10th of Kislev, 5785 | י׳ בְּכִסְלֵו תשפ״ה

QR Code
Download App
iOS & Android
Home » العربية » Old Testament » التكوين » سِفْر التَّكْوين الدَّرْس خمسة وثلاثون – الإصْحاحان ثمانية وثلاثون وتِسعة وثلاثون
سِفْر التَّكْوين الدَّرْس خمسة وثلاثون – الإصْحاحان ثمانية وثلاثون وتِسعة وثلاثون

سِفْر التَّكْوين الدَّرْس خمسة وثلاثون – الإصْحاحان ثمانية وثلاثون وتِسعة وثلاثون

Download Transcript


سِفْر التَّكْوين

الدَّرْس خمسة وثلاثون – الإصْحاحان ثمانية وثلاثون وتِسعة وثلاثون

بدأنا في المرّة الماضية بِدراسة الإصْحاح ثمانية وثلاثين من سِفْر التَّكْوين، وهو قِصَّة عن الإبْن الرابع ليَعْقوب (الذي يُطلق عليه بالتَّناوُب |إسم إسْرائيل)؛ وهذا الإبْن الرابع هو يَهُوَّذا. لدينا اليهود من سَبَط يَهُوَّذا. لذا، بما أنه قد مضى وَقْت طويل على اجْتِماعنا معاً، دعونا نُعيد قِراءَة الإصْحاح ثمانية وثلاثين.

أعيدوا قِراءَة سِفْر التَّكوين الإصْحاح ثمانية وثلاثين بأكْمَله

ما لدينا هنا هو قِصَّة سُلالات وأنساب؛ ولَكِنَّها أيضاً قِصَّة ترْتَبِط بمَعْلومات ثقافيَّة من تلك الحَقَبَة، بالإضافة إلى بيانات تاريخيّة سنَجِدْها مُرْتَبِطة في أوقات لاحقة بِمُدُن وأماكن وأشخاص. إن جميع أسماء الأماكِن التي نَجِدْها هنا تقريباً…..أدولام وشيزاب وتيْمنه وإنعام….. ستَظْهَر لاحقاً في الكِتاب المُقَدَّس على أنها تقع داخِل أراضي قبيلة يَهُوَّذا. لذا، في حين أن هذا القُسْم من تاريخ بني إسْرائيل يبدو مُنْفَصِلاً بعض الشَّيْء عن الإتِّجاه الذي تُسْلِكه التَوْراة (ممّا يجْعل حياة يوسف المَوْضوع الرئيسي لبَقِيّة سِفْر التَّكوين)، إلا أنه في الواقِع موْجود لإظْهار صُعود يَهُوَّذا إلى الصَّدارة وإقأُمَّة روابِط حتى في حياة المَلِك المُسْتَقْبَلي داود.

دعْني أُذَكِّرُك أنه في وَقْت هذه القِصَّة كان لا يزال يَفْصُل بني إسْرائيل عدَّة قُرون عن امْتِلاك أرْض كنعان، وعن تقسيم كنعان إلى إثني عَشَر مُقاطعة، مُقاطعة لكلّ سَبَط من أسْباط إسْرائيل الإثني عشَر. يقع الإطار الزَّمَني لهذه القِصَّة في مكان ما بين اليَوْم الذي تمَّ فيه بَيْع يوسف لتُجّار العبيد وقرار يَعْقوب بِنَقْل جميع أفراد عائلتَه إلى مِصْر للنَّجاة من المَجاعة.

ما نراه في هذه القِصَّة هو أن يَهُوَّذا أنْجَبَ أولاداً من امْرأة كِنْعانِيَّة: وهو أمْر مَرْفوض تماماً بالنِّسْبَة لله. لم يُقال لنا إسْم هذه المرأة، فقط أن إسم والدَها كان شوع. لا شك أننا نرى أن يَهُوَّذا قد إتَّخَذَ قراراً واعياً بفِراق أسْرَته لبعض الوَقْت، وهذا ما تعْكِسه الكَلِمات الأولى من هذا الإصْحاح، عندما تقول: …. ترَك يَهُوَّذا إخْوَته…. لقد كان يعْلم جيّداً أن الزواج من امرأة كِنْعانِيَّة لم يَكُنْ وارداً بين بني إسْرائيل؛ وكما نَعْلَم جميعاً، عندما نريد أن نفعل شيئاً نَعْلَم أنه خطأ وغير مقبول لدى عائلاتنا، فإننا ننْفَصِل عنهم حتى لا نَضْطَرّ لمُواجَهَتْهُم؛ وهذا ما فَعَلَه يَهُوَّذا.

