21st of Kislev, 5785 | כ״א בְּכִסְלֵו תשפ״ה

QR Code
Download App
iOS & Android
Home » العربية » Old Testament » اللاويين » سِفْر اللّاويّين الدرس السابع والعشرون – الإصْحاح التاسِع عشَر
سِفْر اللّاويّين الدرس السابع والعشرون – الإصْحاح التاسِع عشَر

سِفْر اللّاويّين الدرس السابع والعشرون – الإصْحاح التاسِع عشَر

Download Transcript


سِفر اللّاويّين

الدرس الثامن والعشرين – تكملة الإصْحاح التاسع عشر

سَنُواصِل اليوم مع سِفر اللّاويّين الإصْحاح التاسع عشر. إذا كان هناك مبدأ واحد من مبادئ الله قد انْتهَكه العالَم بأسْره، وهو السَّبب الوحيد الأعْظم (خارِج الخطيئة نفْسها) للفَوضى العالَميّة التي نشاهدها في الأخبار المسائية أو نقرأ عنها في صُحُفنا أو نَخْتَبِرها في حياتنا اليَوميّة، فهو المبدأ الذي بدأنا مناقشته في المرّة السابقة وسنتناوله اليوم مرّة أخرى. هذا المبْدأ هو في صميم كل ما يمثِّله الله ويعكُس طبيعته، وبالتالي فإن انتِهاكه يعني رفْض الانسِجام معه. القانون الرّوحي الذي أتحدّث عنه هو قانون التفرقة والاختيار والفصل. هذا القانون الذي يُعبَّر عنه بالنفي هو أن أولئك الذين يحبون الرب لا يخلطون بِشَكْل غير لائق الأشياء التي وُضعت جانبًا للحياة، مع الأشياء التي هي مُعدّة للهلاك. لا ينبغي لنا أن نتجاوز الحُدود التي وضَعَها الله ونخلُط بين شيئين قد يكون كل منهما صالِحًا ومقْبولاً في حد ذاته، لكن يَجِب إبقاؤهما مُنفصلين ولا ينبغي دَمْجهما. لا يَجِب علينا أن نخلُط المُقَدَّس مع غير المُقَدَّس أو حتى مع العادي، ولا بين الطاهِر والنَجِس. كذلك لا يَجِب علينا أن نُعيد تسْمِيَة الأشياء التي يُسمّيها الله شرًّا على أنها خيْر، أو العكس. لا يجوز لنا أن نسْتبْدِل شرائع الله بِفلسفات لاهوتيّة تُدعى عقائد. إن القيام بأي من هذه الأشياء هو خَلْق تيفيل ، وهو الارْتباك؛ والارْتِباك يتعارض تمامًا مع صِفات الرب في الكمال والنِّظام. . والارْتِباك هو حالة العالَم كله اليوم، أليس كذلك؟ِ سبب كل هذا هو الخلْط غير الصَّحيح على مُستويات مُختَلِفة.

لنُنْعش ذاكرتنا بإعادة قراءة جزء من سِفر اللّاويّين تسعة عشر.

أعد قراءة سِفر اللّاويّين تسعة عشر على تسعة عشر حتى النهاية

الكَلِمَة العِبْريَّة لهذا الخلْط غير الصَّحيح للأشياء…… تجاوُز حدود الله…..هي كَلاَيِم. هناك كِتابات عميقة للحُكماء العبريين القدماء حَوْل هذا المَوْضوع بالإضافة إلى الكثير من الرُّموز الاسْتِعارية الخياليّة. Kilayim،كلايم، الخلْط غير الصَّحيح ، يُؤَدّي إلى Tevel الارْتِباك .

سِفر اللاويّين تسعة عشر على تسعة عشر بالطبع ليس المكان الوحيد في التوراة الذي ورَدت فيه أحكام مُحدَّدة ضُدّ الكيلايم . يضيف سِفر التثنية إثنين وعشرين أيضًا، وفي بعض الحالات يُكرِّر فقط، المزيد من الأمثِلة على الخلْط غير السَّليم الذي يُؤَدّي إلى tevel…..أي أن الكيلايم يُؤَدّي دائمًا إلى الارْتِباك. إليك بعض الأمثلة:

الترجمة القياسية الأمْريكية الجديدة للكتاب المقدس – تْثِنِية إثنان وعشرون على خمسة: "لاَ تَلْبَس الْمَرْأَة لِبَاسَ الرَّجُل، وَلاَ يَلْبَس الرَّجُل لِبَاس الْمَرْأَة، لأَنَّ مَنْ يَفْعَل ذَلِكَ فَهُوَ رِجْسٌ عِنْدَ الرَّبِ إِلَهِكَ.

وسَفر التثنية إثنان وعشرون على على تسعة "لاَ تَزْرَع كَرْمَك بِنَوْعَيْن مِنَ الزَّرْعِ لِئَلا يَتَنَجَّس كُلُّ نِتَاجِ الزَّرْعِ الَّذِي زَرَعْتَهُ وَزِيَادَة الْكَرْم يَتَنَجَّس. عشرة: "لاَ تَحْرُث بِثَوْرٍ وَحِمَارٍ مَعًا. إحدى عشر "لاَ تَلْبَس ثَوْباً مَخْلُوطاً مِنْ صُوف وَكَتَّان مَعاً.

أودّ أن أشارِكَكم الفهم العام بين الحُكماء العبرانيين للمَبادئ الأساسيّة والمشاكِل المُتعلِّقة بالخلْط غير السَّليم….kilayim.

في البداية هناك ثلاثة أنواع من الخلط….أو التهْجين….الذي يتحدّث عنه سِفر اللّاويّين تسعة عشر وسِفر التثنية إثنين وعشرين. النوع الأول هو النوع الذي يُمثّله زرع الحبوب في الكرم (وهذا هو المقصود عمومًا بعَدَم زرْع نوعيْن من البذور معًا). يُعتبر هذا المثال الأكثر تطرُّفًا ويَنْتج عنه أخْطر النتائج. فعندما يُزرع نوعان من النَّباتات على مَقرِبة شديدة من بعضهما البعض، تكون النّتيجة أن تتشابُك الجذور؛ فيَستِمّد كل منهما جزءًا من مَصْدر تغذِيته من الآخر. لا يعني ذلك أن العِنب سيبدو بالكاد يُشبه العِنب النّاضج، ولا أن العِنب النّاضج سيتحَوْل لونه إلى لون العِنب الناضِج. فالخصائص الفيزيائيّة الخارجيّة لا تتغيَّر بالضّرورة، ولكن العديد من الصِّفات الداخليّة تتغيَّر. يَحْدُث الطّعم والملْمَس والرائحة ومجموعة من التَّغييرات الأخرى نتيجة لهذا التّجاوز للحُدود.

