم يُعلن قبوله بالبهيمية والدعارة. إذًا لعلاج هذه المعضلة يَنتقي البعض ويختارون أين أُلغيت النجاسة (الطعام هو الهدف المُفضَّل) وأين لا تزال النجاسة موجودة. إنّ أحد أسباب دراسة بولس، وغالبًا ما يكون مذمومًا، هو أنه يبدو أنه يُناقض نفسه من رسالة إلى أخرى أو (كما هو الحال هنا) حتى في نفس الآية. أعتقد أنني قد اكتسبتُ، لحُسن الحظ، بعض البصيرة حول سوء الفهم هذا الذي أودّ أن أشاركه معكم.

إنّ ما يَقصده بولس عندما يقول إنّ على كل واحد أن يَتخّذ قراره الخاص بشأن بعض الأمور المُتعلقة بالنظافة الطقسية هو ما يلي: لقد ذَكرتُ في مناسبات عديدة أننا نحتاج أحيانًا لأن نكون أكثر احترامًا وتَفهمًا للتقاليد اليهودية لأنها في أغلب الأحيان محاولة صادقة لملء بعض الفراغات الجوهرية التي تُركت في القوانين واللوائح في التوراة. هناك الكثير من المبادئ العامة المَنصوص عليها في الكتاب المقدس، ولكن عندما يَتعلّق الأمر بتفاصيل كيفية تَطبيقها، لدينا القليل من التوجيهات الكتابية الواضحة (إن وُجدت). لقد كان العبريون يَتعاملون مع هذه القضية منذ قرون وكانت النتيجة هي التقاليد اليهودية الهائلة، والتي خَرَج بعضها عن حدوده. ومع ذلك، كانت هناك المئات من القضايا المشروعة التي كان يجب أن يَحسُمها شخصٌ ما؛ بين اليهود كانت هذه مهمّة مُنجَزة بالفعل. أمّا الأمميين في روما (هؤلاء المؤمنين الجدد) كانوا قد بدأوا للتو في التعامل مع هذه الأمور، وكان بولس يَشرَح أنهم لم يكونوا مُلزَمين بأن يفعلوا الأمور دائمًا كما قَرّر اليهود أن يفعلوها. لذلك كان عليهم أن يَستخدموا ما تَعلموه ليبتكروا حلولاً خاصة بهم عندما كانوا يَتعثرون في هذه المسائل العديدة الصعبة. وهذا هو بالضبط ما حدث داخل الكنيسة الأممية؛ فكل طائفة من الطوائف العديدة التي يَبلغ عددها آلاف الطوائف تَوصّلت إلى حلولها الخاصة لملء الفراغات. وعادةً ما نَجلس ونَنتقد بعضنا البعض لاعتقادنا أنّ حَلّنا هو الحلّ الذي وَضَعه الله بينما ليس كذلك. يَطلب بولس من هؤلاء المؤمنين الوثنيين في روما ألا يفعلوا ذلك.

لا شك أنّ كلّ من كان مسيحيًا لأكثر من أسابيع قليلة وجد أن الكتاب المقدس يُعطينا مبادئ وأوامر تَضعُنا في كثير من الأحيان في مأزق أي أنّنا نجِد أنفسنا في مواقف نَجِد فيها صعوبة في معرفة كيفية طاعة يَهوَه، لأن مبدأين أو أكثر من المبادئ الإلهية التي تَنطبق على حالتنا تبدو متعارضة مع بعضها البعض؛ فإذا أطعْنا أحدها فقد نعصي مبدأ آخر.

كان هذا الموقف المُتعلّق بما يجب القيام به عندما تتعارض القواعد، مسألة يومية بين اليهود في أيام يسوع ولا يزال كذلك. كانت الطريقة التي استخدمها الحاخامات لتسوية هذه المسائل تنطوي على أسلوب يُسمّى بالعبرية "كال يومير"، معناها حرفيًا "خفيف وثقيل". كان الحلّ عندما يَتعذّر اتباع جميع قواعد التوراة التي قد تَنطبق على موقف ما بسبب تَعارضها، هو تحديد القاعدة التي تَحمِل الوزن الأكبر… وبالتالي، الخفيف والثقيل. وبعبارة أخرى، تمامًا كما هو الحال في نظامنا القانوني، حيث يمكن أن يكون هناك قانونان أو أكثر في مسألة معينة، فإنّ واجب القاضي هو أن يُقرِّر أيًا من هذه القوانين هو الطاغي في هذه الحالة المعينة. هذا هو جوهر قانون "كال يومير".

