سِفْر العدَد
الدرس الأول – المُقدِّمة
من الإعداد إلى المَغزى، تمامًا كما كان بنو إسرائيل على وَشَك أن يَفعلوا. بينما نَضَع سِفْر اللاويين جانبًا، نبدأ في استكشاف سِفْر العدَد الذي سيَستمرّ لعدّة أشهر؛ لذا، دعونا نعود إلى الوراء لِلَحْظَة ونُعاين حالة إسرائيل الحالية.
عندما نَنتهي من سِفْر اللاويين يكون قد مَضى على خروج شعب إسرائيل من مصر حوالى سنة واحدة. لقد حَدَث الكثير لهذا الشعب بهذه السرعة! لقد تَحوَّلت إسرائيل من عشيرة مُكوَّنة من خمسة وسبعين فردًا إلى أمَّة كبيرة تَضُمّ حوالي ثلاثة ملايين نسمة خلال القرون الأربعة التي قَضوها في مِصر.
لا أعتقد أنه يُمكننا أن نَستَوْعِب كمْ طويلة هي الفترة الزمنية التي تَبلُغ أربعمائة سنة. لا تزيد كثيرًا عن مائتي سنة مَضَت…. فقط نِصف المُدَّة التي قَضَتها إسرائيل في مصر … هل أصبح جورج واشنطن أوّل رئيس للولايات المتحدة الأمريكية حديثة التكوين. ولكن بالنسبة لنا، من المُستحيل تقريبًا أن نَتذكَّر تلك الأيام. وحتى مع كل الأوراق والكتُب والمقالات والوثائق التي كُتِبَت عن تلك الأحداث المُذْهِلة التي أدَّت إلى تأسيس هذه الأمة العظيمة، فإنّ ما حَدَث بالفعل ليس مَعروفًا بالكامل؛ فالتاريخ يَخضَع للتشكيك والمُراجعة باستمرار. لدينا أساطير كثيرة من حقبة الحَرْب الثورية: قَطْع واشنطن لشجرة الكرَز؛ رحلة بول ريفير؛ حفلة شاي بوسطن؛ أول طَلْقة أُطْلقت في كونكورد وغيرها الكثير. تستند جميع هذه القصص تقريبًا إلى أحداث حقيقية، لكن معظمها على الأرجح تم تَنقيتها وصياغتها وتضخيمها لتعظيم الشخصيات والتَعبير عن وِجْهة نظَر تتوافق مع أجَنْدَة سياسية مُعيَّنة.
بالنسبة لنا نحن المُعاصرين فإنّ أحداث الثورة الأمريكية ضبابية ومُقيَّدة في كتُب التاريخ التي يَعلوها الغُبار. لا يوجد أحد على قيد الحياة ليُدافع أو يُنكِر روايات تلك الأيام؛ وتلك الأحداث التي وَقَعت قَبل مائتين وخمسين عامًا فقط بالكاد تُعتَبَر ذات صِلة بنا والقليلين يريدون أن يعرفوا عنها. في عصرٍ كانت المَطابع كثيرة في جميع أنحاء المُستعمرات، وكانت الصُحف على قَدَم وساق، وكانت الصحافة مِهنة راسخة، وكانت المَكتبات عامِرة ومُتنامية، وكانت سرعة الاتصالات لا تزال سريعة جدًا، ومع كل ما هو مُتاح لنا، فإنّ مَعرفتنا الحالية عن تلك الحَقَبة محدودة واهتمامنا بحياة أولئك الناس يكادُ يكون غير موجود. وعلى الرغم من الحَجم الكبير من سِجلاّت الحَرب الثورية الفِعلية، إلا أنّ هناك القليل من الإجماع بين العلماء حول ما حَدَث بالضبط خلال السنوات التكوينية لأمريكا. لا ينبغي أن يكون من الصَعب فَهْم ذلك لأن لدينا مَحْكمَة عُليا لا يُمكنها الاتفاق على نِيّة الرجال الذين صاغوا دستورنا منذ أكثر من مائتي عام.
من خلال إلقاء نظرة على أمريكا المُعاصِرة إلى فترة الحَرب الثورية فلنُفكِّر في وَضْع بني إسرائيل، في مصر، في السنوات التي سَبَقت وصول موسى. ربما لم يكُن وصولُهم إلى مصر في تلك القرون العديدة السابقة أمرًا مُهمًا للغاية بالنسبة لمعظم العبرانيين. لقد مرَّت عدة أجيال منذ أن أحضَر يعقوب أبناءه وعائلاتِهِم من أرض كنعان إلى مصر لرعايتِهم خلال المَجاعة الرهيبة التي اجتاحت المنطقة؛ وكان راعيهم الوزير الأكبر لمصر: ابن يعقوب نفسه، يوسف. يوسف (الابن المُفضَّل ليعقوب) الذي كان يُعتقَد أنه قُتِل على يَد حيوانات برّية قَبل سنوات عديدة، كان هو المُخلِّص ليس فقط لإسرائيل بل لمصر أيضًا؛ لأنه كما كان لله هدفًا من إسرائيل، كان له هدَفًا من مصر. كان من المُقرَّر أن تكون مصر الرَحْم الذي سيَحمِل إسرائيل إلى أن يَحين الوقت المُحدَّدْ من الله لولادتِها كأمة كاملة مُهيَّأة لخدمتِه.