لقد أنْجَبَت هذه المرأة التي لم يُذكر إسْمُها ثلاثة أبناء ليَهُوَّذا، ولكن لم يَكُنْ ينبغي أن يكون أي من هؤلاء مُناسباً لمُواصلة سُلالَة الوَعْد بالعَهْد لأنهم جميعاً من دمّ كِنْعاني. لكن لا شكّ أن هذا لم يخْطُر ببال يَهُوَّذا أبداً. ولم يَكُنْ يهمّه، على ما يبدو، أن عمَّه عيسو قد تم تجاوُزَه لِلحُصول على برَكَة البِكْر، جِزْئياً لأنه تزوَّج من امرأة كِنْعانِيَّة وها هو يَهُوَّذا يفعل الشَّيْء نفسه. كم نميل في كثير من الأحْيان إلى أن نفْعل ما فَعَلَه يَهُوَّذا؛ ندَّعي الإيمان بالله، ولكننا نَفْصُل هذا الإيمان عن الأمور اليَوْمية في حياتنا، ويا لها من متاعِب وأحْزان تَجْلُبها لنا هذه العَقْلية والسُّلوك حتماً… تماماً كما كان سَيَحْدُث ليَهُوَّذا.

مع ذلك، وكما كان سَيَحْدُث بِشكلٍ مُنْتَظِم، فقد أُدْخِلت نِساء أجنبيّات إلى إسْرائيل وتم اسْتيعابَهُنَّ واعْتُبِرْن إسْرائيليات في الوَقْت المُناسِب. كان مبْدأ التَبَنّي أو التَّطْعيم في إسْرائيل أو أيّاً كان المُصْطَلَح الذي قد يرْغب المَرْء في اسْتِخْدامه، أحد المبادئ الأولى التي وضَعها يَهُوَّذا. في نِهايَة هذا الإصْحاح، سنَتَحَدَّث أكثر قليلاً عن مسْألة النِّساء الكِنْعانيّات وبني إسْرائيل.

عندما نَضَج أبناء يَهُوَّذا الثلاثة، أُعْطِيَ الإبْن البِكْر، عير، زَوْجة اخْتارها يَهُوَّذا، وكان إسْم هذه الزَّوْجة تامار (تامار تعني "نخلة")، ولكن، قيل لنا أن الله قَتَل عير لأنه كان شِرِّيراً. لذا، كانت تامار الآن أرْمَلَة؛ المُهِمّ هنا هو أن تامار كانت أرْمَلَة بلا أطفال؛ أو بالأصَحّ، أرْمَلَة بلا أوْلاد (رُبَّما تكون قد أنْجَبَت بعض البنات قبل مَوْت زوْجها). ثم أُمَرَ أونان، الإبْن الثاني ليَهُوَّذا، أن يذْهَب ويتَّخِذ أرْمَلَة أخيه، تامار، زَوْجة له. كانت هذه بِبَساطة عادَةً في تلك الأيام … وبِشَكْلٍ عام، لم يَكُنْ هذا اختيارياً…..كان القانون أن يقوم الأخ بِذلك. كانت الفِكْرة هي أنه كما يُمْكِن للأُنْثى أن تكون "زَوْجة" بديلة أو مَحْظِية أو منْتِجَة أطفال، (كما رأينا مع هاجر، ثم مع بيلا وزيلباه) لامْرأة لم تَكُن قادرة على أن تُنْجِب أطفالاً لزوجها، كذلك كان يُمْكِن للزَّوْج البديل أن يُحَبّل امرأة مات زوْجُها وترَكَها بدون ولد. لقد اسْتَنَد هذا التَّقْليد إلى أن الزَّوْج البَديل عادَةً ما يكون أحَدْ أفراد العائلة، وعادَةً ما يكون أخاً للرَّجُل المُتَوَفِى. الإسم التَّقْليدي لهذا القانون بين العِبْرانيِّين هو زواج اللّاويين. الآن، قد يبدو من إسْمه أنه مأخوذ من إسْم القبيلة العِبْريّة، لاوي….. ولَكِنَّه ليس كذلك. الكَلِمَة العِبْريّة الفعليّة لهذه الفَريضة هي" يبوم"، أما ترْجَمَتُنا الحديثة لكَلِمَة "لاوي" فهي مأخوذة من الكَلِمَة اللاّتينيّة "ليفير"، وهي تَسْمِيَة لأخ الزَّوْج. لذا، فإن لاوي وليفيراتي (زواج الأرْمَلَة) هما مُجَرَّد كَلِمَتَيْن مُتَشابِهتَيْن في التَّهْجِئة والنُّطْق، ولا علاقة بيْنَهُما بأي حال من الأحوال.

لم يَكُنْ الزواج اللّاوي خاصاً ببني إسْرائيل على الإطْلاق، بل كان موْجوداً في ثقافات أخرى أيضاً وتَشْهَد على ذلك الوثائق الحيثيّة المَحْفوظة جيّداً، وحتى وثائق من العَصْر الآشوري الوَسيط. يُمْكِن العثور على شريعة اللّاويين هذه في سِفْر التثنية خمسة وعشرين.