دعوني أعطيكم مثالاً مُبسطًا، ولكن واقعيًا. خلال الحرب العالمية الثانية، قامت كوري تن بوم بإخفاء اليهود الذين كان مصيرهم الاعتقال والإبادة، من النازيين. وقد واجهتها السلطات المَحليّة في مناسبات عديدة بسؤالها عما إذا كانت تَعرف مكان هذا وذاك من اليهود، وبالطبع كان جوابها دائمًا "لا، لم تكن تعرِف مكانهم" والآن، يُوضِّح الكتاب المقدس تمامًا أن الكذب خطيئة، تحت أي ظرف من الظروف؛ لا يوجد شيء اسمه "الكذب الصالح". هل كان يجب على كوري تن بوم أن تقول الحقيقة، حتى لو كان ذلك يعني تسليم هؤلاء اليهود إلى النازيين، وتَرْك عناية الله تُقرِّر مصيرهم؟

ففي النهاية، بالإضافة إلى كذبها، كانت أيضًا تَنتهك القوانين واجبة التطبيق في المُجتمع الذي عاشت فيه. ألم يُطلب منا أن نَخضَع لسلطة حكوماتنا البشرية لأن يَد الله هي التي تَخلُق كل الحكومات؟

من ناحية أخرى، يوضح الكتاب المقدس أنّ كل حياة بشرية ثمينة عند يَهوَه وأنّ القَتل غير المُبرَّر، خطيئة فظيعة وأنّ الحياة البشرية اليهودية هي بمعنى ما أكثر أهمية بالنسبة ليَهوَه لأنهم شعبه المُختار، قُرّة عينه.

وكما تَعلَّمنا من دراسة التوراة فإنّ الخطايا مُصَنَّفة بالفعل وبعضُها أسوأ من البعض الآخر. وأدرك الحاخامات وجوب الاعتماد على هذه الحقيقة…. وإلا لما كان هناك أي طريقة معقولة على الإطلاق لحلّ أي مسألة يَتعارض فيها أمران…… لأنه لن يكون هناك "وزن" لا خفيف وثقيل، لا أفضل ولا أسوأ، لا أهمّ ولا أقل أهمية. سيكون كل شيء يؤول إلى طريق مسدود.

يَميل المسيحيون إلى التعامل مع مثل هذه الأمور بطريقة عشوائية...غالبًا ما نُصدِر أحكامًا أخلاقية غير محسوبة بناءً على مشاعرنا في ذلك الوقت وغالبًا ما يكون ذلك صحيحًا على الصعيد السياسي في الوقت الحالي. نحن حقًا لم نُطوِّر طريقة جيدة للتعامل مع مثل هذه القضايا بشكل مباشر؛ في بعض الأحيان نَتجنّبها ببساطة. في أحيانٍ أخرى، نَجِد أنفسنا في موقف دفاعي عندما يقول غير المسيحيين، عن حق، أنّ قاعدة كذا وكذا من الكتاب المقدس تتَعارض مع قاعدة أخرى من الكتاب المقدس في حالات مُعيّنَة. لكن لم يُساوِر العبريين مثل هذا القلق. كانوا يدركون أن الناس سيُضطرون إلى اتخاذ مثل هذه الخيارات والأحكام المُتعلقة بشرائع الله وأوامره، وكان ذلك أمرًا عاديًا ويوميًا. إذًا، هنا، في مثال كوري تن بوم، لدينا العديد من القواعد أو المبادئ التوراتية المُتناقضة. يَنظُر "كال فومر" إلى هذا الأمر ويقول، في حين أنّ جميع القواعد المُنطبِقة صحيحة، فإنّ القاعدة المُتعلِّقة بأهمية الحياة البشرية تَتفوَّق على الوَصية بعدم الكذب، وبالتالي لها وزن أكبر من وصيّة بالخضوع لمَطالب الحكومة البشرية. ومع ذلك، يَظلّ الكذب، تحت أي ظرف من الظروف، وتَحدّي السُلطات المَدنية، إهانة لله.

لسوء الحظ، هذه هي ببساطة حالة الإنسان منذ السقوط. تَجنُّب الخطيئة يكاد يكون مستحيلاً. وهذا هو سبب أهمية ما فعله المسيح من أجلنا.

