11th of Kislev, 5785 | י״א בְּכִסְלֵו תשפ״ה

QR Code
Download App
iOS & Android
Home » العربية » Old Testament » العدد » سِفر العَدَد الدرس خمسة وثلاثين – الإصْحاحان أربعة وثلاثين وخمسة وثلاثين
سِفر العَدَد الدرس خمسة وثلاثين – الإصْحاحان أربعة وثلاثين وخمسة وثلاثين

سِفر العَدَد الدرس خمسة وثلاثين – الإصْحاحان أربعة وثلاثين وخمسة وثلاثين

Download Transcript


سِفر العَدَد

الدرس خمسة وثلاثين – الإصْحاحان أربعة وثلاثين وخمسة وثلاثين

في المَرَّة الماضية كنا قد انْتَهَيْنا للتّو من سِفر العَدَد ثلاثة وثلاثين، وكان هذا نَوعًا ما نَسْخَة من المُلاحظات المُخْتَصَرة عن طريق الخُروج الذي عدَّد إثنين وأربعين مَحَطَّةً وَقَعت فيها أحْداث ذات أهَمِّيّة خلال رِحْلة بني إسرائيل في البَرِّية؛ رِحلةً لم يَكُن يَفْصِلنا عن نِهايتها سوى أسابيع.

لقد ناقَشْنا كَيْف أعْطى الرَّب لموسى بعض التَّعليمات الصّارِمة حول كَيْفية قِيامهم بِغَزو كنعان والاسْتيلاء عليها: كان عليهم أن يَطْرُدوا جميع السُّكان من كل زاوية في الأرْض. كان الكنعانيّون الوَحيدون الذين سيُسمَح لهم بالبقاء هم أولئك الذين تَخَلّوا عن أي انْتِماءٍ قَبَلي كان لَدَيهم وانْضَمّوا إلى بني إسرائيل. كان هذا يعني أنه كان عليهم أيضًا أن يَتَبَرّأوا تمامًا من آلِهَتهم وطُقوسهم ويُطيعوا التَّوراة. وبِطَبيعة الحال، لم يَكُن هناك الكثير مِمَّن اخْتاروا القيام بذلك. كان على أولئك الذين حارَبوا بني إسرائيل ورَفَضوا التَّخَلّي عن أرْضِهم أن يُقتَلوا.

عَلاوة على ذلك، قال الرَّب لموسى أنه إذا فَشِل بنو إسرائيل في القيام بذلك، فلن يكون الشَّعْب الذي بَقِي في الأرْض شَوْكة دائمة في خاصِرة بني إسرائيل فحسب، بل إن الرَّب سَيَتَعامَل مع بني إسرائيل بنَفْس الطَّريقة التي كان يَنْوي التَّعامُل بها مع هؤلاء الوَثَنيِّين.

واخْتُتِم الإصْحاح ثلاثة وثلاثين بالتَّعليمات التي تَنُصّ على أن تَقسيم الأراضي بين أسْباط بني إسرائيل يَجِب أن يَبدأ على الفَور وأن يتمّ ذلك باسْتِخدام طَريقتَين: القُرْعة والتَّناسُب. أي أن القُرْعة ستُجرى لتحديد المنطقة العامّة من كنعان التي ستَحصل عليها كل قَبيلة من قبائل كنعان، ولكن حَجْم أراضي كل قبيلة سَيَكون مُتَناسِبًا مع عدد سُكّان تلك القبيلة.

حسَنًا، بِقَدرِ ما كان الطريق طويلًا في دراسة سِفر العَدَد، فإن الكتاب يَقْتَرِب سريعًا من نِهايته مع بعض القوانين حول حُدود المنطقة التي يُعطيها الرَّب لبني إسرائيل وبعض القوانين الأخرى حول كَيْفية حِماية الأرْض وحِكْمها.

بَدءًا من دِراسة الأسبوع الماضي (الإصْحاح ثلاثة وثلاثين) وحتى نهاية سِفْر العَدَد، يدور المَوضوع كلّه حول الحيازة الوشيكة لأرْض الميعاد. أَعْتَقِد أنه من الصَّعب علينا في القرن الحادي والعشرين أن نَتَخيَّل ونَسْتَوعِب كم كان احتلال العِبرانيّين لأرض كنعان حَدَثًا عظيمًا. إذا فكَّرْنا في أعظم اللحظات في الكِتاب المُقَدَّس، فرُبَّما نُدرج الخلق والطّوفان العظيم وانشقاق البحر الأحمر والخُروج ومَجيء يسوع المسيح على رأس القائمة.