الترجمة القياسية الأمريكية الجَديدة للكتاب المقدس سِفْر التثنية خمسة وعشرين على خمسة: "إذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعًا وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُم وَلَيْسَ لَهُ ابْنٌ، فَلاَ تَصِرِ امْرَأَةُ الْمَيْتِ إِلَى خَارِجٍ لِرَجُل أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجة، وَيَقُومُ لَهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْج." سِتّة: "وَالبِكْر الَّذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ الْمَيْتِ، لِئَلاَّ يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إسْرائيل". سبعة: "وَإِنْ لَمْ يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ، تَصْعَدُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلَى الْبَابِ إِلَى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْمًا فِي إسْرائيل. لَمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْج"ثمانية: " فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَتَكَلَّمُونَ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ وَقَالَ: لاَ أَرْضَى أَنْ إتَّخَذَهَا.، تِسعة: "تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلَيْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ، وَتَخْلَعُ نَعْلَهُ مِنْ رِجْلِهِ، وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ، وَتُصَرحُ وَتَقُولُ: هكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الَّذِي لاَ يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ." عشرة: "فَيُدْعَى اسْمُهُ فِي إسْرائيل «بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ".

خلع النَّعْل هذا هو رَفْضْ، وهو يَدُلُّ على رَداءة شخْصِيّة الشَّخْص الذي يرْفُضَ القيام بِواجِبِه العائلي. إنه إذلالُ عَلَني.

لكن، في الآية التاسِعة، قيل لنا أن أونان، أخو عير المُتَوَفّى، رَفَضَ أن يلقّح تامار، فقَتَلَه الله، لأنه هو أيضاً كان شِرِّيراً في نَظَرِه. لماذا رَفَضَ أونان أن يفْعل ذلك؟ حَسَناً، يقول الكِتاب المُقَدَّس أن ذلك كان بِسَبَب أن الإبْن الذي سيُنْجِبه لن يكون له. دعوني أُحَلِّل ذلك قليلاً: الأخ الذي مات (عير) كان البِكْر. كان أونان هو المَوْلود الثاني؛ ولكن بما أنَّه الأخ الأكبر الباقي على قيْد الحياة، فقد أَصْبَحَ الآن هو البِكْر. ولكن… إذا أنْجَبَ طفلاً بإسْم أخيه المُتَوَفّى، كان يحقّ لهذا الطِّفل الحُصول على جِزْء من تَرِكَة يَهُوَّذا، وبعِبارَة أخرى، كان أونان سَيَحْصَل على نَصيب أقل لو اسْتَمَرَّت سُلالَة عائلة أخيه الأكبر المُتَوَفّى؛ والآن، لم يَكُنْ من غير المألوف أن تكون هناك مُناورات عائليّة لِلحُصول على أكبَر قدَر من السُّلْطَة والثَّرْوَة عند وفاة الأب؛ ولكن حِرْمان هذه الأرْمَلَة عَمْداً من الإبْن كان يَعْني أمْرَيْن: كان يعْني أن سُلالَة عائلة زَوْجها المُتَوَفّى سَتَنْتَهي (وهي كارِثة بالنِّسْبَة للعَقْل القديم)، ولن يكون لها ابْن يَعْتَني بها عندما تَكْبَر في السِّن. كان هذا بِمَثابة العَيْش في فِقْر مُدْقِع.

لذا، فإن قيام أونان بكلّ ذلك عن عِلْم، جعله أنانياً وقاسياً بِدَرَجة عالية جداً وقد قتَلَه يَهوَه نتيجةً لذلك.

حَسَناً، الآن، حسب التَّقاليد، كان من الواجب على ابن يَهُوَّذا الثالث، شيلة، أن يتزوج من تامار التي ترمّلت مرتين؛ ولكن حُكم عليه بأنه كان صغيراً جداً على الزواج، فأرسل يَهُوَّذا تامار لتعود إلى بَيْتِها وتعيش مع أبيها حتى يكبر شيلة بما يكفي ليتزوجها. لكن، كما تشير عِبارَة "لأنه كان يَظُنّ" (في إشارة إلى يَهُوَّذا)، لم يَكُنْ يَهُوَّذا يَنْوي مطلقاً أن يَسْمَح لابنه الأخير بتَزَوُّج تامار.