لقد استخدَم يسوع بمُقاربة "كال فومر" في عدّة مناسبات، يَتذكّرها معظمنا بسهولة في سِفْر لوقا، الإصحاح ثلاثة عشرة، عندما قيل ليسوع أنه كان يُخالف الناموس بشِفائه امرأة يوم السبت…..كان الحاخامات يَعتبرون الشفاء عملاً. هنا أوضح يسوع بأسلوب كال فومر (دعوة فومير) النموذجي أنه في حين أنّ كلاً من القاعدة المُتعلقة بالعمل يوم السبت والقاعدة المُتعلقة بالشفاء كانتا صحيحتين، إلا أنّ القاعدة المُتعلقة بالشفاء تَفوَّقت على قاعدة السبت. وهذا يَتماشى تمامًا مع تفسير يسوع في مرقس الإصحاح الثاني الآية سبعة وعشرين بأنّ السبت خُلِقَ للإنسان وليس الإنسان من خُلق للسبت. هل ألغى يسوع بذلك قواعد السبت؟ كلا! في الواقع، لم يُجادل حتى فيما إذا كان الشفاء مؤهلاً لأن يكون عملاً. لقد أعلن ببساطة أنّ الرحمة وشفاء ذلك الشخص كان أكثر أهمية في نظر الله من كَسْر قاعدة السبت.

الدرس المُستفاد هنا هو أنه على الرغم من أنّ الناموس، التوراة، لا يزال موجودًا، وأنّ التَسميات الطاهرة والنجسة لا تزال موجودة، إلا أنه في بعض المواقف، فإنّ الحاجة إلى وَضْع قواعد المَحبة والرَحمة والشالوم فوق تلك القواعد تَحمل وزنًا أكبر. تَتفوّق المحبة والرحمة والشالوم على قوانين الكشروت… في حالات مُعيَّنة عندما يَتعارض الاثنان مع بعضهما البعض. ولكن، دعوني أكون واضحًا: ليست فكرتنا البشرية النموذجية عن المحبة والرحمة والسلام هي التي يجب أن نَتمسّك بها، بل فكرة الله. نَهجُنا المُتعاطف مع الناس لا علاقة له بالموضوع. المحبة والرحمة الكتابية لا تعني أن نكون "لطفاء"، أو أن نَستمتع بمشاعرنا الدافئة أو أن نُرضي الشخص الآخر. يجب أن نفهم ما هي المَحبة والرَحمة والسلام في نَظَر الله لكي نُطبِّقها. بل أكثر من ذلك، يجب أن نفهم حقيقة أنّ المحبة والرحمة والشالوم تَتفوق في بعض الأحيان على قواعد الأكل "الكوشر" (وقواعد أخرى عن الطاهر والنجس) ولكن ذلك لا يَعني أنّها تَتفوق عليها في جميع الحالات، ولا أنّ هذه القواعد مُلغاة.

هذا ما يَسمح لبولس أن يقول إنه "إن كان غير طاهر بالنسبة لكم فهو نجس" وأنّ "الاعتقاد الذي تحمِله عن مثل هذه الأشياء (مثل القوانين الغذائية) يبقى بينك وبين الله". بالمناسبة، هذا لا يعني أن تَكتموا الأمور. هذا يَتعلّق بعلاقة شخصية مع يَهوَه، عن طريق المسيح. هذا يَتعلق بطاعتكم لله، وتَنفيذ طلباته، بدل التفكير الجماعي….أو فعل ما يفعله الجميع.

سأقول لكم، بصراحة تامة، أنني لو لم أختبر شخصيًا ما يقوله بولس هنا، لكان من المحتمل أن يكون الأمر أصعب مما هو عليه بالفعل.

لذا، بينما نُطوِّر علاقة شخصية مع يسوع، سنَجِد رَبَّنا يخبرنا بأشياء يجب أن نفعلها أو ألا نفعلها…. على صعيد شخصي. ومع ذلك، لن يُخبرنا بأي شيء خارج المبادئ الروحية المَنصوص عليها في الكتاب المقدس. وما يُخبرنا به سيَتعلق بمكاننا في مَسيرتنا الشخصية معه، وهدفنا بما يَخصّ ملكوت الله.

والآن، إليكم الشيء الذي يجب أن تَتذكروه؛ لا شيء مما أناقشه معكم…… قوانين أكل الكوشر….. الطاهر والنجس، له أي تأثير على الإطلاق على خلاصك. المسيح والمسيح وحده يُخلِّص. أنا وأنتم لا نَصعد سُلّم القداسة، لنسقُط عندما
نرتكب خطيئة….. ثم نبدأ الصعود الطويل مرة أخرى إلى مرتبة القداسة مرة أخرى. ولكن، هذا ما حدَث للعبريين قبل المسيح.