فيما يتعلّق بفئة أو نوع من كِلايِم، فإن زِراعة نوعَيْن مُختلِفيْن من البُذور معًا بِشَكْل قريب جدًا تُعتبر مثل تهْجين نَوْعين مُخْتلفيْن من البهيمة، أي الحيوانات الأليفة المُسْتأنسَة في المزارع.

أما الصُّنْف الثاني الذي حدَّده الحُكماء القُدماء فيتمثّل في النَّهي عن تسخير ثور وحمار معًا…….مُسْتأنَس لجرّ عربة أو حرْث حقل. هذا هو الجمْع بين مخلوقَيْن مُخْتلفَين بطبيعتهما لغرَض اسْتِخدامهما لأداء عمل ما. والتَّهجين هنا ليس في أي نوع من الاخْتِلاط البيولوجي، بل في عَملهما وَوَظيفتهما. المشكلة هي في اسْتخدام نوعَين مُخْتلفَين، كل منهما مُصمَّم لأغراض مُختَلِفة، في نوع من العمل المُشْترك (من المفترَض أن يكون العمل مناسِبًا لأحَدهما دون الآخر). إذَن فالمشْكلة ليست في تغيير صفات أي من النوعَيْن بطريقة ما، بل في تغيير الوظيفة التي خُلق كل منهما ليُؤَدّيها بِسَبَب الخلْط غير السَّليم من قِبَل الإنسان.

أما الفئة الثالثة، التي يتم تَوضيحها من خلال ارْتداء الملابِس المصنوعة من مَزيج من الصُّوف والكِتّان، فهي نوع من الوسَط بين الفئتَيْن الأوّليَّتَين. على الرَّغْم من أن الألياف (الصّوف والكِتّان) تأتي من مصادِر مُختَلِفة تمامًا، إلا أنه لا ينبغي أن يتم نَسجُهما معًا لإنتاج شَيْء ذي غرَض واحد.

الميزة المُهِمّة التي يَجِب مُلاحظتها في كل من هذه الحالات هي أنه لا يوجد شَيْء خاطئ أو شرّير أو نَجِس أو غير طبيعي في أي من أنواع النَّباتات أو الحيوانات كل على حِدَة يجعلها مُحرَّمة؛ ولكن عندما يتم تجاوُز الحُدود التي أمَر الله بها ويتم الجمْع بين النَّوعَين المُنْفصلَيْن تنشأ المشكلة. وكما تحدَّثنا عن الحيوانات الطاهِرة والنَجِسة ووَجدْنا أن الحيوانات الطاهِرة ليست أفضل بِطبيعتها أو أكثر تقوى أو أكثر طبيعيّة مُقارنةً بالحيوانات النَجِسة، فكذلك الأمْر مع هذه الأخْلاط المُحرَّمة. إن الكِتّان والصّوف المنسوجَيْن معًا لا يُنْتجان بالضرورة قماشًا أقل جودة من الناحية الجسديّة مقارنةً بالكِتّان النقي أو القماش النَّقي. وفي الواقع، اعْتِمادًا على ذَوْق المرْء، قد يكون النبيذ المصنوع من عِنَب مُعيَّن يَنتج عن طريق وجود نوع معين من القمح أو الشَّعير المزروع تحت كَرْمة العِنَب وبجانبها مَرغوبًا فيه.

بل هو بِبَساطة قرار الله السِّيادي فيما يتعلّق بالخَلْط غير السّليم. يُمْكِننا البحْث عن "السَّبب" وراء هذه الاخْتيارات طوال اليوم، وأعِدُك أن مُعْظم الإجابات ستكون مَجازيّة في طبيعتها، وعادةً ما تكون مُجَرَّد تخمينات ، لأن يَهوَهْ لم يَخْتر في مُعظم الحالات أن يُخْبِرنا "بالسَّبب" وراء قراره. هذا فقط يُزْعج الإنسان إلى أقصى حدّ، لذلك نواصل بَحثنا عن السَّبب وهذا يُؤَدّي إلى أن يقرِّر الإنسان بعد ذلك أنه إذا لم يَجد "سببًا" منطقيًّا، فلا يوجد سبب وجيه لطاعة ذلك الأمْر. نرى هذا المنطِق في عصْرنا هذا خاصة فيما يتعلّق بالمِثليّة الجِنْسِيَّة وزواج المِثْليّين. السؤال الذي يُطرح عادةً هو "ما الضَّرر الذي يُسبّبه ذلك؟ ليس كأنهم لا يستطيعون التّكاثر. ما يَفْعَله شخصان في السِّر هو شأنه أو شأنها. بالإضافة إلى أن ذلك كان مُجَرَّد تابو قديم يُطيعه الجهَلة من النّاس، ولم يَعُد له مكان في العالَم الحديث والمُسْتَنير في القرن الحادي والعشرين. لو كان العالَم العلماني فقط هو الذي يُدافع عن وجْهة النَّظر هذه، لما كنت سأكون قَلِقًا للغاية؛ ولكن، للأسَف، تبنّى المزيد والمزيد داخل الكنيسة الحديثة هذا المَوقف، وفي بعض الحالات أصبَح عقيدة الكنيسة. تذكَّروا التذمُّر الكبير داخل الكنيسة حَوْل اخْتيار البابا الكاثوليكي الجديد، لأنه كان مُناهِضًا بِشدّة لزواج المِثْليِّين ومُناهضًا للإجْهاض. أو في المعركة الناشئة حَوْل الانتخابات القادِمة لمَنْصِب رئيس الولايات المتحدة حيث المُرَشَّح الجُمهوري الأبرز مؤيِّد لخِيار الإجْهاض ومؤيِّد للمِثْليّين، وخَصمه الرئيسي من المورْمون. الكنيسة في مأزق كامل حَوْل كيفيّة التَّصرُّف لأنها اخْتَلطَت مع طرق العالَم وقرَّرَت أن الشّرائع القديمة للعهد القديم قد ماتت وذهبت، وذهبت معها الأخلاق التي كانت تَحْكمها وتَحْكمنا. نصيحتي هي أن تتخلّى عن البحْث عن "السَّبب"؛ بدلاً من ذلك، ركِّز على اكْتِشاف الأنماط، وكيف يَتشابَك نمط مع الآخر……ثم سيَزداد فهْمك لمن هو الله، وكيف يَعْمل، وما يتوقَّعَه منا، وستقلّ إحْباطاتك وشُكوكك.