مضى الوَقْت. ماتت زَوْجة يَهُوَّذا (والدة أبنائه الثلاثة) ونضَج الإبْن الثالث شيلة ويبدو أنه كان كبيراً بما يكْفي ليتزوَّجها، ولكن يَهُوَّذا لم يَسْمَح بذلك. لقد رأى نتيجة زواج إبْنَيْه الآخرَيْن من تامار: ماتا. أعْتَقِد أنه من الآمِن أن نقول إن يَهُوَّذا لم يَكُنْ يعرِف سبَب مَوْتهما. لقد قيل لنا أن السَّبَبْ هو أنهما كانا شِرِّيرين؛ ولكنني لا أرى ما يُشير إلى أن يَهُوَّذا كان يعْرِف ذلك. علينا أن نفْهَم أن يَهُوَّذا كان يعيش حالياً حياة غافِلة تماماً عن الله وشرائعِهِ وأوامِره. بالنِّسْبَة ليَهُوَّذا، كانت تامار حظّاً سَيِّئاً حقاً ولم يَكُنْ ليُخاطِر بِفُقْدان ابْنِه الأخير، وريثَهُ الأخير، بأن يتْرُكْه يتزوَّج هذه المرأة التي يبدو أنها تَجْلُب غَضَب الله على أزواجِها.

بعد فترة الحِداد الرَّسْمي على ززَوْجَته (رُبَّما ثلاثين يوماً)، ذهَب يَهُوَّذا إلى مكان يُدعى تمنة للإشْراف والمُشاركة في موْسم جزّ الغنَم وعلِمَت تامار بذلك "فخَلَعَتْ ثِياب تَرَمُّلِها". نَعْلَم من روايات توْراتيّة أخرى أنه كان مطلوباً من النِّساء ارْتِداء ملابِس خاصَّة عند وفاة أزْواجَهُنَّ. عادَةً، كان فقط خلال فترة الحِداد التي مُدَّتْها ثلاثين يوماً فقط، ولكن رُبَّما لأن تامار كانت قد حُرِمَت من حقِّها في إنْجاب طِفْل من شقيق زَوْجِها المُتَوَفِى، كانت تعيش في حالة حِداد.

كان يَهُوَّذا يقوم بأمْر فظيع ومُخْزي بعَدَم سماحِهِ لشيلة بالزّواج من تامار؛ وقد شعَرَت تامار بالعار الشَّديد بِسَبَب ذلك. لذلك وَضَعَت خُطَّة: ستَجِد طريقة لمُعاشَرَة والِد زَوْجها يَهُوَّذا، ومن نَسْلِه مباشرةً لتقوم بالمُهِمّة البالغة الأهميّة المُتَمَثِّلة في استِمْرار نسْل عائلة زوْجها المُتَوَفِّى، وبما أن تامار أدْرَكَت أن يَهُوَّذا لن يفعل ذلك عن عِلْم، تنكَّرَت تامار في زَيْ عاهِرة ووَضَعَتْ نفْسَها في مكان يُسَمَّى عينايم. لا بدّ أن هذا المكان كان مكاناً معروفاً للبغايا للعثور على الزَّبائن، لأن عينايم تعني "العيون التي تنْظُر" وبعِبارَة أخرى، كان مكاناً يبْحَث فيه الرِّجال عن هذا النوع من النِّساء؛ ولكن، لاحِظْوا أكثر من ذلك، لاحِظْوا أنه كان يُعتقد أنها كانت "بغيّ المَعْبَد"، أي أن الكَنْعانيّين كانوا قد تبنَوا البغاء كمُمارَسة "عبادة" (ترمُز إلى الخُصوبة)، وكانت مُرْتَبِطة بالمَعْبَد الوَثَنيّ لِبَعْل. كان هذا واجباً وشرفاً من نواحٍ كثيرة أن تكون هؤلاء النِّساء عاهِرات لِبَعْل؛ وكانت هذه المُمارَسة تُعْتَبَر مَشْروعة من قِبَل الزُّبون، لذلك فإن يَهُوَّذا…. بعيداً جِدّاً عن التَحَفُّظ في حالَتِه الذِّهْنِيَّة الحاليّة…… لم يُفَكِّر في ذلك. اعْتَمَدَت مُعْظَم الدِّيانات القائمة على بابِل الغامِضة "الجِنْس المُقَدَّس" كجِزْء من مُمارَساتِها الدِّينيّة، وهناك حركة على هامِش الحَرَكات الرّوحانِيّة الجَديدة والعَصْر الجَديد في جميع أنحاء العالم وفي هذه الأُمَّة لإعادَةً هذه المُمارَسة. هَدَفُهُم المُعْلَن هو الجَمْع بين ما هو شَهْواني وما هو مُقَدَّس … وهو أساس آخَر من أسُس ديانات بابِل الغامِضة. هذا مُجَرَّد مثال على مدى سُهولة تَبَنّي تقاليد داخِل الكنيسة لا تتماشى حقاً مع كَلِمَة الله أو مَشيئَته، وعادَةً ما تكون مأخوذة من شيْء من عادات العالَم الوَثَنيّ ونَجْعَلُها كما لو كانت "شيئاً جيّداً" وبينما يُمْكِننا أن نرْبُط الإخْلاص بِبَعْض هذه التَّقاليد القديمة والمُريحة، إلا أنه في كثير من الأحْيان، كما هو الحال مع يَهُوَّذا هنا، فإن هذه الأشْياء هي رَجَس عند الله.