ما نراه عند مجيء يسوع هو اكتمال دائرة كبيرة. إنّ التوراة، كما أُعطيت لموسى على الحَجَر، وكل مُتطلباتها وقواعدها وأوامرها وطقوسها هي تمثيلات مادية للمبادئ الروحية….المبادئ الروحية التي لطالما كانت موجودة في السماء. تَمّ تقديم المبادئ الروحية السماوية للبشرية في شَكْل توراة مكتوبة. على مَرّ القرون، تم تَطبيق تلك المبادئ الروحية وممارستها وتعليمها لكل جيل من الأجيال التالية من العبريين عن طريق القواعد والطقوس المنصوص عليها في التوراة. لعبت كل من خيمة الاجتماع، والكهنوت، والكهنة، والذبائح، والقوانين الغذائية، أدوارًا في شَرْح وممارسة القداسة، المبدأ الروحي الأساسي لإسرائيل. ولكن، كما كان يَهوَه يعلم مسبقًا، لم يستطع الإنسان أن يقاوم نسيان الهدف الروحي للتوراة رويدًا رويدًا، وفي النهاية حوّل أوامره وطقوسه إلى مجرد سلسلة من الأوامر والنواهي الآلية والتعاليم البشرية القاسية؛ أخذ بَرَكة التوراة وحوّلها إلى تعاليم ثقيلة. كان يجب أن تكون التوراة مَبنية على الثقة والإيمان بيَهوَه، وإلا كانت بلا معنى. لقد كانت التوراة من أجل شعب مُفتدى بالفعل، ولم تكن وسيلة للفداء؛ لقد افتدى الله شعبه، إسرائيل، في مصر قبل أن يُعطيه التوراة، وليس للتوراة أي وظيفة بالنسبة لمن لم يُفتدَ. لذا لا قيمة للتوراة على الإطلاق بالنسبة للباحثين عنها، ولكنها حاسمة بالنسبة للذين تمّ فداؤهم.

قَدِم يسوع لاستعادة المعنى الروحي للتوراة….. أو كما قال، "ليملأها بالمعنى" وليُعيدها إلى هدفها السماوي الأبدي.

لذلك يقول بولس: إذا كنت تؤدي طقوسًا وقواعد لمجرد أنها طقوس وقواعد، فلا قيمة لها. أضِفْ الثقة بالمسيح إلى هذا المزيج والآن أصبح لها معنى.

فيما يَتعلَّق بالطاهر والنجس؛ في رأيي، بشكل عام، من المُستحيل على من يَستمِّر في الثقة في يسوع أن يصبح نجسًا ومع ذلك، يتم تَحذيرنا مرارًا وتكرارًا أن نَبتعد عن الأشياء النجسة. لماذا يجب أن نَبتعد عن الأشياء النجسة إذا كانت لا تُشكِل خطرًا علينا؟ لأنه على الرغم من أننا لا نَفقد قداستنا، إلا أنّنا يمكن أن نُصبح غير صالحين نسبيًا بسبب عصياننا؛ وبينما تجلب الطاعة البَرَكة، فإن العصيان يُقلِّل من البَرَكة. إحدى الأمثلة المعروفة في الرسالة الأولى إلى كورنثوس هو أن يُقال لنا ألا نرتكب الفِعل النجس مثل أن نرتبط بعاهرة، شخص نجس….. دعونا نُشير إلى المعنى المقصود….. علينا ألا نرتكب فعلًا نجسًا بأن نَرتبط جسديًا مع عاهرة لأنه لا يتوافق مع القداسة. ما نَتّحِد به يُحدِّد هويتنا وبما أننا مُتحِدون بالمسيح، فنحن مُرتبطون بالمسيح. لذلك، بسبب وضعِنا المقدس يجب ألا نتّصل أبدًا بالنجس ومع ذلك، لن نَفقد مكانتنا المقدسة، ولن نصبح أنجاسًا إذا لمَسنا نجاسة. سأقولها مرة أخرى: يجب ألا ننتهك أبدًا النمط الإلهي للقداسة الذي أُمَر به المقدسون وهو أن يبقوا مُنفصلين عن النجاسة.