قبل أن نواصِل مع المزيد من الأوامِر في سِفر اللّاويّين التاسع عشر دعوني أُنهي مناقشتنا حَوْل الخَلْط غير الصَّحيح الذي يُؤَدّي إلى الارْتباك……بالعِبْريَّة، الكيلايم kilayimالذي يَنْتج عنه Tevel التفييل….. بأنأعْرُض لكم شيئًا في العهد الجديد هو مِثال رئيسي على الكيلايم في العَمَل. وهي عِبارة للقدّيس بولُس هي واحدة من أكثر العبارات المُقْتَبَسة، ومع ذلك يُساء فهمها؛ نَجِدها في الكِتاب المُقَدَّس نسخة الملِك جيمس ( KJV) في 2 كورنثوس أربعة عشر على سِتَّة: "لا تكونوا تحْت نير مع غير المؤمِنين بِطَريقة غير مُتَساوِية: لأنَّه ما هي الشّركة بين البرّ والإثم؟ وأيّة علاقة للنّور بالظُّلمة؟"

لم يَكُن بولس يَخْترع لاهوتًا جديدًا؛ كان بِبَساطة يَذْكر مبدأ التوراة في الكلايم؛ لا اخْتِلاط غير لائق. في الواقع كان يُشير مُباشرة إلى سِفر التثنية إثنين وعشرين على عشرة، حيث يقول إنه لا يجوز أن يُجمَع ثَور وحمار لجرّ مِحْراث. وهنا في إثنين كورنثوس إثنين على إثنين لا ينبغي أبدًا أن يَخْتلط البرّ بالإثم، ولا أن يَخْتلط النور بالظُلمة. إليكم الأمْر: كان بولس يَفْعَل ما فَعلَه يسوع، وما يَجِب أن نَفْعَله نحن إذ نسْعى لإعادة تطبيق، وليس إعادة تفسير التوراة لعصِرَنا. يأخذ بولس الوصيّة……لا تُنيّروا ثَورًا وحمارًا على نحو غير متساوٍ……ويأخذها من العالَم المادّي البحْت، عالم الأرض، إلى العالَم الرّوحي السَّماوي الذي كان من المُفْترض أن يُعْلنه دائمًا. كيف يكون الأمْر كذلك؟

لأن بولس يُساوي بين مبدأ عَدَم المُساواة في نير الأشياء المادّية مثل الحمير والثيران، وبين عَدَم المُساواة في نير الأشياء الرّوحية، مثل البرّ وعَدَم البرّ. بالنسبة للمؤمِن…..كما هو الحال بالنِّسْبة للعبراني……هناك حدود مُحدَّدة بِدِقّة وضعَها الله بين البرّ والإثم، النور والظُّلمة. وتذكّروا أن النّور والظُّلْمة…… كما رأينا في سِفر التكوين هما روحانيّان في جَوهَرهما. ولا ينبغي تجاوُز هذه الحُدود سواء في الجّوانِب المادّية أو الرّوحية، أو مَزْجها بِشَكْل غير صحيح، وهو ما يُعرف في النُّصوص التوراتية بـ"الكيلايم". هذا هو معنى "لا تكونوا غير مُتَساوين"؛ في الفِكْر الحديث يَعني "لا تكونوا مُخْتلطين بِشَكْل غير لائق".

لنَنْتَقِل إلى الآية عِشرين. آمَل أن تكونوا قد بدأتم جميعًا أ، تَعْالدوا على سَماع كل الحديث الصَّريح والواضِح عن العلاقات الجِنْسِيَّة في التوراة، لأننا سَنُواجهها مِرارًا وتِكرارًا.

الآيات من عشرين الى إثنين وعشرين هي فِكرة واحدة؛ كلها تدور حَوْل نفس المَوقِف. وبما أن الأمْر قد ارْتَقى إلى مكانة سامِيَة لِكَوْنه أحد شرائع التوراة الستّمئة وثلاثة عشرة، فرُبَّما يَنبغي أن نَفْترِض أن السّيناريو المعْروض في هذه الآيات الثلاث يَحْدُث بِشَكْل مُنْتَظِم.

دَعونا نُلقي نظْرة أقْرب، لأن هذه القصّة تُعطينا جانبًا مُثيرًا للاهْتِمام من المُجتمع العبراني في القرن الرابع عشر قبل الميلاد. إن خُطورة المَوْقف مَحْجوبة نوعًا ما بِسَبَب الاخْتلافات بين الثَّقافة العبرانية في ذلك الوقت، والثَّقافة الغربيّة في العَصْر الحديث؛ لذا اسْمَحوا لي أن أشْرح ما يَحْدُث. تَقضي هذه الآيات بأن لا يجوز للرَّجُل أن يُقيم عِلاقة جِنْسِيَّة مع جارَتة إذا كانت قد وُعِدت من قبْل لِرَجُل آخر. إليك الأمْر: في هذه الحالة، "الجارِية" هي فتاة عبريّة مَمْلوكة لِرَجُل عبراني. مُعْظم الفَتيات الجَواري المَمْلوكات من قِبَل إسرائيليين كنّ في الواقع فَتيات إسْرائيليات. لماذا يكون الأمْر كذلك؟ إن مَرْسوم سِفر الخُروج واحد وعشرين على سبعة الى إحدى عشر يَجْعل من القانون تمامًا أن يَبيع الأب ابْنَته إلى ما يُمْكِن أن نُسمِّيه نحن العُبودية المؤقَّته".