لكن بلا شكّ، إن تحقيق عَهْد إبراهيم الذي دام سِتّمئة عام (أن نَسْل إبراهيم سيُعطى أرضًا خاصة بهم ليَمْتَلِكوها إلى الأبد) ينتمي إلى تلك القائمة وقريبًا من القِمّة في ذلك. تمامًا كما يَنْتَظِر المؤمنون بِفارِغ الصَّبْر عَوْدة مَسيحنا يسوع وتأسيس مَمْلكته، كذلك انْتَظَر بنو إسرائيل أن يُعْطيهم الرَّب ميراث الأرْض التي كانت قائمة على العَهْد. وكان هذا لأنه منذ عَهْد إبراهيم وحتى هذه النُّقطة في التَّوراة كان العبرانيّون دائمًا شعبًا بلا وَطَن. فمنذ اللحظة التي قال الرَّب لإبراهيم أن يقوم ويَتْرُك أرضه الأصليّة (بلاد ما بين النهرين)، وأن يَنْفَصِل عن بلده وعائلته (بمعنى أن يَتَخلَّى عنهم، ويَتَبَرّأ منهم) لم يَكُن إبراهيم وجميع العِبرانيّين الذين سيأتون من صَلْبِه إلا غُرَباء مُقيمين، مقيمين في أي مكان عاشوا فيه.

فإبراهيم وإسحاق ثم يعقوب، على الرَّغم من أنهم كانوا يَتَجوَّلون في أجزاءٍ مُخْتَلِفة من كنعان، إلا أنهم عاشوا هناك حسب رِضى الكنعانيين الذين كانوا يَمْلكون تلك الأرْض ويُسَيْطِرون عليها. وعندما أقاموا في مصر كان ذلك حسب رِضى الفرعون. يوسف، الذي أصبح الوزير الأكبر لِمِصر كلّها، لم يَعْتَبِر مصر وَطَنًا لهُ، ولذلك أَمَرَ بِنَقل جَسده المُحَنَّط إلى أرض كنعان في ذلك اليوم العجيب الذي غادر فيه بنو إسرائيل مصر في رحلة إلى أرض سَتَكون مِلْكهم.

أيها المؤمنون، بالإضافة إلى أن كل هذا حقيقي وواقِعي وحَدَث بالفِعْل، فهو أيضًا نَمَط وصورة لنا ولِحالتنا. إن التَّوراة، ومَوضوعها الرئيسي هو خَلْق بني إسرائيل كشَعْب ثم كأُمَّة، هو نَمَط لما سَيَخْتَبِره جَسَد المؤمنين في زمن لاحِق لموسى؛ زَمن سيَخْلَق فيه الرَّب عَهْدًا آخر لغَرَض تَنْقِيَة الّذين سَيَكونون مَشْمولين (وبأي شروط) بين شَعْبه المُختار.

عندما قَبِل إبراهيم بيَهوَه إلهًا له (وهو لا يَعرفه إلا بإسْم إل شاداي، إله الجَبَل)؛ وترك كل شيء من الماضي وَراءه، عُرض على إبراهيم عَهْدًا من قبل يَهوَه ومعه، وهو وَعْد خطِّي في الواقع. بِقُبول العَهْد أصْبَح إبراهيم مُحْبوسًا في بَرَكات ذلك العَهْد. عندما نَقْبَل يسوع كإلَهنا ومُخَلِّصنا نَتْرُك الماضي وَراءنا بينما نَقْبَل حقيقة العَهْد كما ضَمَنَه بِدَمِه. وبِقُبولنا لهذا العَهْد المُتَجَدِّد نكون قد دَخَلْنا في بَرَكاته الكثيرة.

ولكن بعد قبول إبراهيم للعَهْد (الحِكْم الأساسي هو مكان مَضْمون للعَيْش فيه إلى الأبد يكون مِلْكًا له، مكانًا يَنْتَمي إليه هو ونَسْله، بَيتًا دائمًا) سيَمْضي وقت طويل قبل أن يَتحقَّق هذا البَيْت. في هذه الأثناء سَيَكون نَسْلُه مُجَرَّد غُرَباء في أرض غريبة. كما هو واضح من هذا النَّمَط. أيها المؤمِنون، على الرَّغم من أننا نَعيش بالفعل تحت شروط العَهْد الجديد، إلا أننا لم نُدرك بعد النتيجة النِّهائية: مكان دائم للعَيْش فيه، مكان نَنْتَمي إليه بالفعل، مكان مُخَصَّص لنا فقط. وهذا المكان هو مَلَكوت الله.

لقد كنتُ مؤمنًا طوال حياتي تقريبًا. لكن رُبَّما لم أشْعُر بآثار ما أنا عليه إلا في السَّنوات العشر أو الخمس عشرة الماضية أو نحو ذلك فقط: غريب أعيش في أرضٍ غريبة؛ وسأبقى في هذه الحالة إلى أن يُقَرِّر الرَّب أن الوقت قد حان لأعود إلى الوطن. حقًا، كنت مُرتاحًا تمامًا في العالم. لقد انْسَجَمْت جيدًا مع العالم وازْدَهَرْت في العالَم، على الرَّغم من أن الله قد عَزلني روحيًا عن العالم بِسَبَب قُبولي لابنه. ومع ذلك فقد أخْبَرَنا الرَّب بِشَكْلٍ قاطع أننا لا نَنْتَمي إلى هنا؛ وأننا في وَضْعِنا الجديد قد نكون في العالم ولكننا لسنا من العالم.