والآن، كيف يمكن أن يبقى هناك أطعمة طاهرة وأطعمة نجسة، نفْس الأطعمة التي كانت موجودة دائمًا، ومع ذلك لا يُصاب المؤمن بالنجاسة إذا شارك في ذلك الطعام النجس؟ إنّ صِفة المسيح في كونه ماءً حيًا، هي بهذه القوة. كما لو أنّ الرَب يعرِف أننا على وشك أن نَنغمس في شيء نجس، ويُطهٍّرنا في اللحظة التي تَسبق اتصالنا بالنجاسة التي من شأنها أن تُدنسنا. وكأننا نَتطهّر في اللحظة التي تَسبق حدوث النجاسة. نصبح إلى حدٍ ما مُحصنين ضد مرض ما؛ ليس يعني ذلك أنّ المرض لم يَعُد موجودًا، بل أنكم تلقيتم لقاحًا ضده. ومع ذلك، يقول بولس إنه إذا كان هناك شيء "نجس بالنسبة لك، فهو نجس". ماذا يعني ذلك؟ أعتقد أنه يُخبرنا بطريقة غامضة ممكنة فقط بسُكنى الروح القدس، أننا كلما اقتربنا من الرب، فإنه سيُعلِم كل واحد منا بما هو نجس ……حين نستطيع أن نسمع ذلك.

لقد تَعلَّم أولئك منا الذين لديهم أطفال وأحفاد أنه من غير المجدي أن نحاول تعليمهم شيئًا لم ينضجوا بعد بما يكفي لسماعه وقبوله. ويتمّ تحديد ذلك على أساس كل طفل على حِدى؛ فلا يوجد طفلان ينموان ويَنضجان بنفس الطريقة. أعتقد أن الأمر مُشابه عندما يَتعلق الأمر بتحديد الله لما هو نجس بالنسبة لنا. ومع ذلك، فإن كل هذه الأشياء التي تم تحديدها في سِفْر اللاويين على أنها نجسة لا تزال نجسة. لن تَختلف أبدًا بالنسبة لنا عمّا هو نجس في الكتاب المقدس. لذا، إذا كنتم تَعلمون في الصميم أنّ الرَب قد كَلّمَكم وأشار إلى أن شيئًا ما هو نجسٌ بالنسبة لكم، فهو نجس وعليكم أن تتجنبوه. لقد أخبركم لأنكم في هذا الوقت من حياتكم تستطيعون أن تسمعوه، وفي توقيته ودينونته المثالية أنتم مُستعدون للفَهم والطاعة. إذا استجبتم لدعوته، فأنتم تَثقون وتطيعون.

هل وَضَع الرب في قلبكم فكرة أنّ بعض الطعام النجس المُحدَّد في الكتاب المقدس غير طاهر بالنسبة لكم؟ إذن طبِّقوا ذلك، بناءً على الثقة….. وليس على قاعدة أو طقوس أو ما يَعتقده أصدقاؤكم. لا تَستخدموا سِفْر اللاويين ككتاب طبْخ، ولا تقلقوا بشأن ما يعتقده الآخرون؛ في الواقع لستُم مُلزَمين حتى بالإفصاح للآخرين عما أظهره الله لكم. والأهم من ذلك، لا تحكموا على المؤمنين الآخرين فيما يَتعلّق بأكل الكوشر. وكأشخاص يأكلون الكوشر، ليس لديكم ما تتباهون به أو تقولونه لشخص لا يأكل الكوشر. وبصِفتكم أشخاصًا لا يَعتبرون أي أطعمة غير طاهرة، فليس لديكم ما تدافعون به عن نفسكم….ولكن لا يمكنكم انتقاد من يأكل الكوشر بشكل أو بآخر.

يمكننا أن نَستمر في هذا النقاش مطولاً، ولكن أعتقد أنّ الوقت قد حان لنُنهيه ونُكمل دراستنا في سِفْر اللاويين. حان وقت دراسة سِفْر اللاويين الثاني عشرة والنجاسة فيما يَتعلق بالحَيض والولادة.