الترجمة القياسية الأمْريكية الجديدة للكتاب المقدس – خروج واحد وعشرين على سبعة"وَإِنْ بَاع رَجُل ابْنَتَه جَارِيَةً فَلا تَخْرُج حُرَّة كَمَا يَخْرُجُ الذُّكُورُ مِنَ الْعَبِيد. ثمانية "إِنْ كَانَتْ غَيْر مَرْضِيَّةٍ فِي عَيْنَيْ سَيِّدِها الَّذِي عَيَّنَها لِنَفْسِه فَلْيُعْتِقْها. . لَيْسَ لَهُ أَنْ يَبِيعَها لِشَعْب أَجْنَبِيّ لِقُبْحِها عَلَيْهِ. تسعة: "وَإِنْ عَيَّنَهَا لِوَلَدِه يَتَصَرَّف فِيهَا بِحَسَب عَادَة الْبَنَات. عشرة "وَإِنِ اتَّخَذ لِنَفْسِه امْرَأَة أُخْرَى فَلَيْس لَهُ أَنْ يُنْقِصمِنْ طَعَامِها أَوْ كِسْوَتِها أَوْ حُقُوقها الزّوْجيَّة. إحدى عشر: "وَإِنْ لَمْ يَفْعَل لَهَا هذِهِ الأُمُورَ الثَّلاَثَةَ فَلاَ تَخْرُج بِلاَ ثَمَن"

الآن بيَع هذه الفتاة الإسْرائيلية الصّغيرة من قِبَل أبيها لِرَجُل إسْرائيلي كان عادةً نتيجة فَقر تلك الأُسْرة التي كانت تُعاني من الفقْر، أو أن الأسْرة كانت مَديونة وكانت الفتاة هي الثَّمَن. ولكن لا يَجِب أن نَرْسم صورة ذِهنيّة لفتاة مُقيَّدة بالسلاسِل ومربوطة على خَشبة كل مَساء حتى لا تَهْرُب؛ ولا لفتاة تُساء مُعاملتها أو تَجويعها، أو تُضرب، أو تُستخدم كغرَض للمُتْعة الجِنْسِيَّة من قبَل الرَّجُل الذي يَمْتلكها الآن. أصَرَّ القانون على أن تُعامَل مُعاملة حَسَنة.

إذَن لَدَيْنا هنا حالة فتاة عبريّة شابّة ….. طِفلة بِمَقاييسنا، في الواقع….. بيعَت لِرَجُل عبراني. عندما نَضَجت الفتاة ووَصَلت إلى سِنّ الزَّواج…… عادةً ما يكون عُمرها خمسة عشرة سنة أو أكثر…… كان على الرَّجُل الذي يَمْلكها أن يتزوَّجها بِنَفسِه، أو أن يُعطيها لابْنِه للزَّواج، أو أن يَسْمح بِفدائها. وكان هذا النوع الخاصّ من الفِداء يعني عادةً أنه إذا أراد رَجُل يَبْحث عن زَوْجة أن يتزوّج هذه الجارِية، كان على مالِك الجارِية أن يَمْنحها له….. ولكن بِثَمن….. ثَمَن الفِداء.

كان الإجْراء المُتَّبع هو أن يُساوِم الرَّجُل الرّاغِب في الزَّواج من هذه الجارِية على سِعْر الفِداء. وبمُجَرَّد المُوافَقة على الفتاة أصْبَحت الفتاة الآن مُخَصَّصة قانونًا لِزَوجِها المُسْتقْبَلي. ومع ذلك، عادةً ما كانت تَمرّ فَتْرة من الوقت قبل أن يقوم الزّوْج المُسْتقْبَلي بإحْضار مال الفِداء إلى مالِك الجارِية. وخلال تلك الفترة اسْتمَرَّت الفتاة الجارِية في العَيْش مع مالِك الجارِية على الرَّغْم من بَيْعها (كان ذلك نوعًا ما النّسْخة العِبْريَّة القديمة من خطّة التَّسْريح). إلا أنها ظلَّت من الناحية القانونية فتاة غير مُتَزَوْجة وجارية.

إذا جاء رَجُل آخر (مُخْتَلِف) وأغوى الفتاة كانت هناك مُشْكلة. كانت المُشْكِلة أن الفتاة أصْبَحت الآن بَضاعة تالِفة. كان الزّوْج المُسْتقْبَلي يتوقَّع أن تكون عَذْراء. ولكن بما أنها لم تَعُد عَذْراء فلا يُمْكن أن يَقْبَلها زَوجها المُسْتقْبَلي؛ كان سَيُلغي الزَّواج ويُلْغي الصَّفَقة بِرِمَّتها. وهذا يعني أن صاحِب الفتاة كان سَيُحرَم من المال الذي كان يَتوقَّعه.

وجاء في نِهاية الآية عشرين أنه يَتَرتَّب على ذلك أن يكون هناك تَعويض. لا تَبْحثوا في أناجيلكم عن هذه الكَلِمَة لأنها غير مَوْجودة هناك. وبَدلاً من ذلك، كما هو الحال في الكِتاب المُقَدَّس اليهودي الكامل الخاص بي، سَتَقول أناجيلًكم "عِقاب" أو "تَحقيق" أو "اسْتِجْواب" أو "اسْتِقْصاء" أو شَيْء من هذا القَبيل. لقد نَظَر عُلَماء العِبْريَّة إلى هذه التَّرْجمة بِعَيْن الرَّيْبة لِقُرون. في السِّياق الثقافي العبري في تلك الحَقَبة، لم يكن لأي من هذه الكَلِمات معنى في الحالة التي يتمّ وَصفها. خلال السَّنوات القليلة الماضية، مع تقدُّم دِراسة الكَلِمات المُتَرادفة المُتعلِّقة بالعِبْريَّة ، أصْبح المعنى الحقيقي للعديد من الكَلِمات العِبْريَّة الغريبة والنادِرة أكثر وُضوحًا. الكَلِمَة المُتَرادفة بِبَساطة تَعْني أن كَلِمَة في لغة ما مُرْتَبِطة ارْتِباطًا وثيقًا بكَلِمَة في لغة أخرى. لذا، إذا كان المَرْء مُتأكِّدًا من معنى كَلِمَة في لغة قديمة وذات صِلة، فيُمْكن عمومًا نقل هذا المعنى إلى الكَلِمَة المُتَرادفة في الّلغة الشَّقيقة لها. لدَيْنا هنا نفْس الوَضع بالضَّبْط؛ لأن الكَلِمَة العِبْريَّة المَعنية تَظهر هنا وهنا فقط في جميع اسْفارالكِتاب المُقَدَّس، ولكن تم اكِتِشاف كَلِمَة مُشابهة لها.

