25th of Kislev, 5785 | כ״ה בְּכִסְלֵו תשפ״ה

QR Code
Download App
iOS & Android
Home » العربية » Old Testament » الخروج » الدرس الرابع – خروج ثلاثة
الدرس الرابع – خروج ثلاثة

الدرس الرابع – خروج ثلاثة

Download Transcript


الدرس الرابع خروج ثلاثة

خروج

الدرس الرابعالإصحاح الثالث

انتهينا الأسبوع الماضي عندما كان موسى في طريقه إلى الجانب الخلفي أو الجانب البعيد من برية مديان، وقد أوضحتُ لكم أن الجبل الذي سيُواجه فيه موسى العِليقة المُحترقة لم يكن في شبه جزيرة سيناء، بل في شبه الجزيرة العربية وذلك لأن مِديان هي في شبه الجزيرة العربية. عند هذه النقطة، الجبل الذي سيلتقي فيه موسى لأول مرة بإله آبائه العظيم، والمعروف حتى الآن بإسم جبل حوريب، سيكون هو نفس المكان الذي أُمر فيه موسى أن يأتي ببني اسرائيل عندما يتحرّرون من عُبوديتهم في مصر.

هل أقول أنّ الموقع التقليدي لجبل سيناء، بالقُرب من رأس شبه جزيرة سيناء، غير صحيح؟ نعم، هذا ما أقوله. علينا أن نُدرك أن موقع جبل سيناء هو تقليد مسيحي، وليس تقليداً يهودياً. لم يكن كذلك حتى عهد قُسطنطين (القرن الرابع الميلادي) عندما شاهدت والدته هيلانة رؤيا وفي هذه الرؤيا المفترضة قرّرت أن الموقع الحالي لجبل سيناء هو الموقع الصحيح. حتى ذلك الوقت لم يكن لهذا المكان بتاتاً أي أهمية دينية. بالإضافة الى ذلك، لم يتم بناء أي نوع من المزارات فيه حتى القرن السادس الميلادي، عندما تم الانتهاء من بناء القسم الأول من دير سانت كاترين هناك.

بفضل العمل الذي قام به مؤخراً بعض الشيء علماء آثار مثل بوب كورنوك ورون وايت، اكتسب الموضوع حياة جديدة، وفي تحقيقاتهم المستقلة تماماً، لم يَجدوا أي حل آخر للموقع الحقيقي لجبل الله سوى في منطقة تقع شرق خليج العقبة. أقول "حياة جديدة" لأن هذا الأمر يعود إلى زمن بعيد. في عام ألف وثمانمئة وثلاثة وتسعين، في مجلة الإمبراطورية والآسيوية الفصلية، وهي أكثر المجلات الخاصة بالآثار احتراماً في ذلك الوقت، خَلُص البروفيسور سايس وزملاؤه إلى أن البحث في شبه جزيرة سيناء عن جبل الله كان تفكيراً خاطئاً وأن الدليل الوحيد، سواء من الكتاب المقدس أو من خارج الكتاب المقدس، كان أنه يجب أن يكون موجوداً في مكان ما في الطرف الغربي من شبه الجزيرة العربية.

كان هناك ذكر أسبق، من خارج الكتاب المقدس، لموقع جبل سيناء/جبل حوريب، من قبل يوسيفوس، المؤرخ العبري الروماني. يقول يوسيفوس في عمله "الآثار القديمة" أن الموقع كان باتجاه شبه الجزيرة العربية، وقد سمّى المنطقة بالفعل: أرابيا بترايا.

لا شك أن أقدم إسم لهذا الجبل هو جبل حوريب. لا نَجد أنه سُمّي بجبل سيناء إلا بعد عودة اليهود من بابل. من قبيل المصادفة…… ولكن لا يكفي ذلك لكي نسمّيه دليلاً قاطعاً…… أحد الآلهة الآشورية البابلية الذي صادفه اليهود كان إسمه "سين" ويعتقد الكثير من العلماء أن هذا هو السبب الذي ادى لاكتساب الجبل والصحراء إسمهما. كان سين هو إله القمر، لذا فإن الاعتقاد السائد هو أن المنطقة….سيناء…. سُمّيت بهذا الإسم نسبة إلى إله القمر الذي كان اليهود يعرفونه في ذلك الوقت. بدأ اليهود في دمج العديد من الأسماء والتقاليد البابلية في ثقافتهم الخاصة بعد إقامتهم في بابل لمدة سبعين عاماً. إلا أن ما هو مثير للاهتمام أيضاً هو أن الثقافة العربية …..المتميّزة بديانتها الصابئة…. هي التي كانت تَعبد إله القمر على رأس التسلسل الهرمي لآلهتم. لذا، ليس من الصعب أن نرى كيف يمكن أن يكون كل هذا قد اختلط معاً وتم استيعابه وإدماجه على مرّ القرون في التقاليد اليهودية، ومن ثم تمّت اسْتعارته وتغييره مرة أخرى في التقاليد المسيحية.