في الوقت الذي كان يَهوَهْ يُهيئ إسرائيل لمجيء موسى، كان يعقوب ويوسف مجرَّد ذكريات بعيدة. سيكون من الصعب تَقييم مِقدار ما عرَفَته الدفعة الحالية من بني إسرائيل عنهم مما كان حقيقيًا بالفِعل مُقابل ما كان مُبالَغًا فيه وأسطورة؛ إلا أنّ بني إسرائيل كانوا مِثلنا مجرد أناس يحاولون أن يعيشوا الحياة، وكانت التحديات اليومية التي وَاجهوها كافية للقلَق من دون التفكير في أنفسِهم كجزء مهم من لُغز نَبَوي كوني ينكشِف. في الواقع كان بنو إسرائيل الآن مصريين في تفكيرِهم ومعتقداتِهم أكثر من كونِهم عبرانيين. أشكُّ في أنّ إبراهيم كان سيَتعرَّف عليهم. ومع ذلك لمْ يَنسوا تمامًا من هُم ومن أين أتوا. لقد كان لديهم قادة وشيوخ أقامهم الله لغرَض ما؛ قادة لم يسْمَحوا لهم بالنسيان على الرُغم من أن جزءًا لا بأس به من الشعب العبراني ظَنّ أنّ هؤلاء القادة خرِفوا وتعلَّقوا بأمَلِ ضائع وأسطورة قديمة. لقد تساءلوا مِثلَنا عن علاقة أحداث القرون السابقة بهم إذًا، ما مدى تفكير العبريين العاديين بعد أربعة قرون في الوَعد الذي قَطَعوه لإبراهيم وإسحاق ثم يعقوب بأنّ إلهَهم سيُعطيهم أرضًا خاصة بهم؛ أرضًا تَفيض لَبَنًا وعَسَلاً؟ بل حتى أنها سَتكون أرضًا مُحدَّدة جدًا، الأرض التي كان هؤلاء الآباء الثلاثة أنفسهم يَجوبون فيها معظم حياتهم: أرض كنعان.
هل كان شَعب إسرائيل لا يزال بانتظار ذلك؟ أم أنه استَسلم إلى حدٍ كبير وتأقلَم مع ظروفِه الجديدة؟ هل أرْجَع الأمَل في الوَطن الذي مضى عليه أربعة قرون إلى حدٍّ أنه أصبح ذكرى بعيدة في أذهان هؤلاء الشعب؟ كم نُفكِّر نحن اليوم في ميلاد أمّتنا والحَرب الثورية ورجال المينوتمن في كونكورد، وبنجامين فرانكلين، وأقارِبنا الذين ضَحّوا بحياتهم من أجل الحرّيات التي نَتمتَّع بها اليوم؟
إذن، كان بنو إسرائيل يعيشون حياةً بائسة (لأنهم أصبحوا قوة عامِلة مُستعبَدة لحكومة مصرية قومية كانت تفكِّر في بناء إمبراطورية) عندما ظَهر فجأة رَجُل اسمه موسى، وقال إنّ الله أرسَلَه. تَنهَّد العبريّون تنهيدة جماعية، ”نعم، صحيح“ ومضوا في أعمالهم.
حسنًا، بَعد كل تلك السنوات، مئات السنين من الجلوس على الهامش، فجأة بدأت أحجار الدومينو النَبوية تتساقط بمُعدَّل مُذهل. يُخبِر موسى شيوخ بني إسرائيل بمَهمَّته، ثم يذهَب على الفور إلى فرعون برسالتِه من الله ليُطلِق سراح شعبه، فيَرفُض الفرعون ويبدأ الله في تغيير رأي أمير مصر من خلال الضَرْبات المُدمِّرة. وأخيرًا بعد أن يَظلّ فرعون مُتصلبًا أمام تحذيرات الرَب وتأديباته، تَنهمِر دينونة الرَب على أرض مصر ويموت كل أبكار المصريين وحيواناتهم. كان العبريّون قد تَلقّوا تعليمات مُسبَقة بأن يَصبغوا أعمدة أبواب أكواخهم المَبنية من الطوب بدَم كِبش، كعلامة لله على خضوعِهم له. كان كثير من المصريين والرَحَّالة من الأمم البعيدة الأخرى قد رأوا قوة إله العبريين في تلك السلسلة من الأوبئة التِسعة التي أصابت العالم الآخر، ولذلك حَذوا حذوهم، أولئك الذين أطاعوا… العِبْريّون، والمصريون، والكنعانيون، والحثيون، والبدو، والأفارقة …. كلُّهم نَجوا من الموت على يَد الخالق.