كان بنو إسرائيل في مصر لِفَتْرة طويلة جدًا؛ لكنهم لم يَكونوا أبدًا من مصر. ومع مرور الوقت أصْبحوا أكثر وَعْيًا بأنهم لم يكونوا مُناسِبين للمكان، يُحاوِلون التَّكَيُّف مع ما لا يَتَناسَب معهم. وبنفس القَدر من الأهَمّية، أصبح المصريّون أكثر إدراكًا أن هؤلاء العِبرانيّين لم يكونوا جِزْءا من مصر؛ أنهم كانوا غُرَباء ومُخْتَلَفين وغير مُناسِبين؛ لقد كانوا يَخْدمون فقط غَرَضًا مُفيدًا كعَبيد. لقد اسْتَمْتَع المصريّون بما جَلَبَه هؤلاء العبرانيّون، لكن في الوقت نفسه أصبح المصريّون يَكرهونهم، لكن لم تَكُن هناك كَراهية دائمًا؛ في البداية كان العِبرانيَون مَوْضع تَرْحيب. حتى أن المصريّين تعلَّموا من العِبرانيّين، وتَبنُّوا بعض أساليبهم وازْدَهَرَت مصر. لكن بِبُطء، عقدًا بعد عقد، بدأ انْفِصال العِبرانيّين واخْتِلافهم عن المصريّين يُغيظهم. وبِمُرور الوقت تَحوَّل هذا الإنِزِعاج إلى مَرارة. وأخيرًا خلال حياة موسى، زادَت تلك المَرارة عن حدِّها وأصبَحَت كراهيّة عنيفة ولم يَكُن هناك خِيار لنجاة بني إسرائيل سوى أن يَخْرِجوا من مصر ويوضَعوا في المَمْلكة التي أَعدها الرَّب لهم.

كُلَّما كَبِرت في السِّن كُلَّما زاد شُعوري بذلك. بالكاد أتَعَرَّف على بلَدي بعد الآن. يَصْعب عليَّ في بعض اللّيالي أن أَخْلُد إلى النوم وأنا أُفَكِّر في كل هذا وفي نَوع العالم الذي سَيُواجهه أحفادي. أنا أعرف ما هو الصَّواب وما هو الخطأ لأن الرَّب علَّمَني؛ لكن مُعْظَم الناس من حَولي يقولون إنه لا يوجد صواب وخطأ، لا يوجد خَيْر وشرّ، إنه بِبَساطة خيار ثقافي. أنا أعلَم أنه لا يوجد سِوى إلَهٍ واحد، إله الكِتاب المُقَدَّس، واسْمه يَهوَه لأنني أعْرِفه شخصيًا؛ لكن الناس يقولون إنه إذا كان هناك إلَه فهو يَحْمل أسماء كثيرة منها بوذا وهندي والله على سبيل المثال لا الحصر.

لم أَعُد أشْعُرُ بالراحة هنا بعد الآن. أشْعُر أنني مثل طِفْلٍ تمَّ تَبَنِّيه بعد وِلادته بفترة وَجيزة وأدْرَكَ ذات يوم أنه لا يُشْبِه والِدَيْه أو إخْوَته وأخَواته في أي شيء، ويَتوق إلى مَعْرِفة من هو حقًا. أعْرِف أنني لا أنْتَمي إلى هنا؛ والناس من حَوْلي الّذين لا يَعْرِفون يسوع لا يَشْعُرون بالرّاحة مَعي أيضًا، ويَتَساءلون عمّا إذا كُنْت واحدًا مِنْهم وما إذا كنت أنْتَمي إلى هنا، مَعَهم.

ولكن مِثْل إبراهيم أنا أيضًا قد وُضِعتُ تحت العَهْد؛ لقد وُعِدْتُ بِمَكان ستُعْمَل فيه الأمور أخيرًا بالطَّريقة التي من المُفْتَرَض أن تُعْمَل بها، مكانٌ سيكون فيه الحِكِم على كَتِفَي مسيحنا، مكانٌ أنْتَمي إليه. مثل بني إسرائيل، لقد تمَّ افْتِدائي ولم أَعُد أنْتَمي إلى مُراقِبٍ قاسي؛ لقد بدأتُ خُروجي، لقد تَلَقَّيْت كَلِمَة الله وأنا في رِحْلَةٍ عبر البَرِّية نحو الوجْهَة النَّهائية؛ لكنَّني ما زِلْت في حالة انْتِظار، لم أَصِل إلى هناك بَعْد.

نحن اليَوْم نجلس بالضَّبْط حيث كان موسى وبني إسرائيل في هذه المَرْحَلة من سِفْر العَدَد. إن الوَعْد بِعَهْد الله لنا مَوجود أمامَنا ويُمْكِننا أن نراه بالفِعْل، ويُمْكِننا أن نَشِمَّ رائحَتَهُ تقريبًا؛ وقَريبًا، قَريبًا جدًا، سنكون قادِرين على الإمساك به.