نجَحَت خُطَّة تامار؛ خَدَعت يَهُوَّذا ليَظُنّ أنها مُجَرَّد عاهرة في الهيْكل، فاشْتراها وطلَبَ منها خدَماتها، فحَمِلت، وبعد ثلاثة أشهر، عندما اتَّضَح للجميع أن تامار حامِل، أخبر أحد الأشخاص يَهُوَّذا بالأمر، ومن أجل الحفاظ على شرَف العائلة، أمر يَهُوَّذا بحرْقِها حتى المَوْت بتِهْمة الزنا؛ فقد كانت غير متزَوْجة وحامل وهذا دليل كافٍ على إثمها. كانت الفِكْرة في ذلك العَصْر أن تامار كانت تَجْلُب العار ليَهُوَّذا وأهْل بَيْتِه.

إلا أن يَهُوَّذا يَكْتَشِف أنه هو الأب ويُدْرِك أنه بِحَجْب ابْنِه الأخير، شيلة، عن تامار، هو الذي تسَبَّبَ في قيامها بهذا العمل الجًذْري، ويُعْلن الآن أنه هو الذي أخطأ وليس تامار، وهكذا يتوب وتُعفى تامار، بل أكثر من ذلك، يقول يَهُوَّذا إن تامار كانت بارّة فيما فَعَلَتْهُ. هذه َ أخرى من تلك العِبارات الواردة في الكِتاب المُقَدَّس التي على الرَّغْم من أنها صحيحة ودقيقة من النَّاحية الواقِعيّة، إلا أن الشَّخْص الذي يُدْلي بهذه العِبارَة مُخْطِئ تماماً. لم تَكُن تامار بارّة فيما فَعَلَتْهُ، أكثر ممّا كان يَهُوَّذا باراً فيما فَعَلَه في النِّهايَة. لقد اسْتَخْدَمَهُم الله بِبَساطة رغم خَطيئَتِهم وتَمَرُّدِهم لتحْقيق أغراضِه الإلَهيّة.

أنْجَبَت تامار توْأم أولاد: بيريز وزراخ. بالنِّسْبَة ليَهُوَّذا، كان "خَطيئَتُه" هي إلْحاق العار بِتامار بعَدَم إعْطاء ابنه شيلة زوجاً لها؛ أي كَسْر التَّقْليد ولكن، الخَطأ الذي كان في الواقِع يَتِمّ تصْحيحَه كان ذا طبَيْعة روحِيَّة، لأن يَهُوَّذا كان يَنْوي أن يسْتَمِرّ في نسْل عائلته عن طريق زَوْجَته الكَنْعانيّة التي أنْجَبَت أولاداً كِنْعانيّين، والله لم يَكُنْ لِيَقْبَل ذلك. كان يَهُوَّذا غافِلاً تماماً عن خَطيئَتِه أمام الله، لأن كل شَيْء بالنِّسْبَة له قد إنْتَهى على ما يُرام في النِّهايَة… هكذا كان يَعْتَقِد.

الآن، يُعْطينا الحاخامات القُدماء معْلومة مُفيدة لم تَرِد في هذه القِصَّة: تامار هي ساميّة، من سُلالَة شام، السُلالَة المُقَدَّسَة الطيّبة، أي أنها ليست كِنْعانِيَّة، سليلة سُلالَة حام، سُلالَة الشر الملْعونة. حتى الآن، كان يَهُوَّذا قد أنْجَبَ ثلاثة أبناء من امرأة كِنْعانِيَّة. ماذا حدث لهؤلاء الأبْناء الثلاثة من أم كِنْعانِيَّة؟ حَسَناً، مات اثنان مِنْهُم، أما الثالث الذي كان يَنْبَغي أن يُعاشِر تامار، وكان من شأنِه أن يُنْجِب السُلالَة التي تحمُل سُلالَة يَهُوَّذا، فلم تُتَحْ له الفُرصة للقيام بذلك لأن يَهُوَّذا رَفَضَ أن يحْدُث ذلك لأسْباب خاطِئة؛ والنَّتيجة هي أن يَهُوَّذا نفسَه هو الذي جعَلَ تامار تَحْمُل عن غير قصْد والنتيجة هي أنه على الرَّغْم من نيَّة يَهُوَّذا أن سُلالَة الوَعْد (الذي يبدو أنه لم يهْتمّ به كثيراً) كانت ستَتَلَوَّث بالدّم الكَنْعانيّ، فقد إنْتَهى الأمر إلى أن حَبِلَت من يَهُوَّذا امرأة ساميّة، تامار، ومن ذلك جاء الأبْناء السّامِيّون الذين سَيُواصِلون سُلالَة الوَعْد.