في غضون أربعة وعشرين ساعة بعد تلك الدينونة المُروِّعة حَزَم بنو إسرائيل أمتِعتهُم وخرجوا من مصر. وفي غضون أسابيع قليلة من ذلك يَصلون إلى جبَل سيناء ويبدأ قائدهم، موسى، في تلقّي سلسلة طويلة من الأوامر والفرائض مباشرة ًمن فَم يَهوَه. يَتلقّى موسى دستور إسرائيل، وهو لا يُشبِه أي شيء رآه الإنسان من قبل لأنه ليس من رَجُل. على الرغم من أنهم يُدعَون أمّة من الكهنة، إلا أنّ هناك كهْنوتًا مُنفصلاً في عائلة هارون أخي موسى، هارون. جُعِلت مبادئ الله مرئية وجسدية ومَفهومة من قِبل البشر، عن طريق الطقوس والاحتفالات والأيام المقدسة وبناء المَسكَن الأرضي المُهمّ للغاية لله تعالى، خيمة البرّية.
كانت هذه الخيمة الكبيرة المَحمولة نموذجًا أرضيًا ماديًا لغُرفة عَرش الله السماوية. التقى موسى مع الله على أساس مُنتظِم، وجهًا لوجه، داخل المكان الأقدس في تلك الخيمة، وتلَقّى المشورة والتعليمات.
ولكن الآن، وبحلول نهاية سِفْر اللاويين، كان فداء شعب الله قد تمّ، وتأسست الشَرائع والفرائض والمبادئ لأمَّة إسرائيل الجديدة، واكتمَلت وسيلة ليكون الله في وسط شَعْبه العزيز. ومن ليلة الموت العظيم في مصر (الذي نُسمّيه اليوم عيد الفِصح) إلى نهاية سِفْر اللاويين مرَّ سنة واحدة فقط. تَخيّلوا لو كنتم من هؤلاء العبريين العاديين، كيف كنتم لتَتصرَّفوا. كم كان كل ما أوصى به يَهوَه من خلال وَسيطه موسى، مُتعارِضًا مع كل ما عَرفتُموه من قَبل. كل ما كنتم تَعتقدون أنه ذو قيمة كبيرة يقول الله إنّ لا قيمة له. كل ما ظننتُم أنَّ لا قيمة له يقول الله إنه لا يُقدَّر بثَمن. أيُمكن أنت أو أنا في سنة واحدة أن يُعاد تشكيلُنا بالكامل؟ أيمكِن لي أو لك في اثني عشرة أو ثلاثة عشرة دورة قمرية أن نَتحوَّل من وَثَنية تمامًا إلى ألوهية؟ أيمكن لنا في هذا الوقت القصير أن ننسى عاداتَنا وتقاليدَنا التي كانت حقيقية وغير قابلة للنِقاش؛ تلك الأفكار وردود الفِعل غير المَحسوبة التي حَدَّدت حياتَنا وحياة أسلافَنا، لصالِح مجموعة جديدة كامِلة من القواعد التي كانت في هذه المرحلة مجرد مُثُل نظَرية؟
حسنًا، هذه هي النقطة من تَطوُّر إسرائيل نَدخُل إلى سِفْر العدَد. وبالطبع كل ما مَرّت به إسرائيل حتى ذلك الحين لم يكُن سوى البداية. كل ما حَدَث وكل ما تم تعليمه لها حتى تلك النقطة لم يكُن غاية في حدِّ ذاته؛ كان فقط لإعداد الشعب لما يَنتظره في المُستقبل.
اسمحوا لي أن أعلّق أنه بينما كانت المِثالية الإلهية في جوهر التوراة والتعاليم التي أعطاها الرَب لموسى ونَقَلَها موسى إلى رُسُله، كانت هذه الوصايا عملية أيضًا. لقد كانت هذه الشرائع الكهْنوتية في سِفْر اللاويين نوعًا من المدينة الفاضلة من ناحية، ولكنها من ناحية أخرى كانت إطارًا لنَمط حياة جديد ومُقدَّس كان على بني إسرائيل أن يعيشوه ويَتمتّعوا به كشَعب الله. ولكن يجب أن نُدرِك أنّ هذه الشرائع كانت مُشبَّعة بواقعية تعكُس الظروف الاجتماعية والسياسية لإسرائيل القديمة والشرق الأوسط القديم بشكل عام.
بَدَت طريقة عَمَل إسرائيل، من الخارج، نموذجية إلى حدٍ ما بالنسبة لشَعب ذلك العَصر.