لكن هذه الحياة التي نَحْياها، والوقت الذي نَعيشه ونحن تائهون في البَرِّية، لن يكون وقتًا فارِغًا. إن مُهِمَّتنا هي أن نَتَعَلَّم طُرُق الرَّب وأن نُمارِسَها، لأننا بمُجَرَّد أن نَصِل إلى غايَتنا سنعيش تلك الطرق بِشَكْلٍ كامِل وأبَدي في حَضْرَة يسوع أكثر مِمّا نَتَخَيَّل.

إذًا هنا في سِفر العَدَد، بينما يَسْتَطيع شَعب إسرائيل أن يَرى بالفِعل وُجْهَته عن بُعد، ويَعْرِف أنها ليست سِوى أيام أو ساعات قبل أن تكون لَه، يُعْطيه الله بعض التَّعليمات حول كَيْفيَّة عَيْشه في الأرْض.

دَعونا نقرأ بعض هذه التَّعليمات في سِفْر العَدَد الإصحاح أربعة وثلاثين.

اقرأوا الإصحاح أربعة وثلاثين من سِفْر العَدَد بِأكْمَلِه

الآيات الإثنا عَشَرة الأولى هي بِبَساطة حُدود أرْض الميعاد. الكثير من النِّقاط المُعْطاة غير مَعْروفة اليوم، ولكن الكثير منها مَعْروف. بالتأكيد من السَّهْل تحديد الجِزْء الشَّرْقي (نهر الأردن)، والجِزْء الغربي (البحر الأبيض المُتَوَسِّط). حتى أن الجِزْء الشَّمالي مؤكَّد الى حَدٍّ ما؛ لكن الحُدود الجنوبية مَعروفة أقلّ من ذلك بِقَليل.

انْظُر إلى هذه الخَريطَة، لأنها أسْهَل طريقة لِفَهم هذه الحُدود.

والآن، هناك سِجِلّات مَصْريَّة من نفس هذه الفَتْرة تقريبًا (القَرْن الرابع عشر قبل الميلاد) مُتَطابِقة تقريبًا في وَصْف حُدود أرض كنعان كما نَقْرأ هنا في سِفْر العَدَد؛ مِمّا يَعْني أنه يُمْكِننا أن نَعْرِف أنها صَحيحة. وبِعِبارة أخرى، فإن ما يَصِفه الرَّب هنا في سِفر العَدَد أربعة وثلاثين هو الحُدود الإقْليمية المُعْتَرَف بها عمومًا لأرض كنعان في تلك الأيام التي سَبَقَت احتلال بني إسرائيل لتلك الأرْض. لم يَقُم يَهوَهْ بإعادة تَرْسيم حُدود أرض كنعان؛ فلم يَضِف إليها ولم يَنْقص منها.

ولكن، بالنِّسْبَة للحَدود الجُنوبية، المُحَدَّدة في الآية الخامِسة على أنها نَحْلَة مِشْرايم (غالباً ما تُتَرْجَم في الإنْجليزية الجزئية بوادي مِصر)، رُبَّما يكون هذا هو أعْظَم الخِلافات. أنا لا أُصَدِّق لِلَحْظة أن هذه الحدود الجُنوبية هي نهر النِّيل. أولَّاً، لا نَجِد في أي مكان نَسْتَخْدِم المُصْطَلَح العبري "نَحْلَة مِشْرايم" للدَّلالة على النِّيل. ثانيًا، مُصْطَلَح ” نحلة مِشْرايم“ يعني أكثر مَجْرى مائي. وهو لا يعني بالضَّرورة الوادي الصَّحْراوي الذي هو مَجْرى نَهر جافّ إلا عندما تَمْلأهُ عاصِفة رَعْدِيَّة فجأة، لأنه يُمْكِن أن يُشير أيضًا إلى جَدْوَل أو مَجْرى مائي صَغير، وأحيانًا مَجْرى مائي مَوْسَمي وأحيانًا سَيْل مؤقَّت. ولا يُمْكِن، بأي حال من الأحْوال، اسْتِخْدام هذا المُصْطَلَح لِوَصف نهر المِسيسيبّي بحَجْم نهر النِّيل. ثالثًا، بما أن هذه السِّجِلّات المَصرية صَريحة جِدًا ومُطابِقَة تقريبًا للسِّجِل هنا في سِفْر العَدَد حَوْل حُدود كنعان، فإذا أخَذْنا أن نحلة مشرايم تعني النِّيل، فإن ذلك يؤكِّد أن كنعان في وقت من الأوقات كانت تَشْمُل شِبه جزيرة سيناء بأكْمَلِها، بل وتَمْتَدّ حتى إلى القارَّة الأفْريقيَّة، وتَشْمُل الكثير من الأراضي التي كانت تُنْسَب دائمًا إلى مصر. رابعًا، بما أن هذه السِّجِلّات المصريَّة تعود إلى نفس فَتْرة الخُروج تقريبًا، فلَوْ كانت كنعان تَشْمُل شبه جزيرة سيناء (أو حتى الضِّفة الشَّرْقيّة لنَهْر النِّيل إذا كان النِّيل هو الحَدّ الجنوبي)، فهذا يَعني أن شبه جزيرة سيناء كانت جِزْءا من أرض الميعاد. لذا، فكانت ستكون رِحلة قصيرة الى حَدّ ما ، رُبَّما بِضْعَة أيام ، من مصر إلى كنعان وكانت الرِّحلة ستَنْتَهي عَمَليًّا قبل أن تَبْدأ، أليس كذلك؟