قراءة سِفْر اللاويين الإصحاح الثاني عشر بكامله

ستَتناول الإصحاحات العديدة التالية بعض الجوانب الإضافية للطهارة والنجاسة؛ وكما تعلَّمنا، فإن الطهارة والنجاسة مصطلحان لهما أهمية كبيرة في شرح القداسة، وفي إظهار النمط الكامل الذي رَسَمه الله للقداسة. لقد أمضينا شهورًا في الإصحاحات القليلة الأولى من سِفْر اللاويين التي تُناقش أنواع الذبائح المختلفة، لأن كل نوع منها يَتناول وجهًا مختلفًا من وجوه الخطيئة والطهارة……من حقيقة أنّ طبيعتنا ذاتها مجبولة بالخطيئة، إلى أعمال العصيان ضد يَهوَه كخطيئة، إلى الخطايا المقصودة وغير المقصودة، إلى التعامل غير العادل مع أخينا الإنسان الذي هو أيضًا خطيئة…..وأنّ الخطيئة تُصنّف بعدة طرق. ما أريدكم أن تَستخلصوه من كل هذه الدراسة التي نقوم بها عن الطهارة الطقسية هو أنّ هناك أوجه عديدة للطاهر والنجس وأنّ النجس بشكل عام ليس نفس الشيء مثل الخطيئة. يَقضي يَهوَه وقتًا طويلاً في تعليمنا هذا الأمر، فلا يمكن أن يكون الأمر غير مهمّ.

الآن، من بين العديد من الجوانب الصعبة لما كنت أعلّمكم إياه، هو أنّ التَسميات الطاهرة والنجسة للأشياء…..سواء كانت الأشياء أشخاصًا أو حيوانات أو طعامًا أو أيًا كان…. ليس نتيجة لبعض السِمات الجسدية أو البيولوجية الشاذة المُتأصلة؛ أي، على سبيل المثال، الخنازير ليست نجسة لأنها مُعيبة أو خبيثة بطبيعتها أو أنّ ذيل جراد البحر، وهو طعام آخر محرم، ضارّ لكم، ولكن قِطعة لحم الضأن صحية. لم يخلق الله أي شيء غير طبيعي، ولم تَتطوّر بعض أنواع الحيوانات الطبيعية بطريقة ما إلى شيء غير طبيعي بعد سقوط الإنسان. لكن الطاهر والنجس هي تسميات خَصَّصها يَهوَه لأشياء مُعيّنَة لغرض أساسي هو تعليم البشر مبادئ روحية مهمة؛ كانت طريقة لإظهار ما هو من عالم الأرواح (غير المرئي للبشر) بطريقة يمكننا رؤيتها وفهمها. لا أعرف السبب المنطقي الذي دَفَع يَهوَه لاختيار تلك الحيوانات والأطعمة المُحددة لتكون نجسة؛ فالكتاب المقدس لا يُحاول بأي حال من الأحوال أن يُخبرنا بذلك.

إحدى الأسئلة التي أجَبتكم عنها هي: هل تسميات الطاهر والنجس لا تزال موجودة….هل هي مُهمّة بالنسبة لنا… أم أنّ المسيح ألغاها؟ جوابي هو، بالتأكيد لا تزال الأشياء الطاهرة والنجسة موجودة. أعلم أنّ البعض منكم يُواجه صعوبة في فهم ذلك، لذلك مَرَرنا بعناية بمرقس سبعة حيث من المفترض أنّ يسوع ألغى أكل "الكوشر". لكن لم يَكن موضوعه الأكل؛ بل كان الأمر يتعلق بتوضيح يسوع أنّ التقاليد البشرية حول طقوس غَسْل اليدين لم تكن صالحة.

يمكنني أن أؤكد لكم أنّ هذا كان هدف يسوع وقَصدَه، لأننا نقرأ نفس القصة بالضبط في إنجيل متّى. تُسمى الأناجيل "مُتزامنة" لأنها تروي نفس القصة بشكل أساسي، ولكن من وجهات نظر مختلفة……وجهة نظر المؤلفِين المُحددين.

انتقلوا إلى متّى خمسة عشر في كتبكم المقدسة. إنّ إنجيل متّى خمسة عشر هو إنجيل مُشترك مع إنجيل مرقس سبعة؛ أي أنّ القصة نفسها يَرويها كاتبان مختلفان. لنقرأ من الآية واحد إلى عشرين. سأقرأ في نسخة الكتاب المقدس اليهودي الكامل.

قراءة إنجيل متّى الإصحاح خمسة عشر من الآية واحد إلى عشرين

إذًا، هنا نَحصل على مزيد من التفاصيل حول ما كان يسوع يَتحدث عنهزال الغموض في مرقس سبعة. لم يُعلن يسوع بأي حال من الأحوال أنّ جميع الأطعمة نجِسة هنا، أليس كذلك؟ تمامًا كما ناقشنا سابقًا، كانت هذه القصة بأكملها تَتَعلق بالطقوس البشرية لغسْل اليدين، وإلى حدٍ ما كل التقاليد البشرية… لم يكن يسوع يُلغي أمرًا كتابيًا سابقًا عن الطعام.