بل أكثَر من ذلك، كانت هذه القوانين نَافذة. من الشائع والصحيح أن يقول المؤمن أنّ الناموس كان ظِلًا ونَموذَجًا وكان يُشير إلى عَمَل المسيح ورِسالتِه. ولكن أن نُفكِّر في الأمر كما لو أنّ الناموس لم يكُن له في الواقع غرَض حقيقي ومَلموس ومُباشَر لإسرائيل، أو أنه لم يكُن المَقصود منها أن تَعْمَل كما صُمِّمَت بطرُق عَملية يومية هو خطأ. لقد وَفّرَت الشرائع والطقوس التي وَضَعها الله والتي حَدَّدت وسيلة للتكفير كفّارة فِعلية عن الخطيئة. الناموس والطقوس التي حدَّدت وسيلة للتطهير مرة أخرى بعد الإصابة بالنجاسة الطقسية وَفَّرت التطهير الفِعلي. لم يكُن هذا تكفيرًا وتطهيرًا ”زائفًا“ أو ”رديئًا“ كما يُعلَّم خطأً في كثير من الأحيان. وهكذا سنَرى في سِفْر العدَد أنّ هذه الطقوس تَعمَل بكامل طاقتِها حيث يُخطئ الناس ويُصبحون نجسين طقسيًا ثم يقوم الكهنة بأداء الطقوس المناسبة بالطريقة الصحيحة (بمُشارَكةٍ كاملة من العابد) ويتم إصلاح الوَضع.
أشكّ في أنّ الكثير من المسيحيين قد غامروا في أي وقت مَضى في سِفْر العدَد. يا له من كتاب يبدو مُملًا. ولكن أنتم على وشَك أن تَكتشِفوا أنّ سِفْر العدَد هو واحد من أكثر أسفار الكتاب المقدس حيوية وإفادة.
بالنسبة لنا في أيامنا هذه، تَرتبِط كَلِمة ”أرقام“ بالمُحاسبة وحِفظ السِجلاّت، والحِسابات، وإقرارات ضريبة الدَخِل، ومُوازنة دفاتر الشيكات، واستِخدام الكمبيوتر والإنترنت، والتَعامل مع الميزانيات والديون. الأرقام غير شَخصية وباردة وفي بعض النواحي تبدو وكأنها تَهديد لثقافتنا؛ وفي نواحٍ أخرى تُمثِّل الأرقام نوعًا من العبودية المَفروضة على أنفسِنا التي نحن مُجبَرون على التَعامل معها شِئنا أم أبينا.
ولكن منذ زَمن بعيد كانت الأرقام سِحرية. كانت غامضة وتُنذِر بالخير والشر. لقد كانت رَمزية وكان يُعتقَد أنها المفتاح الأساسي لفَتْح عَقْل وإرادة الآلهة. كانت الأرقام مرغوبة ومُثيرة ودُرِّست ونوقِشت بدقّة. كانت الأرقام رائعة ومُرحَبًا بها ومُرعِبة في بعض الأحيان. كانت الأرقام مُهمَّة للغاية بالنسبة للشعب العبري أيضًا، حتى في عَصر يسوع وحتى اليوم.
وقد استفاد الرسول بولُس بكَثرة من سِفْر العدَد في أعظم تعاليمه، كما هو موجود في واحد كورنثوس الإصحاح عشرة. دعوني أقرأها لكم:
قراءة واحد كورنثوس الإصحاح عشرة الآية واحد إلى عشرة
كل هذه الأحداث التي سَرَدها بولُس نَجِدُها مَكتوبة في التوراة، في سِفْر العدَد على وَجه التحديد. لقد رأى بولُس ما سنَراه نحن: أنّ سِفْر العدَد بينما هو سِجلّ للتاريخ هو أيضًا نَبوي. سنَرى المسيح في سِفْر العدَد، وسنَراه يَعمَل قَبل أن يُصبح إنسانًا.
سِفْر العدَد ليس في الواقع الاسم العبري لهذا السِفْر، وهو الرابع من أسفار التوراة الخمسة. سِفْر العدَد هو مجرد تَرجمة للاسم اليوناني الذي أُطلِق على هذا السِفْر……"اريتْموي"….
ومِنه أيضًا حَصَلنا على كَلِمة حساب. وقد أطلَق اليونانيون هذا الاسم عليه لأنّ الرَب يأمُر في الإصحاحات الأولى منه بإحصاء بني إسرائيل وتَسجيل النَتائج.
في العبرية اسم هذا السِفْر هو ”مدبار“، ومَعناه ”في البرّية“. ونَجِد في سِفْر مدبار قصة الأربعين سنة التي قَضاها بنو إسرائيل في برية النَجَف وسيناء وربما لفترة قصيرة في شِبْه الجزيرة العربية.
سِفْر العدَد هو في الحقيقة تَسمية خاطئة وكَمِّيَّة ”الأعداد“ والقوائم الفِعلية قليلة جدًا. يَتألّف الجزءُ الأكبر من هذا الكتاب من قُصَص وروايات عن تلك السنوات الأربعين التكوينية التي يبدو أنّ رَبّنا اعتقد أنه من المُهمّ أن نعرِفها (كما يُشير بولُس بقوة إلى قرائه).