أنا مقتنع، على الأقل، بأن جبل سيناء الحقيقي ليس هو جبل سيناء الحالي، وبالتالي لن أصطحب الناس إلى هناك في جولات من الآن فصاعداً. على أي حال، سوف نتحدّث عن هذا الموضوع أكثر قليلاً عندما نتعمّق أكثر في سفر الخروج، ليس لأن له أي تأثير لاهوتي كبير، إنما ببساطة لأنه مثير للاهتمام.

دعونا نعيد قراءة جزء من الإصحاح الثالث من سفر الخروج لنُنعش ذاكرتنا.

قراءة سفر الخروج ثلاثة على واحد الى أثني عشرة

قاد موسى غنم حَماه إلى مرعى جديد.

وفجأة رأى موسى ملاك الرب الذي ظهر على شكل علّيقة مشتعلة على إحدى تلك الجبال. ولكن ما جذب موسى حقاً إلى هذه النار، هو أنها كانت تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق. الآن، بالعودة إلى سفر التكوين، تناولناه في معنى "ملاك الربولكن، سنقوم بمراجعته بسرعة.

تتكون عبارة ”ملاك الرب“ هذه من كلمتين بالعبرية: "ملاك" هي الكلمة الأولى، وتعني ببساطة، "رسول". في العبرية ؟؟؟؟ (ميم-لامد-ألف-شاف-سوفت). يمكن أن تكون أي نوع من الرسل….. رسول بشري أو غير ذلك، ويمكن أن تدل على أي شيء بِدءاً من إخبار طفلك، كرسول، بأن يركض إلى البيت المجاور ويطلب من جارك بعض الحليب، إلى رسول سماوي…..ملاك. ولكن، عندما تُستخدم للإشارة إلى رسول سماوي، فهناك كلمة ثانية تُضاف إلى "ملاخ"، وعادة ما تكون إما أدوناي أو يهوذا. هناك فرق كبير بين هاتين الكلمتين: أدوناي تعني "الرب" أو "السيد"، وهي لفظة عامة إلى حدّ ما. لا يمكن للمرء أن يحدّد ما إذا كان الكتاب المقدس يشير إلى "رب" سماوي أو الى مجرّد شخصية ذات سُلطة دنيوية يُكنّ لها الاحترام، إلا في سياق استخدامها. لقد كان من المعتاد والمجاملة في تلك الأيام أن تنادي شخصاً تحترمه بـ "الرب" أو "السيد"، أدوناي.

لكن استخدام كلمة "يهوه" بالعبرية أمر مُختلف تماماً. يهوه، أو يهوه حسب أي عالم عبري تصدّق هو صحيح فيما يتعلق بنطق هذا الإسم، هي الكلمة الفريدة تماماً التي يقول الله إنها إسمه الشخصي. بالعبرية”yud-heh-vav-heh. ؟؟؟

إن العبرية الأصلية لهذه الآية، التي تُترجم عادةً بـ "ملاك الرب" هي في الواقع بالعبرية "malach Yehoveh" ……. ملاك يهوه. عندما نرى مُصطلح "ملاك الرب"، يمكن أن يعني، وغالباً ما يشير إلى "ملاك" فقط ….. ملاك سماوي كما نفكر عادةً في ملاك. ولكن، عندما نرى ”ملاك الرب، يبدو أنه يعني تجلياً لله تعالى نفسه. لم يكن هذا ملاكاً عادياً في العليقة المشتعلة، يَحمل رسالة من الله…… بل كان الله نفسه الذي كان على وشك أن يتحدث إلى موسى؛ وهذا ما لا يوجد فيه شك في الكتاب المقدس. بالتالي، ما نحتاج أن نأخذ من ذلك هو أنه، تماماً كما هو الحال بالنسبة لنا اليوم، أحياناً لا توجد كلمة أو عبارة لِوَصْف صفة أو تجلي للآب بشكل كافٍ. كان من الممكن أن يكون الله قد تحدّث إلى موسى فقط من دون أن يكون هناك جانب مرئي للتواصل على الإطلاق. ولكن، عادةً ما يقوم الله بشيء مرئي لأن البصر من بين حواسنا العقلانية هو الأكثر قوة وتأثيراً علينا.