والكَلِمَة العِبْريَّة التي تُرجِمت عادةً على أنها العِقاب أو الاسْتفهام هي بيكوريت. وما يَعرِفه خُبَراء الّلغة الآن هو أن العديد من الكَلِمات العِبْريَّة مأخوذة من الّلغة الأكاديّة. ففي الّلغة الأكاديّة نَجد كَلِمَة باقرو؛ وتعني باقرو "التَّعْويض عن المُطالبة…..أي التَّعويض". التَّعْويض هي كَلِمَة مألوفة لدى مُعْظم سُكّان فلوريدا بِسَبَب الأضْرار المُتَكرِّرة التي تُحْدثها الأعاصير لدَينا، لأنها تتعلّق بتأمين أصْحاب المنازِل. من النّاحية القانونيّة، فإن الشَّخْص الذي يَشتري تأميناً "يُعَوَّض" ضُدّ مَخاطر مُعيَّنة.

من المُتَّفَق عليه الآن بِشَكْل عام أن كَلِمَة "بيكوريت" هي المُقابل العبري لكَلِمَة "باكارو" الأكاديّة. لذا فإن الفِكرة التي يتم التَّعبير عنها هنا في قصَّتنا هي أن الرَّجُل الذي أغْوى الجارِية التي كانت مَوعودة لِرَجُل آخر (مقابل ثمن الفِداء) كان مَسؤولاً الآن عن دَفْع الثَّمَن الكامِل المُتَّفَق عليه الذي تمّ التَّفاوُض عليه بين مالِك العَبْد وذلك الزّوْج المُسْتقْبَلي الذي انْسَحب الآن من الصَّفَقة. كان مالِك العَبْد سَيُواجِه المُغرَّر به ويُطالَب بِتَعويضات.

الآن من المُثير للاهْتمام أن الأمْر لم يَكُن يتعلّق بالخَطأ الذي لَحِق بالزّوْج المُسْتقْبَلي بِقَدر ما كان يتعلّق بِصاحِب الجارِية. لأنه كان سَيَفْقُد المال الذي وُعِد به مقابل الجارِية التي كان يَمْتلكها. لذلك كان على المُغوي أن يدْفع تَعْويضات لِصاحِب الجارِية. ماذا عن الزّوْج المُسْتقْبَلي؟ لقد كان بِبَساطة غير مَحْظوظ. الزّوْج المُسْتقْبَلي فَقدَ خَطيبته فقط، ممّا يعني أنه سَيَتعَّين عليه بَذْل الجّهد للعُثور على أخرى. نِهاية القُصَّة.

لكن هذه لم تَكُن نِهاية القُصَّة بالنِّسْبة للرَّجُل الذي أغْوى الفتاة التي كانت مَوْعودة بالفعل لِرَجُل آخر. فوِفْقاً للآية واحد وعشرين كان على المُغوي بالإضافة إلى ذلك أن يُقَدِّم ذبيحة على المَذْبح؛ وبالتَّحديد كان عليه أن يُقَدِّم ذَبيحة "عشام"، ذبيحة جُبْران، عند خَيْمة الإجْتِماع. لأنه لم يَقْتصِر الأمْر على أنه ارْتَكب طَيْشًا أتْلَفَ وخَفَّضَ من قيمة

مُمْتَلكات مالِك العَبْد، بل تعدَّى على يَهوَهْ بِمُخالفته أمْرًا. ولأن العِتْق أُقيم من أجْل التَّكْفير عن ارْتِكاب المَعْصِية، فقد كان مُكْلِفًا إلى حدّ ما. لذلك دَفَع المُغوي ثمنًا باهِظًا لِشَهْوته؛ وبالمُناسبة يُلاحَظ أنه لم يحْصل على الفتاة. أوه، يُمْكِنه ذلك، على ما أفْتَرِض. لكن كان عليه أن يَدْفع، الآن، ثَمنًا إضافيًّا للعَروس مُتَفاوَضًا عليه لأن المال الذي دَفعه لمالِك الجارِية كان غرامة وليس ثَمَنًا للشِّراء.

مُجَرَّد لَمْحة صغيرة، ولكن مُثيرة للإهْتمام (على ما أعتقد)، عن الثَّقافة الإسرائيلية منذ زمن بعيد.

عندما نَنْتَقِل إلى الآية الثالثة والعشرين نَدْخل في شريعة أخرى من هذه الشرائع التي لن تَدْخُل حَيِّز التَّنفيذ لِفَتْرة من الوَقْت لأنّها تتعلّق بالزِّراعة، وهو أمْر لن يَحْدُث حتى يَسْتَقِّرّ الإسْرائيلِيّون في كنعان. الشَّريعة هي أنه عندما يَزْرع الإسْرائيلِيّون أشْجار الفاكِهة……وفي الكِتاب المُقَدَّس، هذا يعني حقًا أي نوع من الأشْجار التي تُثْمِر شيئًا صالِحًا للأكْل؛ الجَوْز، الزَّيْتون، التَّمْر، البُرْتُقال، أيًا كان…… فإنه لا يُسمَح بأكْل أي من إنْتاج الشَّجَرة خلال السَّنوات الثَّلاث الأولى. لن أخوض في التَّفاصيل هنا، ولكن عندما نأخُذ النّصّ الأصْلي بالعِبْريَّة حَرْفيًا، فإن الفِكْرة لا تتعلّق بتَحْريم قطْف الثِّمار وأكْلها بل بإتْلافها، بل تتعلّق بتقْليم الشَّجَرة… أو تَشْذيبها…… وبِعِبارة أخرى بِسَبَب التقليم الضَّروري لنُضْج الشَّجَرة وإنْتاجها فإن الثِّمار تَضيع أثناء عَمَليَّة التَّقْليم. لذلك في السَّنوات الثلاث الأولى يتم تقليم الأغْصان الصَّغيرة بِشَكْل مُكَثَّف، وتَضيع الثِّمار التي كانت سَتَنْمو لولا التَّقْليم، ويبدو أن ذلك سَيَجْعل الشَّجَرة مُنْتِجة بِشَكْل أفْضَل على المدى الطَّويل. ثم في السَّنة الرابِعة يُمْكِن توقُّع حِصاد جَيِّد، ولكن يَجِب أن يكون الحَصاد القانوني الأوَّل كُلّه من الثِّمار مُخَصّصًا لتَسْبيح الله. وبِعِبارة أخرى، في تلك السَّنة الرابعة، يُعتبَر الحَصاد مُقَدّسًا (مخصصًا) ليَهوَهْ، وبالتالي يُمنَح له.