يَحتوي المدبار على جميع أنواع الفروق الدقيقة المثيرة للاهتمام؛ والإصحاحات العشرة الأولى تُغطّي فترة زمنية مُدَّتها عشرين يومًا فقط. هذا صحيح، تُسجِّل الإصحاحات العشرة الأولى أحداث جَرَت في أقلّ من ثلاثة أسابيع.
يرى إيفريت فوكس، مُحرِّر ومُفسِّر كتاب شوكين المقدس العلمي، أن هيكل سِفْر المدبار يمكن تقسيمه إلى ثلاثة أقسام.
القسم الأول يغطي الإصحاحات من واحد إلى عشرة، ويُسمّيه ”في برّية سيناء: المُخيَّم“. ويُغطّي إحصاء بني إسرائيل والواجبات الموكَلة إلى اللاويين. ويَشرَح ترتيبَ المُخيّم، وطقوس الناصري، ومَسائل حضور الله في خيمة البّرية وبداية الرِحلة نحو أرض كنعان.
القِسم الثاني يُغطّي الإصحاحات إحدى عشرة إلى خمسة وعشرين، ويُسمّيه فوكس ”الشعب المُتمرِّد: روايات التحدي“. ويَبدأ بتناوُل مصير جيل المَنفيّين الذين خَرجوا من مصر، وأول ثلاث أعمال تَمرُّد لهم، وقصّة الجواسيس الاثني عشر الذين أُرسِلوا إلى كنعان، ثم بعض التَمرّدات الأخرى، ومواجَهات مع شعوب أخرى مُختلِفة، ثمّ قصة بلعام النبي الوثني الشهيرة.
القِسم الثالث يشمل الإصحاحات ستة وعشرون إلى ستة وثلاثين. وقد عَنْوَنَه ”في سهول موآب: الاستعداد لغزو كنعان“. يَبدأ بإحصاء آخر، ويتحدَّث عن بعض الذبائح المقدسة، ويُضيف بعض القواعد حول تقديم النذور، ويَتحدَّث عن بعض المَعارك التي خاضوها مع أناس صادفوهم، ويتحدَّث عن الفَتْح القادم لأرض المَوعد، ويَضَع قوانين حول مُدُن الملاذ، أو مُدُن الملجأ، التي ستُديرها مجموعة خاصة من اللاويين كمكان آمن لمَن ارتكبوا جرائم القَتْل ليُقيموا فيها تحت حماية المُخلَّصين الأقرباء الذين يريدون الانتقام.
بما أنّ هذا السِفْر كبير إلى حدٍ ما، فمن المُفيد لنا أن نَعرِف مُسبَقًا أنه من وجهة نَظَر بعيدة الأفق، فإنّ سِفْر المدبار، سِفْر العدَد، يَعتمِد نَمَط مؤلَّف من ثلاثة مُكوِّنات؛ وهكذا نَجِد ثلاث دورات هامة من الوحي والتعليمات من الرَب منصوصة في صَفحاته. الأولى تَجري في سيناء؛ والثانية في قادش (وتُسمّى أيضًا قادش-بارنيا)، والثالثة تَجري في موآب، حيث تَستعِدّ إسرائيل لدخول كنعان.
لن يكون سِفْر العدَد هو الكتاب الأول الذي ربما يَرغب الشخص الذي يَنوي دراسة الكتاب المقدس أن يَبدأ به؛ لأن سِفْر العدَد يَستنِد بالكامل على الأساس الذي وَضَعه سِفْر التكوين وسِفْر الخروج. إذا لم يكُن المرء يعرِف أو يفهَم السياق التأسيسي لسِفْر مدبار، فسوف يُسيء فَهْم ما يجري (خاصةً فيما يتعلَّق بالطقوس العديدة التي أمَرَ الله بها).
يَحتوي المدبار (بالطبع) على الكثير من الطقوس المَنسوجة في الرواية. ففي نهاية المَطاف، كانت الطقوس المَنصوص عليها في سِفْر اللاويين قد بدأت للتو قَبْل أحداث سِفْر العدَد بأسابيع قليلة، وبالتالي فإنّ وَقْت تطبيقهِا كان قد بدأ للتو.