والآن، أعتقد أنني أستطيع أن أقول بشيء من الثقة أن موسى لم يكن مُستعداً لما كان على وشك الحدوث: صوت قادم من العليقة ينادي بإسمه! عادةً قد يعتقد المرء أن رد فعل موسى سيكون ”القتال أو الهروب“ في ذلك الوقت….. (رجليّ لا تخذلانني الآن!). لم يفعل موسى أياً من الأمرين……. سقط على الأرض واستلقى عليها مثل البزاقة، مرعوباً بشكل جعل الدم يتجمّد في عروقه.

أمره الله أن يخلع نعاله لأنه الآن على أرض مقدسة. لماذا الأرض مقدّسة؟ لأنه إذا كان الله هناك، فهي مقدّسة. سنرى هذا الأمر يتجلى أكثر قليلاً عندما يأمر الله بِبِناء معبد في البرية. كان خلع النعال، ولا يزال، علامة شرق أوسطية قياسية للإحترام عند الدخول بِحُضور مَلِك أو إله. إلا أن الرب لم يقل: أنك في حضور الله، يجب أن تخلع نعالك"، بل إن السبب هو أن الأرض والتراب المحيط بالعليقة قد أصبحا مقدّسين؛ وكما سنكتشف في أجزاء لاحقة من التوراة، ان القداسة أمر يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر أو من شخص إلى غرض أو من شيء إلى آخر. أعلم أن هذا يبدو غريباً جداً، لأن التعريف الخطّي للقداسة وصفاتها هو أمر تميل المسيحية الحديثة إلى الابتعاد عنه لأن أمر التعامل معه مشكوك فيه ولكن، من ناحية مبادىء الكتاب المقدس، على الأقل جزء من مسألة خلع النعال هو أنه، كما يقول الرب، كان الوسَخ الكثير الذي كان موسى واقفاً عليه مقدساً لأن الله كان قريباً. كيف كان الوسَخ مقدساً؟ لأن القداسة انتقلت إليه من إله مقدس…..لم يكن من الممكن تجنّبه جسدياً. كان يمكن أن يكون الأمر مأساوياً لو أن قداسة الوسخ المحيط بالعلّيقة المشتعلة انتقل إلى نعال موسى، ثم أينما مشى كان من المحتمل أن تنتقل قداسة تلك النعال إلى كل ما لامسته. لا يمكننا أن نرى ذلك في هذه الرواية، ولكن هذه الحادثة برمّتها هي حادثة خطيرة للغاية لأنها تنطوي على قداسة الله.

والآن، يقدّم الله نفسه لموسى ويوضح أنه إله آباء موسى….البطاركة. لماذا ذلك مهمّ؟ لأنه يربط على الفور ما يحدث هنا بالعهد الإبراهيمي…..عهد آباء موسى، إبراهيم وإسحاق ويعقوب. ويقول أبي أنه يرى حالة الشعب الرهيبة في مصر، الشعب الذي خصّه لنفسه……بنو إسرائيل. في الآية الثامنة ، يقول الله: "لقد نزلت" لإنقاذ إسرائيل من يد مصر. "نزلتُ" لا تعني أن الله غيّر مكانه، بل هو اصطلاح عبريّ يوميّ يشير إلى أن شخصاً ما، الله في هذه الحالة، يتدخّل في هذه القضية البشرية الخاصة؛ تماماً كما في الكلمة العبرية "زكر" التي تترجم بـ "تذكّر" والتي تتضمن بطبيعتها تدخّلاً.

يقول الله بعد ذلك أنه سيفعل ما وَعد به منذ زمن بعيد؛ "سأُعيدكم مرّة أخرى بالتأكيد" من المكان الذي سَكنْتم فيه إلى أرض أعطيتكم إياها، والمكان الذي أعدّه لهم هو أرض كنعان، أرضاً طيّبة تتسع لهم… أرضاً تفيض لبناً وعسلاً. سوف نسمع هذه العبارة "تفيض لبناً وعسلاً" مرات عديدة في الكتاب المقدس، ولا علاقة لها باللبن أو العسل…. إنما هي ببساطة تعبير آخر من عشرات التعابير العبرية التي نجدها في الكلمة، وهذا التعبير يشير إلى الإثمار والخصب والبركة.