إذا كان يسوع قد قَصَد بالفعل أنّ كل إشارة إلى الأشياء النجسة قد أُلغيت الآن…. وأنّ النجاسة ببساطة لم تَعُد موجودة…. إذن لدينا مشكلة حقيقية مع عدد من نصوص العهد الجديد، منها أهمية كلمات المسيح في متّى الإصحاح خمسة من الآية سبعة عشرة إلى عشرين حيث قال بكلّ صراحة أنه لم يأتِ ليُبطل التوراة، وأنه لم يُلغِ أي شيء أو عنوان، وليَكن الله في عَون من يقول إنّه ألغاها. ثم هناك قول بولس في رومية أربعة عشرة أنه إن كان الإنسان يَعتقد أنها نجسة، فهي نجسة بالنسبة له. لأن بولس كان يُساوم…… فمن المستحيل أن يقول لشخص ما بعد موت يسوع بنحو عقدين شيئًا مُخالفًا لما نَطَق به يسوع مباشرةً. إذا فعل ذلك، فعلينا أن نتخلص على الفور من نصف الكتاب المقدس لأن بولس سيكون زنديقًا. ما كان بولس ليقول أنّ ما هو نجِس بالنسبة لكم فهو بالفعل نجس، لو لم يكن هناك شيء اسمه نجس بحسب يسوع. علاوةً على ذلك، استمعوا إلى بولس في رسالة أخرى من رسائله:

(نسخة كينغ جيمس) أفسس الإصحاح خمسة الآية خمسة لأَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَيْسَ لِعَاهِرٍ وَلاَ نَجِسٍ وَلاَ طَمِعٍ وَلاَ عَابِدِ وَثَنٍ نَصِيبٌ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيحِ وَمَلَكُوتِ اللهِ.

ولكن، ليس هذا المكان الوحيد في العهد الجديد الذي نَجد فيه كلمة "نجس". استمعوا إلى بولس في رسالة بولس الرسول إلى أهل كورنثوس الثانية كورنثوس الإصحاح خمسة الآية خمسة عشرة، ما هو الاتفاق بين المسيح وبيليعال؟ أو ما هو الاتفاق الذي بين المؤمن وغير المؤمن؟ ستة عشرة أي اتفاق لهيكل الله مع الأوثان؟ لأَنَّنَا نَحْنُ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ:"لأَنَّا نَحْنُ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ الله: "سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسْكُنُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا سبعة عشرة، فَاخْرُجُوا عَنْهُمْ وَانْفَصِلُوا عَنْهُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، وَلاَ تَمَسُّوا شَيْئًا نَجِسًا، فَأَرْحَبُ بِكُمْ، ثمانية عشرة، وَأَكُونُ لَكُمْ أَبًا وَأَنْتُمْ بَنِيَّ وَبَنَاتِي، يَقُولُ الرَّبُّ الْقَادِرُ". من الواضح أنّ التمييز بين الطاهر والنجس لا يزال موجودًا على الأرض لأن بولس هنا ينقل عن يَهوَه أنه سيرحب بكم في ملكوته إذا، واحد) خرجتم منهم (الأشرار)، اثنان) وانفصلتم عنهم، ثلاثة) ولم تَمَسّوا شيئًا نجسًا.

والآن، دعونا نَسمَع ما قاله الرسول يوحنا في آخر سِفْر من أسفار الكتاب المقدس الذي كُتب….بعد حوالى ثلاثين سنة من أولى رسائل بولس، وبعد خمسين سنة من صَلْب المسيح. (النسخة النموذجية المُراجعة) رؤيا الإصحاح واحد وعشرين الآية اثنان وعشرين وَلَمْ أَرَ هَيْكَلًا فِي الْمَدِينَةِ، لأَنَّ هَيْكَلَهَا هُوَ الرَّبُّ الإِلَهُ الْقَادِرُ وَالْخَرُوفُ، ثلاثة وعشرين، والمدينة لا تحتاج إلى شمس أو قمر يضيء عليها، لأن مجد الله نورها وسراجها الحمل، أربعة وعشرين ،وَبِنُورِهَا تَسِيرُ الأُمَمُ، وَمُلُوكُ الأَرْضِ يُدْخِلُونَ مَجْدَهُمْ إِلَيْهَا، خمسة وعشرين، وَأَبْوَابُهَا لاَ تُغْلَقُ نَهَارًا أَبَدًا وَلاَ يَكُونُ فِيهَا لَيْلٌ، ستة وعشرين، وَيُدْخِلُونَ إِلَيْهَا مَجْدَ الأُمَمِ وَكَرَامَتَهُمْ، سبعة وعشرين، وَلَكِنْ لاَ يَدْخُلُهَا نَجِسٌ وَلاَ يَدْخُلُهَا أَحَدٌ مِمَّنْ يَتَعَاطَى الرِّجْسَ وَالْبَاطِلَ، بَلْ فَقَطِ الْمَكْتُوبُونَ فِي سِفْر حَيَاةِ الْحَمَلِ.