لا يُحبّ المسيحيون المُعاصرون (خاصةً المسيحيون الإنجيليون المعاصرون) الطقوس كقاعدة عامّة. في الواقع هذا النفور من الطقوس ليس جديدًا. فمُعظم علماء المسيحية في عَصر ما بعد التنوير لا يُخفون كراهيتهم للطقوس، ويَظهَر ذلك في انتقادِهم لأوامِر التوراة ودراستِهم السَطحية وتَحقيقهم في أدوار الكهنة اللاويين خاصةً. وبما أنّ معظم المعاهد الإكليريكية تُدرِّس وفقًا لقيم واستنتاجات هؤلاء العلماء أنفسِهم، فإنّ النفور من القيام بالطقوس أو حتى رؤية قيّمة في المُمارسات الطقسية العِبرية القديمة قد انتقَل إلى الكنيسة بشكل عام. علاوةً على ذلك وكما ناقشنا من قَبل، فقد تَخلَّت الكنيسة بشكلٍ أساسي عن أي إحساس بالمسؤولية الجماعية وحَلّت مَحلَّها الفردّية كمِنصّة للعَمَل والتعبير عن إيماننا. إنّ هذا الازدراء للطقوس له رَفيق مُريح في اللاهوت الطائفي المُوجَّه نحو الفَرْد، وبالتالي فإنّ العَدَسَة التي يُنظَر من خلالها إلى التوراة الآن (وخاصة المَوقِف المسيحي تجاه الطقوس الكَهْنوتية) هي: الحرّية الشخصية والعفوية هما جيدان، والطقوس المُنظِّمة سيئة.
يجب أن أخبرَكُم بصراحة أنه بعد أن نشأت في الفِرع البروتستانتي للكنيسة، وكَوني في الغالب نِتاج حرَكة يسوع في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، فقد واجَهْتُ صعوبة بالغة في التكيُّف مع قبول الاحتفال بالأعياد الكتابية والسبت وما إلى ذلك. ليس لأنني أعتقد أنها ليست جيّدة لي ولعائلتي، ولا حتى أنني أُجادِل في أنها أوامِر الله؛ إنها ببساطة ليست ما عَرفتُه طوال حياتي، ولذلك من الصَعب أن أترُك ما هو مريح ومُعتاد جانبًا مُقابِل ما هو مَنصوص عليه في الكتاب المقدس.
حتى لو كنتم لا تَرَون قيمة في مُشاركتكُم في الطقوس التوراتية، يمكنني أن أؤكِّد لكم أنّ فَهْم طقوس التوراة هو مِفتاح فهْم التوراة وكذلك خطة الله للبشرية. لقد عَرَف علماء الأنثروبولوجيا منذ زمنٍ طويل أنهم إذا أرادوا فهم مُجتمَع ما (حديث أو قديم) فعليهم أن يبدأوا بطقوس ذلك المُجتمع؛ لأن الطقوس هي أهم ما يُعبِّر عن قيم أي مجتمَع.
استمعوا إلى ما قاله م. ويلسون، عالِم الأنثروبولوجيا الشهير، قَبْل نصف قرن من الزمان حول أهمية الطقوس في تحديد ثقافة ما:
”إنّ الطقوس تكشِف عن القِيَم في أعمق مستوياتِها، فالإنسان يُعبِّر في الطقوس عن أكثر ما يؤثِّر فيه، وبما أن شَكْل التعبير تقليدي وإلزامي، فإنّ الطقوس تكشِف عن قيم الجماعة. إنني أرى في دراسة الطقوس مِفتاح فَهْم التكوين الأساسي للمُجتمعات البشرية. “
لا أعتقد أنّ هناك موضوعًا في الكتاب المقدس مُتجاهَل أو مكروه أكثر (وبالتالي يُساء فهمه بشكل رهيب) من الطقوس المُرتبِطة بالتقديس. ومع ذلك نادرًا ما يوجد قسّْ أو مُعلِّم كتاب مقدس لا يُشير بانتظام إلى أن يسوع قد أتمّ نظام القرابين الذي لا يُحبونه ولا يَعرفون عنه شيئًا. كما يُشير غوردون وينهام، فإنّ نظام الذبائح هو في صميم العبادة الكتابية؛ إنه أمْر لا مَفَرّ منه.
لذلك في حين أنه قد لا يكون مُريحًا تمامًا بالنسبة لنا، إلا أننا بحاجة إلى دِراسة وفهْم طقوس التوراة لأن الغرَض الكامل من هذه الطقوس يَدور حول التَواصل بين الله والإنسان. تَشرَح هذه الطقوس جوهَر علاقتِنا مع إله الكتاب المقدس. كانت هذه الطقوس بالنسبة للقُدماء مِثل ذهابنا إلى السينما اليوم: فالعُنصر المرئي أمرٌ مَطلوب للفَهم وهو قوي جدًا بالنسبة للإنسان.