وهذا يَعني أنه كان يُقَدَّم (بِطَريقة ما غير مُحدَّدة) إلى الله في احْتِفال ومن المُؤكد أنه كان يؤكل خِلال وقت الاحْتِفال هذا، ولكن رُبَّما كان اللاويّون والكَهَنة يأكُلونه. ثِمار السَّنة الرّابعة كانت مُكَرَّسة ومُخَصَّصة؛ كانت مِلكيَّة مُقَدَّسة؛ كانت مِلكًا مُقَدَّسًا؛ كانت مِلكًا لله مما يعني أن جِزءًا مِنها كان يُحْرق والجِّزء المُقَدَّس المُتبقّي كان يَذهب إلى الكَهْنوت. ثم في السَّنة الخامِسة يُمكن أن يبدأ الحَصاد الطَّبيعي للثِّمار.

ما هو الغَرَض من هذا الإجْراء التَّدْريجي لِمُدّة خمس سنوات؟ قيل لنا في الآية الخامِسة والعشرين إنه لكي يزْداد مَحْصول الشَّجر. يُنظَر إلى هذا الأمْر على أنه واقِع آخر من واقِع الازْدِواجيَّة؛ أي أن هناك حَقيقة بُسْتانية في أنه بالسَّماح للأشْجار بالنُّمو دون حَصاد الثَّمر في السَّنوات الثلاث الأولى، سَتُصبِح الأشجار مُنْتِجة بِشَكْل أفْضل على مدى حياتِها. من ناحية أخرى من وِجْهة نظَرْ روحيَّة من خلال الطّاعة لأمْر الله هذا، فإن يَهوَهْ كان سَيَحْرص على زيادة الغلَّة بِشَكْل خارِق كبَرَكَة. ولكن لم تَكُن زيادة المَحْصول هي الجانِب الوحيد للبَرَكَة؛ فقد زاد شالوم أيضًا. إن الشالوم، عندما يؤخَذ على أنه حالة عامّة من الرَّفاهية (التَّمَتُّع بالفَرَح والسَّلام والصُّحّة والنِّعْمة من الله) هو شَيْء لا يُمْكن أن يُعطيه إلا الله. قد يَحْصَل الكَنعانيّون الوثنيّون والإسْرائيلِيّون المُتَّقون لله على كَمِّيّة مُماثِلة من الفاكِهة من اتِّباع هذه المُمارَسَة من التَّقْليم وعَدَم الحَصاد حتى السَّنة الرابعة، لكن فقط من يُحْب الله يُمْكِنه أن يتلقَّى الشالوم، وهذه هي أعْظَم بَرَكَة على الإطلاق.

طَرَح أحدُهم الأسبوع الماضي سؤالاً رائعًا…. أو رُبَّما ليس سؤالاً بِقَدَر ما هو تَعْبير عن فِكْرة….. فَيُمْكِننا القَوْل أن الّذين يُحِبّون الله ويُطيعونه سَيَحْصدون الثَّواب…… مُكافأة……… بَيْنَما الذين لا يَفْعَلون ذلك لن يَحْصدوا. لا شكّ أن الكِتاب المُقَدَّس يوضِح أن الّذين يَتْبعون التوراة ويُطيعون الله ويَجْعلون يسوع ربًّا لِحَياتهم، سيَرون زِيادة ثِمار حَياتهم كَبَرَكَة. وبالنَّسبة لأولئك الذين لا يَفْعَلون ذلك، ستُحْجَب البَرَكَة عنهم. إذًا من المُفيد لنا أن نكون مُطيعين لله، حتى في حَياتنا الدُّنْيَويَّة سنَحْظى بِبَرَكَة حياة أفْضَل.

ولكن يُمْكن أن يُساء فَهْم هذا المَفْهوم بِسُهولة. على سبيل المثال إذا كان الكَنعانيّون الّذين سَيْبقون في الأرْض بعد أن احْتَلَّها بنو إسرائيل قد شاهَدوا ما فَعَلَه بنو إسرائيل بأشْجار الفاكِهة وقَلَّدوا ذلك؛ أي أنَّهم رأوا أنه باتْباعهم لتلك المُمارسات التي ناقَشْناها للتَّوْ أن الأشْجار ستُصْبح أكثر وِفْرة وإنتاجًا على المدى الطَّويل، فإن الكنعانيّين سيكون لديهم مَحاصيل فاكِهة أفْضل……. حتى وإن لم يَعْبدوا يَهوَهْ. من ناحية أخرى، بَيْنَما كان بنو إسرائيل سَيْحصلون على مَحْصول فاكِهة أفْضل، كانوا سيَحْصلون أيضًا على بَرَكات روحيّة من يَهوَهْ، لأن دَوافِعَهم لفِعْل ما فَعلوه كانت صحيحة. في مثالي، كان الكَنعانيّون يُريدون فقط المَزيد من الفاكِهة، وفَعَلوا كل ما يلْزم للحُصول عليها؛ بَيْنَما سعى إسرائيل إلى أن يكون مُطيعًا لله، وكانت النتيجة وُفْرة. لقد قام كِلاهُما بِنَفْس الأشْياء فيما يتعلّق بأشْجار الفاكِهة، ولكن الإسْرائيليين تلقّوا بَرَكات الله، بَيْنَما لم يَحْصَل الكَنعانيّون على ذلك. لماذا؟ الدّافع.