يقول يوحنا أنه ليس للنجس أي ميراث في ملكوت الله، وأنّ على شعب الله أن يَفصِلوا أنفسهم عن غير المؤمنين وألا يَلمسوا أي شيء نجس. يُكرّر يوحنا ذلك. لدينا هنا أمثلة في العهد الجديد على تَحذير المؤمنين من التَورط مع الأشياء النجسة. من الواضح أنه حتى في نهاية الأيام (التي يتحدث عنها سِفْر الرؤيا واحد وعشرين) سيَبقى هناك أناس أنجاس وأشياء نجسة.

علاوةً على ذلك، كما ناقشنا في عدد من المناسبات، نحن نَعيش في عالم موازٍ أطلقتُ عليه اسم واقع الازدواجية…. أي أنّ الكون يَتكوّن من واقعين موجودين في آن واحد: الروحي والمادي (الجسدي). إذا كان هناك مُقدس في العالم المادي، فلا بد أن يكون هناك مُقدس في العالم الروحي. إذا كان هناك شرّ في العالم المادي، فلا بد أن يكون هناك شرّ في العالم الروحي. و…… إذا كان هناك نجس في العالم المادي، فلا بد أن يكون هناك نجس في العالم الروحي. هذه ليست سوى عينة صغيرة من الكُتب المقدسة التي تُخبرنا عن الأشياء النجسة التي لا تزال موجودة ليس فقط في العالم المادي، بل في العالم الروحي بعد مجيء يسوع:

(النسخة النموذجية المُراجعة) متّى الإصحاح عشرة الآية واحد، فَدَعَا إِلَيْهِ تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْوَاحِ النَّجِسَةِ لِيُخْرِجُوهَا وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ عَاهَةٍ.

(النسخة النموذجية المُراجعة (مُرقس الإصحاح واحد الآية ثلاثة وعشرين وَفورًا كَانَ فِي مَجْمَعِهِمْ رَجُلٌ بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ;

(النسخة النموذجية المُراجعة) أعمال الرسل الإصحاح خمسة الآية ستة وعشرين وَاجْتَمَعَ النَّاسُ أَيْضًا مِنَ الْقُرَى الْمُحِيطَةِ بِأُورُشَلِيمَ َوأْتُوا بِالْمَرْضَى وَالْمُبْتَلِينَ بِأَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ فَشُفُوا جَمِيعًا.

(النسخة النموذجية المُراجعة) أعمال الرسل الإصحاح ثمانية الآية سبعة فخَرَجَتْ أَرْوَاحٌ نَجِسَةٌ مِنْ كَثِيرِينَ مَمْسُوسِينَ وَهُمْ يَصْرُخُونَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَشُفِيَ كَثِيرُونَ مَشْلُولُونَ وَعُرْجٌ.

إذًا، فالكتب المقدسة في العهد الجديد تَتحدث بوضوح عن أنّ الأرواح النجِسة لا تزال موجودة في كلٍ من العالم المادي والروحي. يا إلهي، إن لم يكن هناك شيء اسمه نجس بعدُ، فلماذا يُحذرِّنا الرسل أن نبتعد عما لا وجود له أصلاً؟ الجواب: بالطبع لا يزال موجودًا.

الأشياء الطاهرة هي كل الأشياء التي لم تُصنَّف على وجه التحديد على أنها نجسة. ولدي أخبار لكم: لا أنا ولا أنتم يَحقّ لنا أن نُعيد كتابة قوائم الكتاب المقدس للأشياء النجسة وفقًا لرغباتنا الخاصة. لن يُلهِمكم الروح القدس بشأن شيٍ نجسٍ لم يكن موجودًا من قبل، ولن يَحذِف شيئًا نجسًا. لا يمكننا تَغيير كلمة الله…..والمَصدر الوحيد للمعلومات عمّا هو طاهر ونجس هو التوراة.

سنُكمل الإصحاح الثاني عشر في المرّة القادمة.