لمْ يبقَ للكنيسة اليوم سوى القليل من الطقوس التي تُشرِك العابد بشكل فَعّال: المعمودية والمُناولة بشكل أساسي، ولكن القليل غَير ذلك. المشكلة في هذا هو تَوافُر جانب واحد من الطقوس خاليًا: شخص آخر يؤدي ونحن نتفرج. وبطريقة أو بأخرى، فإن مجرد حضورنا يُحسب عبادة. لم يكُن هذا جوهر طقوس الكتاب المقدس، سِواء في العهد القديم أو الجديد. كما أوضحتُ، ما عدا الذبائح التي كانت تُقدَّم نيابةً عن الكهنة أو عن كل جماعة إسرائيل، كان العابد مُشارِكًا نشطًا وكان هو الذي يَذْبَح الذبيحة. كان على العابد أن يَحُجّ إلى الهيكل في ثلاث مناسبات كلّ عام. كان مطلوبًا من العابد أن يَتخلّى عن عملِه العادي، ويَتوقَّف عن كل نشاط مُنتِج تقريبًا، ويَستريح يوم السبت. كان مطلوبًا من العابد المُصلّي أن يَبني "سكة" ويسكُن فيها خلال عيد العرش (سوكوت). كانت المُشارَكة النشِطة في الطقوس هي القاعدة.
كم من السَهل علينا أن نُنشِد دعوة بيلي غراهام الشهيرة إلى المَذبح، ”كَمَا أَنَا بِلَا دَعْوَةٍ وَاحِدَةٍ إِلَّا أَنَّ دَمَكَ سُفِكَ مِنْ أَجْلِي“. كم كانت هذه الكَلِمات ستَعني لنا أكثر لو أخذْنا ثَوْرًا يَزِنْ نصف طن (كنّا قد ربَّيْناه و/أو اشتَرَيْناه) وجَرَرْناه إلى المَذْبَح، ورَبطْناه إلى أحد قرون المذبح الأربعة، ثم قَطَعْنا شريان عُنْقه بشكل طقسي، وشاهدنا حياته تنزِف في ثوانٍ معدودة.
النقطة المهمة هي أنّ هذه الطقوس التوراتية يجب ألا تَغيب عن بالِنا. وإذ نُعيد النظَر فيها في سِفْر العدَد، فإنها لم تَعُد مجرد أمثِلة ونظريَّة في سِفْر اللاويين؛ لذا انتبهوا لها جيدًا لأن مَبادئها الأساسية هي ما يُحاول الرَب الإله الثابت أن يُعلِّمنا إياه.
راقبوا المزيد من الأنماط الإلهية الناشئة بينما نَستكشِف سِفْر المدبار؛ أنماط ستَظهَر بقوة في العهد الجديد. أعتقد أنّ أحد أكثر الأنماط إثارة للاهتمام هو نَمَط الناذري. لا تخلِطوا بين الناذري وبين الناصرة، بَيت يسوع. فالناذري هو شَخص غير لاوي وليس كاهن تم تَخصيصه لخِدمة الله عن طريق النِذر، وبالتالي له مَكانة مقدَّسة رفيعة مُقارنةً ببني إسرائيل الآخرين. بمُصطلحات العصر الحديث بينما الكاهن اللاوي هو رَجُل دين، فإنّ الناذري هو رَجُل عِلماني. وبعبارة أخرى، فإن النِذر هو وسيلة لشخص ليس عضوًا طبيعيًا في قبيلة لاوي الكهنوتي ليُعلَن مُقدَسًا وصالحًا لخِدمة الله، بشكلٍ عام على قَدَم المساواة مع الكاهن.
يُصبِح التشابه بين الكاهن والناذري واضحًا عندما ندرُس الطقوس المُقرَّرة له: فهي تكاد تكون ُمتطابقة مع طقوس الكاهن. سنَنظُر في هذه الطقوس، التي تَحتوي على جوهر المعنى الروحي لغرَضِها، في المَرحلة المناسبة في دراستنا لسِفْر العدَد؛ ولكن الآن علينا فقط أن نَفهَم أنّ الكاهن كاهنٌ بالولادة. لديه حقّ بالولادة ليكون كاهنًا لأنه مولود في القبيلة المناسبة. أما الناذري من ناحية أخرى فهو إسرائيلي عادي؛ إنه شَخص ليس له الحَق في أن يكون كاهنًا لأنه لم يولَد في القبيلة الصحيحة. ومع ذلك، فقد جَعَل الله تدبيرًا لأولئك الذين ليسوا من بني إسرائيل ويريدون أن يَخدموه، ليكونوا قادرين على القيام بذلك. بالإيمان والثِقة بالله، وبإعلان الله، يُسمَح لهذا الشخص (هذا الناذري) الغريب عن الكهنوت أن يأخُذ قداسة خاصة مُساوية تقريبًا للكاهن؛ ومرَّة أخرى، الفَرْق الوحيد هو أنّ الناذري لا يستطيع أن يقوم بالواجبات المقدَّسة. هذا نموذج عن إمكانية، الأجنبي عن إسرائيل، إذا أراد ذلك، خِدمة الله وِفْق عهود إسرائيل. وبعبارة أخرى، الناذري هو نموذج لتحوُّل الوثني إلى مؤمن وعبادته لإله إسرائيل.