بالطبع، هذه الأرض، أرض كنعان، مأهولة بالفعل من العديد من الشعوب، وعلى رأسهم الكنعانيون، أي نسل كنعان بن حام وحفيد نوح، وكانت هذه سلالة ملعونة من الناس. يذكر في الآية الثامنة أيضاً أربع مجموعات بشرية أخرى كانت في أرض كنعان. الحثيون في وقت من الأوقات، قبل الإمبراطورية الآشورية بوقت طويل، الذين شكّلوا إمبراطورية كبيرة خاصة بهم. بدءاً من زمن موسى تقريباً، احتلوا منطقة شَملت تركيا وسوريا ولبنان في العصر الحديث، كما كان لهم تأثير على مناطق أخرى، بما في ذلك كنعان. لقد كانوا حضارة متقدّمة جداً، وها نحن نرى ذكراً لهم في الكتاب المقدس، حيث عاش بعضهم في كنعان. من المثير للإهتمام أنه منذ وقت ليس ببعيد كان العلماء والباحثون يعتبرون ذكر الحثيين في الكتاب المقدس كمجرّد شعب آخر من الشعوب الأسطورية الكثيرة التي ورد ذكرها في العهد القديم. تخيّلوا دهشتهم عندما أكدّت الحفريات الأثرية الحديثة أن هذه الحضارة لم تكن موجودة فحسب، بل كانت قوّة إقليمية مهيمنة لم تكن معروفة من قبل. والآن، تمتلئ المتاحف بالقطع الأثرية الحثية المثبتة.

يُعتقد أن أصل الأموريو هو انهم كانوا من بلاد ما بين النهرين؛ في الواقع، من المتفق عليه بشكل كبير بين علماء الأنثروبولوجيا التوراتية أن إبراهيم كان على الأرجح أمورياً. وقد سيطروا على منطقة العراق الحديثة، وكانوا عدوانيين جداً في سَعْيِهم وراء السلطة والأراضي. كان الفاتح العظيم حمورابي أمورياً. كانت فترة ازدهارهم قبل فترة ازدهار الحثيين، إنما استمرت ثقافتهم لقرون بعد ذروتها.

خَلُص الأمر بأن البيروزيين لم يكونوا قبيلة، بل إسم لمجموعة من الناس أو القبائل التي سكنت بلاد التلال في كنعان. لذا، يُعتقد أن البيروزيين كان نوعاً من المصطلح العام الذي يعني ببساطة "سكان التلال"، وبالتالي كان يشير إلى موقع أكثر مما هو الى أي قبيلة معيّنة. إنه يشبه الإشارة إلى الناس بإسم سكان فلوريدا أو سكان كاليفورنيا أو سكان نيويورك.

لا يُعرف الكثير عن الحويين، إلا أننا نعلم أن الناس الذين احتلوا مدينة شكيم القديمة وحكموها، على الأقل عندما عاش يعقوب هناك لبعض الوقت، كانوا من الحويين ويبدو أنهم كانوا يتركّزون في الجزء الشمالي من كنعان، على الرغم من أن بعض أفراد قبيلتهم عاشوا على الأرجح في أجزاء أخرى من كنعان أيضاً ويُعتقد أنهم ربما كانوا أسلاف الهونيين.

كان اليبوسيون هم الشعب الذي احتل المدينة التي ستُسمّى في النهاية أورشليم، بل ومن المحتمل أنهم الذين بنوا هذه المدينة.

لقد أوضح الله لموسى أنه لم يكن نائماً خلال التبديل. لقد رأى وسمع وعلم بمحنة شعبه. يجب ألا نفترض أبداً أن ما نعتبره فترة طويلة من صمت الله في حياتنا يعني أنه نَسيَ وُعوده لنا أو أنه ليس على عِلم بنا أو أنه فقد الاهتمام بنا، لأنه بقدر ما قد يكون الأمر شاقاً، يبدو أن الفترة الطويلة من الصمت السماوي هي دائماً عنصر رئيسي في عملية إعداد الله، إعداده لنا….. مهما كانت غايات الرب لنا، سوف تتضمن فترات من الصمت الإلهي.

والآن بدأ حوار مدهش بين موسى والله. لم يحصل مثل هذا الحوار من قبل ولم يحصل مثله منذ ذلك الحين. لا عجب في أن الشعب اليهودي يجلّ موسى…… ويحترمه بهذا التقدير الكبير. أيتها الكنيسة، من المحزن حقاً أننا لا نفعل ذلك أيضا، لأننا، خلال تقدّمنا في قراءة التوراة، سنرى مدى تقدير الله لموسى.

بعد أن يوضح الله من هو وعظيم شفقته على شعبه، كما وعزمه على أن يقوم بشيء ما بشأن حالتهم، في الآية العاشرة، يدعو موسى ليكون أداة خلاصَه؛ والطريقة التي تحدث بها هذه الدعوة هي في الحقيقة نمط للطريقة التي سيكلف بها الله جميع أنبيائه…… ليس فقط في زمن التوراة، بل في كل العصور. وهي تقريباً عكس الطريقة التي يتوقع الإنسان أن يحصل بها مثل هذا الأمر.