لقد رأيْنا في الإصْحاحات السّابقة إلى أي مدى ذهَب الله حتى لا يَسْمَح باخْتِلاط الدّم الكَنْعانيّ بِدَمْ بَني إسْرائيل… خاصة عندما يؤثِّر ذلك على سُلالَة الوَعْد بالعَهْد. حتى أن يَهُوَّذا فعل ذلك عندما لم تتأثَّر سُلالَة العَهْد بِشَكْل مُباشر…. كما حدَث عندما تم تفادي الزَّواج المُخَطَّط له بين دينة إبْنَة يَعْقوب وابن ملِك شكيم عندما قُتل جميع ذُكور شكيم على يدْ شمْعون ولاوي.

لكن، بما أن يَهُوَّذا هو أبو أولاد تامار، وبما أن تامار ساميّة، فإن الأولاد من اتِّحادِهما سيَكونون مقْبولين عند الله، وهكذا نرى أن سُلالَة الوَعْد الخاص بالعَهْد الذي بدأ بإبراهيم والذي انْتَقَل إلى إسحاق، ثم إلى يَعْقوب والآن إلى يَهُوَّذا… ونقاء السُلالَة التي ستُنْتِج المسيح في النِّهايَة قد حُفظوا بِفِعْل تامار الجريء والبَغيض؛ وعندما نَنْظُر في إصْحاحات أخرى من الكِتاب المُقَدَّس حيث نرى سِلْسِلة نسَب يسوع الطويلة، نحْصَل على تأكيد على ذلك؛ لأننا نرى أن بيريز، بِكْر إبْنَيْ تامار التَّوْأم، هو الجدّ المُباشَر لِيَسوع؛ فَبِيريز ابْن يَهُوَّذا من تامار زَوْجة ابْنِه الأرْمَلَة، هو الذي يَحْمِل سُلالَة الوَعْد لسَبَط يَهُوَّذا… ولا دمَ كنْعاني فيه.

بالإضافة الى ذلك، نرى ديناميكيّة الله الحاكمة للتَّقْديس في العَمَل: يَتِمّ تقسيم بيريز وفَصْله واخْتياره بعيداً عن جميع أبناء يَهُوَّذا الآخرين ليكون القناة التي ستسْتَمِرّ في سُلالَة الوَعْد الموْعود به في العَهْد الذي أُعْطِيَ لإبراهيم أولاً. لكننا نرى أيضاً الدّيناميكيّة الحاكِمَة للعِناية الإلهيّة تلعَب دوْرها بينما يُحاول كل من يَهُوَّذا وتامار إرْضاء بعض التَّقاليد الثقافيَّة وشهَواتهما وطُموحاتِهِما الأنانيّة. لم يَكُنْ لدى أي مِنْهُما النِّيّة لِطاعة الله ولم يُدْرِك أي مِنْهُما أنهما سيُنْجِبان الجّيل التالي من سُلالَة الوَعْد بالعَهْد: بيريز. لا يُمْكِن أن يكون هناك مثال وإظْهار للعِناية الإلَهيّة أفْضَل من هذه القِصَّة.

إذاً، هناك أهمِّيّة لهذا الإصْحاح أكثر مما تراه العين. لكن، دعونا نَنْتَقِل الآن إلى سِفْر التَّكوين تِسعة وثلاثين.

سِفْر التَّكوين – الإصْحاح تِسعة وثلاثون

تسْتأنِف التَوْراة قِصَّة يوسف في الإصْحاح تِسعة وثلاثين، فقد إنْتَهى وَقْته في كنعان وبدأتْ حياتُه في مِصْر وهو مُجَرَّد مُراهق ولن تَنْتَهي حتى وفاتِه.

اقرأ الآية تِسعة وثلاثين بكامِلِها

يبدأ هذا الإصْحاح بِيوسف وهو في مِصْر وبوتيفار يشْتَريه كَخادِم في البَيْت. تقول الآية الأولى شيئاً يبدو لنا واضحاً جداً، لِدَرَجة أن أعْيُنِنا تكاد تتخَطّاه أو لا نَلْتَفِت إليه، لَكِنَّه التالي "… بوتيفار، ضابِط فِرْعَوْن وقائد الحَرَس، مِصْريّ". ها نحن هنا، في مِصْر، ويجب أن يقال لنا أن بوتيفار مِصْري؟ ماذا كنا نَتَوَقَّع غير أن يكون القائد الثاني على مِصْر كُلِّها، ماذا كنا نَتَوَقَّع غير أن يكون مِصْرياً؟ مع ذلك، فإن موسى الذي كَتَب هذا الأمر قد أشار إلى ذلك.