لذلك، في بعض الأحْيان يُمْكِننا أن نرى أكثر النّاس جَشعًا، وقَسْوة، وعَدَم تقوى يُحَقِّقون نَجاحًا كبيرًا وحياة رائعة ؛ غالبًا باتْباعهم (دون عِلِمهم) مبادئ الكِتاب المُقَدَّس في الأعْمال والإدارة. لكن هذا ليس نَفْس الشَيْء مثل الحُصول على بَرَكَة الله. إنها بَرَكَة الله التي يَجِب أن نَسْعى إليها….. لأن ما يَبْدو غالبًا كازْدِهار ووُفْرة هو مُجَرَّد ذَهَب الأحْمَق، وفخّ للشَّيْطان.

أقول لك هذا لأنه يُضيف قُطْعة صغيرة أخرى إلى أحَجِّيّة فَهْم مبْدأ وُجود نَزْعة شرّ وميل خيْر في داخلنا. فِعْل ما يبدو أنه خَيْر ليس خيْرًا إذا كان الدّافع خاطئًا. الأشخاص الصّالِحون، الذين يَفْعَلون أشياء صالِحة، لكنهم لا يَعْرِفون الله، هم في الواقِع يَفْعَلون الشَّرّ في نَظَر الله. هذا لأن دافِعهم ليس مُوَجَّهًا من الله، بل هو دافِع ذاتي. وهذا هو السَّبب في أنه من المُهِمّ جدًا أن يكون يسوع رَبّنا؛ لأن الطَّريقة الوحيدة التي يُمْكن بها تَوْجيه مُيولَنا الصّالحة وتَوْجيهها بِشَكْل صَحيح هي من خِلالِه. بِدونه حتى مُحاولَتْنا للخَيْر هي شرّ. بِدونِه تكون دوافِعنا، افْتِراضيًّا، خاطِئة.

تُكَرِّر الآية السّادسة والعشرين النّاموس أنه لا يَنْبغي للعِبراني أن يأكُل أي شَيْء بِدَمه؛ بِبَساطة، لا يَنْبغي أن يَشْربوا دم حيوان أو يَصْنعوا طعامًا من دَم حيوان. وكان هذا يَسْتلْزِم أيضًا أن يُقتَل الحيوان ويُعدّ لحْمه بطريقة مُعَيَّنَة؛ كان يَجِب أن يُصفّى دَمُه بالكامِل من اللّحْم. ولكن تذكَّروا أن هذه الشَّريعة المُتعلِّقة بالدَّم تعني أكثَر بِكثير من مُجَرَّد تَحْريم أكْل دَم الحَيوان، فكَيْفِيَّة ومكان وسَبب قَتْل الحَيوان جِزء من الصُّورة أيضًا. اعْتِبارًا من هذا الوَقْت كان المكان الوحيد الذي يُمْكِن أن يُقتَل فيه حيوان داجِن لأي سَبب من الأسْباب هو خَيْمة الإجْتِماع، عند المَذْبَح، حتى لو كان القَصْد هو اللّحْم كَطعام.

وفي وقْتٍ لاحِق، في نفْس الآية، تكرَّرَت القاعِدة ضُدّ مُمارَسَة العرّافة أو التَّنْجيم؛ أي، عَدَم مُمارَسَة السِّحْر. ومع ذلك، وكما سَنَجِد في جميع أنْحاء التوراة، كان العِبرانيّون يَنْجذِبون مثل الفَراش إلى اللَّهَب نحو السِّحْر والخُرافات بِسَبَب المُيول الشِّرّيرة التي كانت تُكْمُن في داخِلهم؛ وقد أدّبَهم يَهوَهْ بِشِدّة على مثل هذه الأمور. كان الغَرَض دائمًا من العَرّافة والتَّنْجيم هو مَعْرِفة المُسْتَقبَل؛ وكان جيران إسرائيل….. كما فَعلت كل الثَّقافات المَعْروفة في ذلك العَصْر….اسْتَخْدَموا السِّحْر بِكثرة. كانت مَعْرِفة المُسْتَقْبَل دائمًا وسَتَظلّ دائمًا شَيْئًا تَشْتهيه البَشَريَّة. ومع ذلك، يقول الله إنه سيُقَدِّم لنا الجِّزء الذي يُريدنا أن نَعْرِفه من المُسْتَقْبَل عن طريق أنْبِيائه. لكن، بِشَكْل عام، قدَّم أنْبياء الله مَعْلومات جديدة قليلة جدًا لإسرائيل. عندما لم يَتَحدَّث الله إلى الشَّعْب من خلال الأنْبياء، كان يُتوقَّع من النّاس أن يتقدَّموا بالإيمان وبِتَطْبيق قوانين الله ومَبادِئه المُحدَّدة بِوُضوح كما وُضِعت في جبل سيناء.نحن المؤمنون علينا أن نَفْعَل الشَيْء نَفْسَه بالضَّبْط؛ فنحن لا نَحْصل على إجابة مُباشرة لِمُشكلة مُباشرة من الرّوح القُدُس إلا في بعض الأحْيان. في كثير من الأحْيان يَجِب أن نََسْتمّر في المَضي قُدُمًا في الإيمان مع الرُّجوع إلى الكُتُب المُقَدَّسة التي لا تتغيَّر من أجل التَّوْجيه، على الرَّغْم من أنه يَبدو من الأسْهل كثيرًا لو أن الله يُخْبِرنا بالضَّبْط ما يَجِب أن نَفْعَله.

بعد ذلك، وفي نَفْس الآية السّادسة والعشرين، نَجِد النَّهي عن "قصّ الشَّعْر عند الصَّدْغَيْن" (من الرأس)، أو نَتْف شَعْر اللِّحْية، أو شقّ الجَسَد كعادة من عادات الحِداد، أو الوَشم.

الآن كل هذه الأشياء كانت أعْرافاً ثقافيّة كنعانيّة عاديّة. في الواقع يَجِب أن نَضَع في اعِتِبارنا أن مُعْظَم المَحْظورات التي سَنَجِدها في النّاموس مَوْجودة لِمُكافحة بعض المُمارسات الوثنيّة لأُمَّة وثنيّة أو أخرى؛ أي أن هذه ليست قضايا نَظَريَّة أو افْتِراضيّة يعالِجها يَهوَهْ. بل كانت هذه الأمور تَحْدُث بالفِعل، وأراد الله أن يَتَجنَّبها العِبْرانِيّون.