لذا، يُمْكِنك أن تَرى كَيْف أن أيًا من ذلك لا مَعْنى له. والآن، هناك اخْتِلافات أكثر جَدِّيَّة ومَعْقولة حول مَكان نَحْلَةٌ مِصْرَايِمُ بالضَّبْط، ولكن لا يُمْكِن أن تكون قد امْتَدَّت إلى سيناء التي كانت مَعْروفة دائمًا بأنها أرْض مَصْرِيَّة.

والآن، الأمْر التّالي الذي يُمْكِن أن يَخْتَلِط على الناس عند مُناقَشَة حُدود أرْض الميعاد هو عندما يَنْظُر المَرْء إلى هذا في سِفْر العَدَد، ثم يَنْتَقِل إلى قِراءة سِفر حِزْقيال. إن تَقْسيم الأرْض في حِزْقيال سبعة وأربعين مُخْتَلَف الى حَدّ ما عَمّا نَقْرأه في سِفر العَدَد، ولكنَّه ليس مُتَطَرِّفًا الى حَدّ ما كما تمّ تَعْليمه وكما اعْتَقَدْت في وقتٍ من الأوقات.

دَعونا نَنْتَقِل إلى حِزْقيال سبعة وأربعين ونَقْرأ الآيات من ثلاثة عشرة الى ثلاثة وعِشرين، ثم نَنْتَقِل مُباشَرة إلى حِزْقيال ثمانية وأربعين ونَقْرأ من الآية الأولى الى الرابعة عشرة.

اقرأ حِزْقيال سبعة وأربعين على ثلاثة عشر الى ثلاثة وعشرين وثمانية وأربعين على واحد الى أربعة عشر

والآن، إذا نَظَرْتَ إلى هذه الخَريطَة سَتَرى أن التَّقْسيم الإقْليمي مُخْتَلَف قليلاً. إنها أكْبَر الى حَدّ ما، واللّاويّون يُعْطون أرْضاً (ولكن لم يُعطوا أي أرْض في تخصيصات سِفرالعَدَد)، وهي مَرْصوصَة مثل عَمود طَوْطَم مع خُطوط حُدود تَبْدأ أساساً من الغَرب عند البحر الأبيض المُتَوَسِّط وتَمْتَدّ قليلاً إلى الشَّرْق، خاصَّةً في الشَّمال. إذَن ما الأمْر؟

لقد ناقَشْنا في بعض الدُّروس السَّابِقة كَيْف أن هناك بعض التَّحَوُّلات المُثيرَة في مَرْحَلةٍ مُعَيَّنةٍ في سِفر حِزْقيال؛ ليس أقَلَّها إعادة تأسيس العِبادة الطّقسيَّة في الهَيْكَل الذي أُعيد بِناؤه، ولكن أيضًا تَغيير في الإجْراءات الطَقْسيَّة التي يبدو أنها تُقَلِّل من دَوْر الكَهْنوت وأهَمِّيَّته إلى دَوْر الكَهْنوت في الاحْتِفالات التِّذْكاريَّة (وليس الاحْتِفالات الفَعَّالة). وبِعِبارة أخرى، كما نَحْتَفِل بِعيد الفِصْح أو عيد القِيامة أو حتى المُناوَلَة، فإن هذه الاحْتِفالات لَيْسَت نَوْعًا من الطُّقوس التي تؤثِّر على نَوْعٍ من الاسْتِجابة المُقَرَّرة من الله. نحن لا تُغفَر لنا خَطايانا نتيجَة لهذه الشَّعائر، ولا نَحْصَل على مَكانة أفْضَل مع الله، ولا نَتَطَهَّر، وما إلى ذلك. بل إن هذه الاحْتِفالات المَسيحيَّة واليَهوديَّة المِسْيانيَّة القِياسية هي مُجَرَّد احْتِفالات مُبْهِجة للامْتِنان لِرَبِّنا في ذِكْرى الأشياء العظيمة التي فَعَلَها. هكذا سَيَكون الأمْر في حِزْقيال، ولكن في وقْتٍ سَيَتِمُّ فيه إنْجاز المَزيد من أعمال يسوع.