أولاً وقبل كل شيء هو أن الله هو الذي يتّصل بالشخص الذي اختاره ليكون نبياً له. الله هو الذي يبدأ بالإتصال. أحياناً يكون ذلك في رؤيا أو حلم. في هذه الحالة، مع موسى، كانت مواجهة مباشرة…… اللهب في العليقة هو أقرب شيء سنراه في الكتاب المقدس الذي يقارب فيه المحادثة "وجهاً لوجه"
مع الله. ثانياً، دائماً ما يكون الشخص المختار إما متردّداً أو رافضاً للدعوة في البداية. غالباً ما يُطلق على يونان إسم النبي المتردّد. في الواقع، إن جميع الأنبياء هم أنبياء متردّدون. يبدو أن التردّد هو شرط مسبق لاختيارك لتكون نبي الله. هل أنت حريص ومُصمّم على أن تكون نبياً لله؟ إذاً من كل ما قرأته في الكتاب المقدس أنت لست مرشحاً.

ثالثاً: نرى أن النبي المرشح (ذكراً كان أم أنثى) يجب أن يعود إلى المجتمع أو إلى حيث يرسله الله، من دون أن يعبأ بالمعارضة التي سيلقاها، غير مردوع من جراء الطبيعة المتشككة لدى الكثيرين الذين سيَسخرون منه، مُستعداً أن يقول لرجال ذوي قوة وسلطة كبيرة أموراً ستزعجهم، إن صحّ القول. قد لا ينال النبي في حياته قدراً ولو متواضعاً من الاحترام من أصدقائه السابقين وعائلته، وقد لا يرى أبداً تحقق ما قال له الرب أن يتنبىء به.

بالتالي، إذا نظرنا إلى هذا الأمر من منظور مختلف قليلاً، يمكننا أيضاً أن نرى ما يبحث عنه الله في شخصية الشخص الذي يختاره ليكون نبياً له. في المقام الأول، يريد الله شخصاً لا يعتبر نفسه أهلاً لأن يكون نبياً لله. شخصاً لا يفكر: "اخترني، فأنا لدي ما يلزم!". يجب ألا يكون هناك طموح شخصي لأنه يجب على الشخص المختار أن يفهم أكثر من غيره أنه من المستحيل أن يقوم من تلقاء نفسه بالمهمة التي ستُلقى على عاتقه وأن ما سيأتي بعد ذلك لن يعرفه وأنها لا توجد لديه طريقة للإستعداد له، أي ان الله لا يفعل كل شيء، فلا يمكن، ببساطة، أن يحدث ذلك.

لذا، نرى صبر الله على موسى؛ لأن الله يدرك تماماً أن صفات الرجل الذي سيستخدمه لإخراج شعبه من مصر تتعارض مع ما يظن هذا الرجل أنه قادر على فعله.

أيها الناس، إذا كنت تريد أن تكون نبياً لله…… فأنت لست مرشحاً. إذا كنت تعتقد أنك قد تكون نبياً جيداً…… فأنت غير مؤهل. إذا كان طموح أي إنسان هو الحصول على منفعة شخصية من التحدث باسم الله، فلن يتم اختياره. أقول لكم هذا ليس فقط لكي نتمكّن جميعاً أن ننظر في المرآة ونصدر بعض الأحكام الصادقة عن أنفسنا فيما يتعلق بهذا الأمر، إنما أيضاً لكي ننظر عن كثب إلى الرجال والنساء الذين يدّعون التحدث عن الله. هل لديهم الصفات التي يبحث عنها الله للمتحدثين بإسمه؟ تلك الصفات المبيّنة بوضوح في الكلمة؟ أم أن لديهم صفات تروق لأنفسهم وللطبيعة البشرية الدنيوية؟ هل لديهم رغبة في أن يكونوا مشهورين وناجحين أم لديهم رغبة في قول الحق الذي أعطاهم لهم الله ليقولوه، مهما كان الثمن؟ لا تدع أبداً أي شخص يقول لك أنه ليس لديك الحق في القيام بمثل هذا التحديد. من واجبنا تجاه عائلاتنا وتجاه أنفسنا أن نتفحص بعناية أولئك الذين يدّعون التحدث بإسم الله، وإلا لن يكون لدينا أي فكرة عَمّن نسمع منه: الله….. أو الإنسان….. أو أسوأ من ذلك.