من الناحية الجَسدية يَختلِف اليهودي عن الوثني، فاليهودي له ميزة من حيث إنّه مولود في عهود إبراهيم وإسحأق ويعقوب، ولكن الوثني ليس كذلك. من الناحية الجسدية الكاهن والناذري مُختلفان (الكاهن من قبيلة لاوي، أما الناذري فليس كذلك). روحيًا اليهودي والوثني اللذان يَثِقان بالله مُتساويان في المكانة أمام الرَب. من الناحية الروحية يَتساوى الكاهن والناذري في المكانة أمام الرَب. لكلٍّ منهما أدوار مختلفة فقط. الأول وُلِد في دورِه، بينما الآخر كان عليه أن يُطعَّم لينال دَوْره، إذا جازَ التعبير. ولكن في كِلتا الحالتَين يلتزمان بنفْس العهود.
النقطة هنا هي أننا سَنرى هذه الأنماط والمبادئ تظهَر في العهد الجديد. يتحدَّث بولُس عنها ويَستخدِم الحوادث المُدوَّنة في سِفْر العَدَد، على وجه الخصوص، ليوضِح وجهة نظرِه بأنّ يسوع قد أتمّ أنماط ومبادئ التوراة. ولكن… هذا أمْر ضروري جدًا لفهمِه في هذه الأيام والمستقبَل ..
يُشير بولُس أيضًا إلى أنه إذا كان بنو إسرائيل المَفديّون بالفِعل قد تمرَّدوا وعُوقِبوا على ذلك في الأزمنة القديمة (كما وَرَد في سِفْر العدَد)، فلماذا يَظنّ المؤمن المَفْدي بدم يسوع أنه يمكن أن يكون مُتمرِدًا ويُفلِت من يد الله القاسية للتأديب؟
أود أن أختتِم هذا التحضير لدراسة سِفْر العدَد، بكَلِمات رَجُل أنا مُعجَب بأعماله إعجابًا كبيرًا وأجِد نفسي عادةً متوافِقًا معه: جوردون وينهام، وهو عالِم مسيحي رائع يُدرِّس في كلّية جلوستر للتعليم العالي في إنجلترا. يتحدَّث عن أهمية فَهم وقُبول قيمة الطقوس الكتابية بالنسبة للمسيحي الحديث:
”وبالمِثل، لم تَعُد القرابين من الحيوانات والدقيق والزيت والخَمر المَنصوص عليها في سِفْر العدَد تعبيرًا صالحًا عن العبادة المسيحية لأنّ ذبيحة المسيح الكفارية الوحيدة جعلتْها بالية. ومع ذلك، لا يزال المسيحيون يَتذكَّرون ”فَلْنُقَدِّمْ دَائِمًا ذَبِيحَةَ تَسْبِيحٍ لِلَّهِ، أَيْ ثَمَرَ الشَّفَتَيْنِ التي اعترفت باسمه. لاَ تُهْمِلُوا أَنْ تَفْعَلُوا خَيْرًا وَتُقَدِّمُوا مَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّ مِثْلَ هَذِهِ الذَّبَائِحِ تُرْضِي اللهَ“. إنّ مبدأ التكريس الكامل لعبادة الله يربِط بين العهدين القديم والجديد، حتى وإنْ تغيَّرت طريقة عِبادتنا.
وبالمِثل، إذا كان العُشر يبقى معيارًا للعطاء المسيحي، فقد نُلاحظ أنّ بعض المؤمنين كانوا يُعطون أكثر من ذلك بكثير. إذا كان لا يُمكن تطبيق الكثير من تشريعات الكتاب المقدس اليوم، فإنّ دِقّتها واهتمامها بالتفاصيل يجب أن تَتحدّى الكنيسة الحديثة لتتساءل عما إذا كانت مواقِفُنا غير الرسمية سِتارًا لللامبالاة“.
من المؤكَّد أنّ غوردون وينهام لا يدعو إلى بدء إجراءات القُربان من جديد. لكنه يُذكِّرنا بأنّ الكثير من الطقوس الكتابية التي تظهَر في الأعياد الكتابية، على سبيل المِثال، بينما لا حاجة لها بأي حال من الأحوال للتكفير أو الخَلاص، هي في الواقع ضرورية لتَعليمنا وتذكيرِنا. لتعليمنا وتذكيرنا بمبادئ الله، بشرائعِه وأوامرِه، وكيف أنه من الأفضل أن نَعيش حياتنا في تناغُم مع الكَون الذي خَلَقه، بدلاً من أن نعيشها خارج هذا التناغم.
إنّ سِفْر العدَد هو سِفْر تاريخي وعبادي وتعليمي وشاعري في بعض الأحيان. وبعد أن درستُم الأسفار الثلاثة الأولى من التوراة، فأنتم الآن مُستعدّون لتَستوعبوا الإعلانات الرائعة التي ستُوفِّر الكثير من الروابط التي تربِطكُم بعمَل يسوع المسيح أو شخص الرَب الإله المخلِّص.