في رأيي أن السَّبَب في الاخْتِلافات بين هذه الرُّؤَى التي نَقْرَأُها في حِزْقيال مقابِل ما نَقْرَأُهُ في التَّوراة هو أن حِزْقيال يَتَحَدَّث عن فترة المَلَكوت الألفي، والتي تُسَمَّى أيضًا فَتْرة الألف سنة من حِكْم يسوع المسيح، التي تلي مُباشَرَةً حَدَث هَرْمَجدون. بما أنه سَيَسْكُن حَرْفيًّا وجَسَدِيًّا في أورَشليم ويُحْكَم منها، ولِفَتْرةٍ من الزَّمَن لن يكون هناك شَرٌّ وتَمَرُّد على كَوْكَب الأرْض، فهناك الكثير مِمّا سَيَكون مُخْتَلِفًا بالضَّرورة. فأوَّلاً أَعُداد المؤمِنين الذين سَيُطالَبون بالعَيْش في يسوع المَلك وحَوْله (على الرَّغم من أننا سَنَكون قادِرين على اخْتِيار العَيْش في أي مكان نَرْغَب فيه على هذا الكَوْكَب) سَيَكون أكْبَر بكثير مِمّا يُمْكِن أن تَسْتَوْعِبُه الحِصَّة الإقْليميَّة التي سيُخَصِّصها سِفْر العَدَد. يُمْكِنُني أن أُخْبِرَكُم أنه عندما يأتي ذلك اليوم أُخَطِّط بالتَّأكيد للعَيْش هناك؛ لذا، نَرى هذه المَساحة الهائلة من الأرْض التي سَتُخَصَّص لهذا الغَرَض في سِفر حِزْقيال. ولكن الأمْر الرَّئيسي الذي يَحْدُث في وَصْف حِزْقيال لأرض المَلَكوت على عَكْس وَصْف موسى في سِفْر العَدَد، هو أن الأرْض التي على الجانِب الشَّرْقي من الأردن (بِشَكْلٍ أو بآخر الأرْض التي سَمَح موسى لرأوبين وجاد ونِصْف سبط منَسّى بالاسْتِقْرار فيها) مَشْمولة.

على أي حال، أحد السَّلْبِيَّات في كل ذلك هو أن بَني إسرائيل، طِوال تاريخهم، لم يُسَيْطِروا أو حتى يَسكُنوا كل الأرْض التي أعْطاها الله لهم في سِفْر العَدَد، ناهيكَ عن ما هو مَوْصوف في حِزْقيال. ولكن، من المُهِمّ أن نُدْرِك أنه سِواءً احْتَلّوها أم لا، فإن الرَّب لا يزال يَحْتَفِظ بها لبني إسرائيل حَصْريًا.

ما هو الشيء الآخر المُثير للإهْتِمام والمُرتبط بنا في عام ألفين وتِسعة هو أن حُدود أرض الميعاد في سِفْر العَدَد أربعة وثلاثين تَشْمُل تقريباً كل سوريا ولبنان الحاليّين. هل من عَجَب أن سوريا ولبنان في حَرْبٍ مُسْتَمِرّة (بارِدة أحيانًا وحامِيَة أحيانًا أخرى) مع إسرائيل؟ لم تُطالِب حُكومة دَوْلة إسرائيل، التي وُلِدَت من جديد، بِسوريا أو لبنان أبدًا، ولكن جميع الأطراف على دِراية تامَّة بما تَقولُه التَّوراة عن ذلك والمُسْلِمون يَعْرِفون أكثر من مُعْظَم المَسيحيِّين واليهود ما تَقوله التَّوراة حَولَ من يَمْلُك هذه الأرْض، ولهذا السَّبَب هم على اسْتِعْداد للقِتال حتى المَوْت من أجْلها كَوكَلاء للشَّيْطان. لكن الأهَمّ من ذلك هو أن كِلا من يَهوَهْ والشَّيْطان يَعْرِفان النَّتيجة؛ فشَعْب سوريا ولبنان يَعيش على أرض وُعِدَ بها إبراهيم ونَسْلُه من بني إسرائيل. حقيقة أن الحُكومات والمؤسَّسات الدُّنْيَوية (حتّى الكنيسة) تُنْكِر ذلك لا تَعْني شيئًا في السَّماء.

ومع ذلك، لا يُمْكِن أيضًا إنْكار أن الأرْض كما وُصِفَت لِموسى، ثم لِحِزْقيال فيما بعد، تَخْتَلِف قليلاً عما وُصِفَت لإبراهيم. اُنْظُر إلى هذه الخَريطَة. الشَّيْء الذي يَجِب أن نَفْهَمه حَول ما أُعْطِيَ لإبراهيم هو أنه أكْثَر عُموميَّة في طَبيعَته مِمّا أُعْطِيَ لموسى. بالإضافة إلى أنه بما أن القبائل انْتَقَلَت عَبْر الزَّمَن، ونَشَأت أُمَم، وجاءت إمْبْراطوريَّات وذَهَبَت وتَغَيَّرَت الحُدود ونَمَت أو تَقَلَّصَت أو اخْتَفَت مَجْموعات من الناس تمامًا، فقد حَدَث الكثير من التَّغيير في أسْماء الأماكِن ومواقِع القبائل في زَمَن موسى، ثم في وقتٍ لاحِق في زَمَن حِزْقيال.