بعد أن يُظهر موسى الصفة الأولى التي يبحث عنها الله في النبي، بِقوله: "من أنا حتى أذهب إلى فرعون"؟ يقول الله لموسى أنه سيكون حاضراً معه في المهّمة التي كُلف بها للتو. ثم يقول الله شيئاً يجب أن نتذكره في بعض الإصحاحات المستقبلية في سفر الخروج: يقول، كعلامة على وجود يده المباشرة في إخراج الشعب من مصر، هي أن يقود موسى الشعب إلى هذا الجبل حيث سيعبدون الله جميعاً. أي جبل هو هذا الجبل؟ نفس الجبل الذي يلتقي فيه موسى الآن بالله وفيه العليقة المشتعلة. وأين هو هذا الجبل؟ حيث قاد موسى غنمه؛ خلف صحراء مديان.

دعونا نعيد قراءة المزيد من سفر الخروج ثلاثة.

أعد قراءة سفر الخروج ثلاثة على ثلاثة عشرة حتى النهاية

على الرغم من أن الله يُطمئن موسى بأنه سيكون معه، إلا أن موسى يقول الآن في الآية الثالثة عشرة بأن الشعب يريد أن يعرف اسم الله… ومن الواضح أن موسى لا يعرف اسم إله إسرائيل. هل يجد أي شخص آخر هذا السؤال غريب؟ ما هي المشكلة الكبيرة في معرفة إسم الله الذي كان موسى متأكداً من أن بني إسرائيل سيسألوا عنه؟ ما الخطأ في أن يقول فقط: "إله آباؤنا أرسلني"؟ هل نسي موسى أن جميع أجداده كانوا يسمّون الله "إيل شدّاي"؟ الحقيقة المحزنة هي أن بني إسرائيل اسْتسلموا منذ أربعة قرون تقريباً للعيش وهم يمارسون العبادة الوثنية الخاصة بالمصريين؛ وكانت إحدى المعتقدات الرئيسية في الديانة المصرية هو أنك إذا كنت تعرف إسم إله معيّن (وكان لديهم العديد من الآلهة) يمكنك التلاعب بهذا الإله ليفعل مَشيئتك من خلال ذكر إسمه. كما ترى، تماماً كما هو الحال في العبرية، كانت الأسماء الشخصية في اللغة المصرية تحمل معاني. فكان إسم الإله يدل على خصائص ذلك الإله، وكانت تلك الخاصية مرتبطة مباشرة بجزء معيّن من العالم الطبيعي أو الروحي الذي كان له أو لها سيطرة أو تأثير عليه. لذا، إذا كان المرء ذكياً بما فيه الكفاية لمطابقة الأمر المعيّن الذي كان يهمك مع الإله المُناسب ومن ثم تعريف إسم ذلك الإله، يمكنك أن تنادي يا إله التلفزيون العظيم، يا إله التلفزيون، أرجوك أن تكون الصورة أكثر وضوحاً"، ولا خيار أمام ذلك الإله سوى أن ينفذ لك ما تريد.

كان موسى يعرف ذلك جيداً من خلال عَيشه في مصر خلال الأربعين سنة الأولى من حياته. وبالطبع، كان الله يعرف ذلك جيداً. لذا، استجاب الله وأعطى موسى إسماً: إسماً يدل على صفات الله، وكان هذا الإسم هو "إيهيه أشير إيهيه". دعنا نأخذ بضع دقائق لذلك. أولاً، افهموا أولاً أن الله أعطى موسى ما كان يعلم أن موسى كان يبحث عنه: إسم يدل على صفات الله، لأن هذا ليس هو نفس إسم الله الشخصي الذي سيخبر به موسى قريباً.

عادةً ما تُترجم كلمة ”إيهيه أشير إيهيه“ إلى ” (أنا ما أنا عليه) “ أو ”سأكون ما سأكون“. ما من خطأ في ذلك. لقد كان ذلك مصدر الكثير من الغموض الذي تسبّب بخلاف بين علماء الكتاب المقدس العقلاء حول معناه الدقيق. وليس لدي شك على الإطلاق في أن الله أعطانا هذا "الإسم" لهذا السبب فقط. لا ينبغي مقارنة إسمه بأي شيء أو أي شخص آخر.

بعض المترجمين يجعلونها "سأكون من سأكون"؛ والبعض الآخر "أنا هو أنا" والبعض الآخر "أنا ذاك الذي أنا"، وتفسير آخر مثير للاهتمام "سأكون هناك كيفما شئت أن أكون".