يكْمُنُ الجواب في حقيقة أنه في وَقْت من الأوْقات، وقبل أن تُصْبِح إسْرائيل دولة ذات سيادة، كانت مِصْر محتلَّة، ووَجَدَت نفْسَها تحت سَيْطَرَة غير مِصْريين. الأمْر هو أن مِصْر لم تسعَ إلى أن تُصْبِح قوَّة عالَميَّة إلا في عُصور متأخِّرة. حتى زمن يوسف، كانت مِصْر حضارة مُتَطَوِّرة لِلْغاية وكانت على اتِّصال بالعالَم الخارِجي وأرْسَلَت مبْعوثين، بل وطوّرت التِّجّارة مع العالَم الخارِجي؛ ولكن يبدو أن الهَدَف كان فقط جعْل مِصْر داخِل حدودها أُمَّة عظيمة؛ تاريخياً، حتى زمَن يوسف، يبدو أنه لم تَكُن هناك أي مُخَطَّطات إمْبِرْياليَّة عُدْوانِيَّة.

مع ذلك، وكما هو الحال منْذ أن كانت هناك أُمَم، اتَّضَح أن هذا الهَدَف لم يَكُنْ ذا اتجاهين، وسُرْعان ما اكْتَشَفوا أن مُجَرَّد كوْنهم أُمَّة مُحِبَّة للسَّلام وتُحاول أن تتوافَق مع جيرانِها لم يُحَصِّنَهُم من الصِّراع أو العُدْوان.

هوجِمَت مِصْر وهُزمَت من قِبَل البدو…….السّامِيّون…. الذين قدِموا من مِنْطَقة الجَزيرة العَرَبيّة وسوريا! لم تَكُن الحرْب نتيجة أي نِزاع بين مِصْر وهؤلاء السّامِيّين، ولكن بِبَساطة لأن هؤلاء البَدو كانوا يُريدون ما كان لمِصْر؛ وقد سَيْطَرَة هؤلاء الحُكّام السّامِيّين على مِصْر مُدَّة قَرْنَيْن من الزَّمَن تقريباً؛ هذا صحيح، فقد جلَس السّامِيّون أبناء شام، أبناء أعْمام بني إسْرائيل، على عَرْش مِصْر….. ليس المِصْريين. أطْلَق المِصْريون على هؤلاء الحُكّام الأجانِب لمِصْر إسم الهِكْسوس. "هيك" تعني "ملك" و"سوس" تعني راعي الغنَم… لذلك عُرف هؤلاء الأجانِب بإسْم "المُلوك الرُّعاة" ونحن لا نَعْرِف الكثير عَنْهُم، كما لا نَسْتَطيع تحْديد مَكانَهُم بِدِقَّة في الزَّمَن لأن سِجِلّات فترة الهِكْسوس قليلة. قد يبدو هذا الأمْر غريباً في حدّ ذاته، لأن المِصْريين كانوا كُتّاب تاريخ عُظَماء وحافِظي سِجِلّات عُظَماء. لكن، من ناحية أخرى، وكما هو الحال بالنِّسْبَة لمُعْظَم الأُمَم القديمة، لم يُسَجِّل المِصْريون الهزائم وأوْقات القَهْر. ما نَعْرِفُه عن هذا العَصْر يأتي عُموماً من سِجِلّات المُواطِنين المِصْريين الذين عاشوا في تلك الحَقَبَة.

لكن، حتى مع وجود بعض التَّناقُضات التاريخيّة المُتأصِّلَة والنَّتائج العِلْميَّة المُتَناقِضَة، يتَّفِق العُلَماء بِشَكْلٍ عام على أنه في عهْد يوسف، ورُبَّما مُدَّة مئة عام أو أكثر بِقليل بعد وفاة يوسف، كان الملوك الرعاة السّامِيّين هم من حَكَموا مِصْر. لذا، مع سَيْطَرَة البَدو، السّامِيّين، في الوَقْت الذي بيعَ فيه يوسف للعُبوديَّة في مِصْر، يفسر ذلك لماذا أعْتَقِد موسى أنه من المُهِمّ أن يذكر أن بوتيفار لم يَكُنْ بدوياً، بل كان مِصْرياً، وهذا يفسِّر أيضاً، كما سنَكْتَشِف قريباً، كيف بدا أن فِرْعَوْن لم يجِد صُعوبة تذكر في إعطاء يوسف، وهو أجنبي، عبراني، إسْرائيلي، هذا القدَر الهائل من السُّلْطَة على المِصْريين؛ لأن أفْضَل دليل حالي هو أن فِرْعَوْن لم يَكُنْ مِصْرياً؛ فقد كان هو ويوسف ساميّان، والآن، مع هذه الخلفيَّة، دَعونا نُكْمِل.