بِدْءًا من الآية الثالثة عشرة، نَحْصل على مُلَخَّص لِبَعض الحَقائق: على سبيل المثال أرْض الميعاد سَتُقْسَم على عَشرة أسْباط، وليس إثني عشر كما كان مُحَدَّدًا في الأصل. في الواقع، كان من المُقَرَّر أن تَحْصَل تِسع أسْباط بالإضافة إلى نُصْف سِبْط المناسح على حِصَص. والسَّبَب بالطَّبْع هو أن أسْباط رأوبين وجاد ونُصْف سِبْط من سِبْط المناسح اخْتاروا البَقاء خارِج أرْض الميعاد، وبالتالي تَنازَلوا عن حُقوقِهم في العَيْش في كنعان.

ويَخْتَتِم الإصْحاح بِسَرْدٍ طويل لأسْباط بني إسرائيل، ومَن كان في تلك اللّحظة من التّاريخ هو الأمير، رئيس كل سِبْط من الأسْباط. لذلك، فإن هؤلاء الرِّجال العشرة سيَحْصَلون على الحِصَص الإقِليميَّة لِلقَبيلة االتي يُسَيْطِرون عليها، ومن ثم كان الأمْر مَتْروكًا لهم لِتَقسيم أراضيهُم بين مُخْتَلَف العَشائر والعائلات داخِل قَبيلتهم كما يَرونَه مُناسِبًا.

لنَنْتَقِل إلى الإصْحاح خمسة وثلاثين.

اقرأ سِفر العَدَد الإصْحاح خمسة وثلاثين بأكملِه

هنا يتمّ تَناوُل مسألة سَكَن سِبْط لاوي، بِدْءًا من التَّذْكير بأن (أ) موسى كان يُقَسِّم الأرْض، (ب) كان بنو إسرائيل على الحافَّة الشَّرْقية لِنَهْر الأردن في أرض مُوآب السابِقة عندما تم تَقْسيم الأرْض.

وفي الآية الثانية، نرى أنّه (بما أنه كان من المُقَرَّر أن تكون هناك ثمانية وأربعين مدينة مُخَصَّصَةً للاويّين) كان على كل قبيلة أن تُقَرِّر أي المُدُن التي سَتُعْطيها للاويّين كَمِلْكيَّة دائمة. بالإضافة إلى المدينة ذاتِها، كان هناك مَساحة من الأرْض تابِعة لكل مدينة لاسْتِخْدامِها كمَراعٍ لحيوانات اللّاويّين.

دَعونا لا نكون ساذِجين بشأن ما أُعْطِيَ للّاويّين؛ لم تَكُن مُدُنًا مُسَوَّرَة أو كبيرة. ولم تَكُن، بِشَكْلٍ عام، مُدُنا يَبْنيها بنو إسرائيل من الصّفر. بل كانت هذه المُدُن الثمانية وأربعين من بين المئات، إن لم يَكُن الآلاف، من القُرى والبَلْدات الصَّغيرة التي سَيَسْتَوْلي عليها الجَيْش الإسرائيلي من مُخْتَلَف القبائل الكنعانِيَّة أثناء الغَزو. ستتألَّف مُعْظَمُ هذه "المُدُن" من حَفْنَة من المَباني.

دَعونا نَفْهم أيضًا أنه مِثل سنة اليوبيل (وهي جِزْء أساسي من القوانين المُتَعَلِّقة بِحَظْر نَقْل مِلْكِيَّة الأرْض بِشَكْلٍ دائم إلى غير المالِك الأصْلي)، وهو احْتِفال تُشير السِّجِلّات إلى أنه لم يَحْدُث ولو لِمَرَّةٍ واحدة، فإن اللاويّين لم يَحْصلوا على كامِل المُدُن الثمانية وأربعين. رُبَّما تمَّ تَخْصيص المُدُن الثمانية وأربعين لهم؛ ولكن كان من المُهِمّ لِقِدْرة اللاويّين على سَكن هذه المُدُن أن تَهْتَم كل قبيلة باسْتِمْرار باللاويّين الّذين كان من المُقَرَّر أن يَعيشوا في المُدُن المُخَصَّصَة لهم في أراضيهم؛ وفي كثير من الحالات لم يَحْدُث ذلك بِبَساطة.