ليس لديّ مشكلة مع أي من هذه التعريفات لأنني أعتقد أننا نحاول أن نُعرّف صفات الله السامية، جوهره الفريد، بالطريقة الوحيدة التي لدينا: كلمات بشرية طُوِّرت من أفكار بشرية. لا يمكن للكلمات أن تصفه تماماً، لكنها كل ما لدينا، وأعتقد أيضاً أننا، كما هي نزعتنا البشرية، نريد أن نتوصل إلى إجماع سهل الاستيعاب على صفة واحدة يمكننا أن نخصّ الله بها. كما تعلمون، رغبتنا في الحصول على إجابة "نهائية"، أبيض أو أسود. بدلاً من ذلك، أعتقد أن الله يعطينا، في "إيهيه أشير إيهيه" مجرّد لمحة عن الحقيقة التي يكاد يكون من المستحيل تصوّرها أنه موجود بذاته (أنا هو أنا)، وأنه أزلي (سأكون كما سأكون)، وأنه فريد (أنا ذاك الذي أنا). إنه ليس كائناً حتى يمكن مقارنته بالإنسان ولو من بعيد. إنه حاضر دائماً وهو معنا وحولنا بطرق سيكون من العبث أن نحاول تفسيرها كما في الترجمة التي أحبّها: "سأكون هناك كيفما شئت أن أكون". لقد كان ولا يزال وسيكون دائماً. لم يحمل إله مصريّ مثل هذا الإسم، ولم يدَّعِ إله وثنيّ معروف أنه يحمل مثل هذا الإسم.

الآن، في الآية الخامسة عشرة، يعطي الله لموسى إسمه الشخصي الرسمي. ما سوف نكتشفه في مرحلة لاحقة هو أن هذه هي المرة الأولى التي يعطي فيها الله إسمه الشخصي. وهذا الإسم هو يهوه؛ "؟؟؟

ويقول يهوه أن هذا الإسم هو إسمه لكل الأجيال، وبعبارة أخرى، ما دام الجنس البشري موجوداً، فهذا هو الإسم الذي يريد الله أن يُعرف به.

والآن، شرح سريع: إذا عدنا إلى سفر التكوين، سنرى عدة أماكن يُستخدم فيها إسم "يهوه" عند الإشارة إلى الله. إذاً، إذا كان موسى هنا وحده عند العليقة المشتعلة هو أول من تلقى إسم الله الأزلي الرسمي، فكيف يكون هذا الإسم نفسه موجوداً في سجلات الأحداث في سفر التكوين، التي سُجّلت قبل ذلك بمئات السنين؟ السبب هو أن موسى كتب سفر التكوين، وأجزاء من أسفار التوراة الأخرى، بعد وقوعها. أي أنه كتب تاريخاً وليس مذكرات؛ وكما هو معتاد في الأدب البشري، عندما ننظر إلى شخص أو حدث أو مكان، فإننا عادةً ما نشير إليه بالإسم الأكثر شيوعاً حالياً والذي يفهمه الناس. على سبيل المثال، قد أشير اليوم إلى حفيدتي هانا، البالغة من العمر عامين، بالإسم، حتى عندما يتعلق الأمر بوقت كانت لا تزال في رَحم أمّها….. قبل أن يتم تسميتها حتى! أو إذا كنت سأخبركم عن تاريخ منطقة في جنوب كاليفورنيا نعرفها جميعاً، فسأقول أنه قبل خمسمئة عاماً في منطقة لوس أنجلوس كان يعيش عدد كبير من الهنود التشوماش. الآن، إسم "لوس أنجلوس" ليس قديماً جداً. بالتأكيد لم يكن هناك مكان يسمى "لوس أنجلوس" قبل خمسمئة عام ولكن، ما هي أفضل طريقة للإشارة إلى منطقة معيّنة بالإسم الذي تعرف به حالياً؟ هذا هو كل ما كان يحدث عندما استخدم موسى إسم الله في وقت سابق في سفر التكوين…… لقد تم ذلك بشكل رجعي.

في الآية السادسة عشرة، يقول الله لموسى أن يذهب إلى مجموعة معيّنة من أصحاب السلطة في إسرائيل لكي يتم إعلامهم بما سيحدث. لاحظ ما يُسمّى هؤلاء الأشخاص: "الشيوخ". إذا رجعتَ إلى مخطّطاتك من درس سابق، سترى أن الشيوخ هم ممثلو الشعب، فئة منتخبة أو معيّنة من القيادة. فالشيوخ ليسوا جزءاً من التسلسل الهرمي الوراثي الذي يشكل الطبقة الحاكمة من أمير وقائد ورئيس وهذا مثير للإهتمام نوعاً ما بالنسبة لي. أن الله لم يرسل موسى إلى حكام إسرائيل، بل إلى ممثلي الشعب العاديين. يسوع سيفعل الشيء نفسه بالضبط: لقد ذهب إلى الشعب وليس إلى السلطات الدينية المؤسّسية، وأنا لا أعتقد أنه عندما يتعلق الأمر برغبة الله في التواصل مع شعبه، لا يختلف الأمر الآن عما كان عليه في ذلك الوقت. هل تعتقد ذلك؟ القساوسة والمعلمون وغيرهم من قادة الكنيسة هم ببساطة مدراء ضروريون للتنظيم وأشخاص يستخدمهم الله للقيام بالمهام والوظائف المطلوبة؛ نحن وهم، لسنا وسطاء. لا يوجد أحد بينك وبين أبيك إلا يسوع.