يوسف شابّ حسَن المَظْهَر جداً وزَوْجة بوتيفار مأخوذة به تماماً. كما أنه، وبِطريقة ما لم تُقال لنا، أَصْبَحَ ثرياً؛ لذلك يبدو أنه كان قادراً على القيام بأكثر من مُجَرَّد خدمة بوتيفار. كل ما نعرفه هو أن الله كان مع يوسف، وقد أبلى بلاءً حَسَناً لِنَفْسِه ولِبوتيفار. سنَجِد هذا القَوْل بأن الله كان مع يوسف أرْبع مرّات في هذا الإصْحاح؛ ومن الواضِح أن هذا القَوْل هو لِتَوْضيح أنه على الرَّغْم من أن يوسف قد تُرك من قِبَل عائلته، ووُضع في أرض غريبة مع آلِهة غريبة، إلا أن إله إسْرائيل كان لا يزال معه……حامِياً ومسَيْطَراً وموجَّهاً للأحْداث. الظُّروف السَّيّئة لا تعْني أن الله قد أدار ظَهْرَه لك. حتى واقع أن الهِكْسوس السّامِيّون كانوا في السُّلْطَة، كانت هناك عِناية إلَهيَّة……. على الرَّغْم من أن يوسف كان غافلاً عن كل ذلك بالطَّبْع.

حَسَناً، كانت زَوْجة بوتيفار مَفْتونة بِيوسف وتُلاحِقُه باسْتِمْرار. لقد رَفَضَ كل عُروضِها. يحْدُثُ ذلك مَرَّة أخرى ومَرَّة أخرى ومَرَّة أخرى، وذات يوم، تمِلّ السَّيِدة بوتيفار من رَفْضَ خادِم البَيْت الذي تم شِراؤه وتَمْسِكُ بِيوسف، يرْكُض للنَّجاة بِحَياتِه، لَكِنَّها أثناء ذلك تَمْسِك بِقِطْعَةٍ من ثوْبِه ثم تُقَرِّر الإنْتِقام منه بِسَبَب احْتِقارِه لها: تدّعي أن يوسف حاوَل اغْتِصابَها وتُخْبِر زَوْجَها، فيُلقى بِيوسف في السِّجْن. لاحِظْ أيضاً أنها تعلن في الآية الرابعة عشرة أن زْوْجَها أحْضَرَ هذا العِبْرانيّ ليَجْعَل من بَيْتِها أضْحوكة وهذا دليل آخر على كَراهيّة المِصْريين لأي سامي، وهذا بِسَبَب وَضْعَهُم الحالي من كوْنِهِم خاضِعين للسَّاِمِّيين… مع أن هذه المَجْموعة من السّامِيّين بالذّات لم تَكُن عِبْرانيّة.

في لَمْح البَصَر، يُجعل يوسف مُشْرفاً على جميع السُّجَناء. بالمُناسِبة: على الرَّغْم من أن مَفْهوم السِّجن هو مَفْهوم كان دائماً جِزْءاً من مُجْتَمَعنا، إلا أنه لم يَكُنْ جِزْءاً من كل مُجْتَمَع في أيام يوسف. لم يَكُنْ السِّجْن موْجوداً بين مُعْظَم المُجْتَمَعات الكَنْعانيّة ولم يَكُنْ موجوداً بين العِبْرانيِّين. لقد حَمَى الله يوسف رغم أنه كان مسْجوناً.

من المُثير للإهْتِمام، كما سَنَكْتَشِف في الإصْحاح التالي، أن يوسف لم يَكُنْ مَسْجوناً مع السُّجَناء الآخرين. لقد كان مَسْجوناً في بَيْت قائد السِّجن، على الرَّغْم من أنه كان زِنْزانَة أو قبْواً من نوْعٍ ما وليس مَنْزِلاً عاديّاً للمَعيشة. لكن، وبِنَفْس القَدَر من الأهَمِّيّة، كان يوسف من دون أن يَعْرِف ذلك، يُثْبِت جَدارَته بِثِقَة الرَّجُل الذي حَبَسَهُ، وبلا شكّ لكل من احْتَكَّ به. كان ذلك على وَشَك أن يَخْدِمْه جيّداً، لأن الله كان على وَشَك أن يَفْعَل شيئاً مُذْهِلًا. ديناميكيّة الله الحاكِمَة رقم إثنين.

العِناية الإلَهيَّة هي مَوْضوع رئيسيّ في حياة يوسف. في الأسبوع القادم، سنَبْدأ الإصْحاح أربعين.