يَتَحَدَّث سِفر يشوع عن العديد من هذه المُدُن اللّاوِيَّة بالإسْم، ولكن المُدُن الكبيرة فقط. ليس لَدَيّ أدْنى شَكّ في أن بعض القبائل اخْتارَت أن تُعْطي اللاويّين قُرى غير صالِحة للعَيْش ومُحْتَرِقة ليَسْكنوها (تلك التي لم تَكُن ذات قيمة تُذْكَر لتلك القبيلة)؛ لذلك لم يَنْتَقِل اللّاوِيّون بِبَساطة إلى تلك المُدُن الكبيرة التي أُعْطِيَت لهم، خاصة تلك القليلة التي كانت لها أَسْوار. بعد كل شيء، كان عليهم (مثل جميع بني إسرائيل الآخرين) أن يَحْموا أنْفُسَهم من سِلْسِلَة لا تَنْتَهي من هَجمات عِصابات اللُّصوص الغاصِبين وأحيانًا جُيوش المُلوك العازِمين على تَوْسيع أراضيهم. لم تُمَيِّز القبائل الأجْنَبِيَّة بين بني إسرائيل واللّاويّين والكَهَنَة؛ فالجميع كانوا فَريسة مشروعة.

تَبْدأ الآية السادِسة بالحَديث عن "مُدُن المَلْجأ" الشَّهيرة؛ وسَيَكون هناك ما مَجْموعه سِتَّة من هذه المُدُن. ومن المُثير للإهْتِمام، أن ثلاثة منها كانت على الجانِب الشَّرْق من الأردن (لِلْقَبِيلَتَيْن والنُّصْف اللَّتَيْن كانتا تَعيشان هناك)، والثلاثة الأخرى على الجانِب الغَربي من الأردن للقبائل التِّسْعة التي كانت تَعيش في أرْض الميعاد. وقد قيلَ لنا أنه كما أن جِزْءا من مُعادَلَة تَحْديد الأراضي التي سَتَحْصُل عليها كل قَبيلة كان يَعْتَمِد على الحَجْم النِّسْبي لتلك القبيلة، كذلك فإن حَجْم المُدُن التي ستُعطى لِلاّوِيّين سَيَكون مَبْنِيًّا على مِقْدار الأراضي التي حَصَلَت عليها كل قَبيلة. إذا كان لدى قَبيلة ما مَساحَة كبيرة من الأراضي، فإن المُدُن التي ستُعطى للاّويّين كان يجب ان تكون أكبر.

وبما أن هذا هو الحال، فقد تمَّ وَضْع طريقة بارِعة الى حَدٍّ ما لِتَحْديد مِقْدار المَراعي التي تُضَمّ الى كل مَدينة من المُدُن الثمانية والأربعين؛ وكان القياس الطُّولي الذي يَبْلُغ ألف ذِراع (حوالي خَمْسُمئة ياردة) يَجِب أن يكون بالإضافة إلى طول المدينة نَفْسها. لذا، كُلَّما كانت المدينة أكبر كُلَّما أُضيفَت إلى الألف ذِراع من المراعي التي كانت تُمنح لكل مدينة من مُدُن اللاويّين.

والآن، كانت مُدُن المَلْجأ السِّت (كانت هذه سِتّ مُدُن من أصْل ثمانية وأربعين مدينة، وليس بالإضافة إلى الثمانية وأربعين) مَرْكَزِيَّة في نِظام يَهوَهْ القضائي؛ بل أكثر من ذلك، كانت الشَّرائع المُتَعَلِّقة بها تَتَناوَل هذا المَبْدأ اللّاهوتي الأساسي: إن الله مُقَدَّس لِدَرَجة أنه لا يُمْكِن أن يكون حاضِرًا على أرْضٍ تَدَنَّسَت بالقَتْل.

عندما نعود إلى سِفر اللّاويّين، نَرى كَيْف أن الدَّم هو مُفْتاح كل شَرائع الله. ومع ذلك، يَتَبَيَّن لنا أيضًا أنه بينما الدَّم هو الوسيلة الفَعَّالة الوحيدة للتَّكْفير عن الخطايا (أي أن الدَّم وَحْدَه هو الذي يُمْكِن أن يُكفِّر)، فإن سَفْك الدَّم بِطريقة غير سليمة هو رَجِس عند الرَّب، ولذلك فهو يُنَجِّس. من أوْضَح الأمْثِلة على ذلك مَسْألة دَم الحَيْض الذي هو شَيْء مُدَنَّس يَجِب أن يكون هناك تَطْهير له. ومع ذلك، فإن دَم الحيوان المَذْبوح بِشَكْلٍ صحيح يُمْكِن أن يُكفِّر عن كل الخطايا الأكثر فَظاعة (أو كما يُسَمّيها الكِتاب المُقَدَّس "إستِبْداديَّة").

إن المَسْأَلَة هنا هي قَتِل إنسان، وهل هذا القَتِل يُعْتَبَر قَتْلاً عَمْداً أم خَطَأً؟ إذن، هذه الآيات تحدد ما هو القَتِل العمد، في مقابل ما هو القتل الخطأ، وما هو دَوْر مُدُن اللجوء في كل حالة.

في الأسبوع القادِم سوف نَدْرُس هذا الأمْر ودَوْر ثأر الدّم. وفي الأسبوع القادم سنُنْهي دِراسَتُنا لسِفْر العَدَد.