الآية التاسعة والعشرين مُختَلِفة قليلاً عما يبدو. تقول لا تُدَنِّس ابْنَتَك بِجَعْلِها عاهِرة. وهذا حتى لا تَقَع الأرْض في البَغاء.

ما تُشير إليه هذه الآية هو البَغاء الدّيني؛ مُمارَسَة كَنْعانيّة أخرى مُتَعارَف عليها. وبِعِبارة أُخرى لم يَكُن الرَّجُل ليُقَدِّم ابْنَته للكاهِن من أجْل احْتِفال ديني يتضمَّن مُمارَسَة الجِنْس. ولا أن يَبيع ابْنَته لمُمارَسَة البَغاء العام من أجل الحُصول على المال لِشِراء ذَبيحة ليُقَدِّمها ذَبيحة للذَّبْح في خَيْمة الإجْتِماع.

التَّحْذير هو أنه إذا بدأت إسرائيل تنزلق إلى الزنا الطقسي، فإن الأرض الموعودة ستسقط في الانحراف. لقد ذكرت أحيانًا أن الأرض في نظر الله مرتبطة بالشَّعْب الذي يشغلها. فالشَّعْب والأرض مترابطان عضويًا. كثيرًا ما تُشير الكِتابات، كما هو الحال هنا، إلى مصطلح "الأرض" على أنه يشير إلى المكان والشَّعْب ككيان كامل واحد.

لاحِظ أنه مُباشرة بعد هذا التَّحْريم من مُمارَسَة الجِّنْس المُقَدَّس ، يقول الله: " احْفَظوا سُبوتي واكْرِموا مُقَدَّسيّ" . هذه البُنْيَة الأدَبيّة العِبْريَّة تُشير إلى تَجَنُّب أحَد الأمور وبدلاً من ذلك القيام بالآخر. لذا الفِكرة هي: "لا تُقَدِّموا الجِنْس الدّيني" كوَسيلة مُضَلِّلة لِتَكْريمي… بل… إذا كُنْتُم تُريدون تَكْريمي، فاحْفَظوا ساباتي وكونوا في غاية الاحْتِرام لخَيْمة الإجْتِماع، مكان الإقامة الأرْضي لله.. ومَلْحوظة، فقد ارْتَكَب الإسْرائيلِيّون جميع هذه الأمور ضُدّ الله، وأكثر من ذلك، ولهذا السَّبب تم طَرْدُهم في النِّهاية من الأرض وتَوْزيعهم في جميع أنحاء العالَم.

النَّهي الوارِد في الآية واحد وثلاثين هو تَجَنُّب وسائط الأرواح والسِّحْرة؛ بعض التَّرْجَمات تقول تَجنُّب الأرواح المألوفة أو الأشْباح. الفكرة هنا هي عَدَم مُحاولة التَّواصُل مع أرواح المَوْتى. فماذا نَفْهَم من هذا؟ هل التّواصُل مع المَوْتى مُمْكن حتى؟ حسنًا، لا يُخْبِرنا الكِتاب المُقَدَّس إلا القليل عما يَحْدُث بعد المَوْت؛ فالكِتاب المُقَدَّس لا يقول شَيْئًا عَمَليًّا عن هذا المَوْضوع. كما ذكَرْت في عِدّة مُناسبات، لا يوجد على الإطْلاق أي مَفْهوم للمَوْت والذَّهاب إلى السَّماء في التوراة أو في أي مكان آخر في الكِتاب المُقَدَّس.

ليس الأمْر كما لو أن العبرانيّين لم يَتساءلوا عن المَوْت والقَلَق بشأن ما يَحْدُث بعد ذلك. تمامًا مثل كل البَشَر ، كانوا (ونحن كذلك) مُهْتمِّين بالمَوْت وما بَعْدَه. ولكن علينا أن نكون حَذِرين جدًا من أن مُجَرَّد تَحْذير الله لَشَعْبِه من الاسْتِعانة بالوُسَطاء والسِّحْرة لاسْتِحْضار "أرواح المَوْتى"، ليس مُؤشرًاعلى أن "الأشْباح" …… بِمَعنى أن الأشْباح هي أرواح المَوْتى…… حقيقيّة. بدلاً من ذلك، يبدو أن المُشْكِلة (من وِجْهة نَظَر الكِتاب المُقَدَّس) هي أن الشَّخْص الذي يَعْتقِد أنه يُمْكِنه الإتِّصال بأرواح المَوْتى يَنْتهي به الأمْر بالتَّواصُل مع شَيْطان يقوم بأعْمال شَيْطان. . إنها نوع من الخَديعة التي يَلْعَبها الشَّيْطان. والشَّيْطان ليس روح شَخص مَيِّت؛ فالشَّيْطان (وفقًا لأفضل فَهْم لي من الكِتاب المُقَدَّس) هو ملاك من السَّماء سَقَط من النِّعْمة بِسَبَب وَلائه لِعُصْيان الشَّيْطان. منذ ذلك اليوم تمَّ تحديد عَدَد الشَّياطين بأي عَدَد يتبع الشَّيْطان.

إن مَوْضوع المَوْت وأرواح المَوْتى مَوْضوع هائل؛ ويَكفي القَول بأن المُعتقدات حَوْل هذا المَوْضوع…… حتى في الثَّقافة العِبْريَّة…… تطوَّرت وتبدَّلَت ولم تَكُن موحدة تماماً، أكثر مِمّا هي مُعْتَقدات ما بعد المَوْت عالميَّة في المسيحيّة. أريد أن آخُذ وقتًا كافيًا لتلْخيص هذا لأن المَوْضوع ليس فقط مُثيرًا للاهْتِمام في ظاهِره، بل هو أيضًا وثيق الصِّلة بإيماننا وفَهْمنا لما يأتي بعد المَوْت الجَسَدي. لذا سَنَبدأ بهذا المَوْضوع الأسْبوع القادِم.