أعطى الله لموسى قائمة قصيرة من الأشياء التي كان عليه أن يقولها لشيوخ إسرائيل، الذين كان عليهم أن ينقلوها إلى من يمثلونهم: عامة شعب إسرائيل. كان على موسى أن يُخبرهم أنه قد رأى إله آبائهم شخصياً (ومن هنا كانت العليقة المشتعلة)، وأن يهوه هو الذي أرسله. علاوة على ذلك، يريد يهوه أن يعرف الشعب أنه يعلم بما هم فيه من بلاء وقد عَزم على علاج ذلك بإخراج بني إسرائيل من مصر إلى كنعان، المكان الخصب والمثمر.

يقول الله لموسى أن الشيوخ والشعب سوف يَستمعون إلى ما يقوله لهم موسى، وبعد ذلك…….وهنا يأتي دور موسى والشيوخ لمواجهة ملك مصر. ولكن، على عكس ما نعتقده عادة، لم يُطلب من فرعون أولاً أن يطلق سراح شعب إسرائيل ليهاجروا بشكل دائم. كلا، كل ما طُلب منه هو أن يَسمح لبني إسرائيل بالقيام برحلة لمدة ثلاثة أيام في البرية حيث يمكنهم عبادة الله. والمقصود من كل هذا هو أن هذه الرحلة كانت ببساطة شبيهة برحلة خلوة. ولكن، يمضي الله ليقول أنه يعلم مسبقاً أن فرعون سيمنع بني إسرائيل من القيام بذلك، وبالتالي بعد أن يرفض فرعون هذا الطلب سيضرب الله مصر وبعد ذلك فقط سيستجيب فرعون.

لماذا هذه الرقصة الكابوكية؟ لماذا الحاجة إلى محاولة الحصول على تصريح لمدة ثلاثة أيام بدلاً من التسريح المشرّف؟ حسناً، مع الاستفادة من الإدراك المتأخر، يمكننا أن نرى أن الله كان بحاجة إلى أن يُظهر لإسرائيل بعض الأشياء التي كانوا عمياناً عنها في وقتها. مثلنا جميعاً، لم يرغب الإسرائيليون في التغيير، بل أرادوا فقط أن تكون ظروفهم مختلفة. لم يُمانعوا كثيراً وجودهم في مصر وارتباطهم (وتلوثهم) بالثقافة المصرية والديانة المصرية. لم يعجبهم فقط جزء العبودية. لذا، بدأ الله بإخبار موسى أن على إسرائيل أن تنفصل عن مصر، حتى يتمكّن من أن يكونوا جميعهم له لكي يُريهم ما هي العبادة الصحيحة.

إن انقسام شعب الله وانفصاله عن العالم أمر بالغ الأهمية وعلى الشيوخ أن يروا أن فرعون له سيطرة أعمق بكثير مما يدركون؛ فمَلك مصر لا يريد فقط عملهم، بل يريدهم عقلاً وجسداً وروحاً. فرعون يريد ما يريده الشيطان. إن رفض فرعون السماح لهم بالانفصال لمدة إثنين وسبعين ساعة فقط ليعبدوا الله سيُظهر للشيوخ أن الطريق الوحيد أمامهم هو الإنفصال الدائم عن مصر وسيكون هذا طريقأً صعباً وشاقاً للغاية بالنسبة للشعب وقادتهم، لذلك عليهم أن يقتنعوا به بكل إخلاص. تذكروا أن ما نتحدث عنه هنا هو الخلاص.

ربما لا يوجد أحد منا في هذه القاعة لم يواجه نفس هذه الحقيقة. إذا كنت من شعب الله، فإن الله سيستخدم أي وسيلة ضرورية لفصلك وإبعادك عن أمور العالم؛ الأمور التي ليست جيّدة لك. ولكن، ليس من غريزتنا البشرية أن نتبع الله ونترك كل ما ليس من الله. بدلاً من ذلك، نحن نحاول أن نضع قدماً في العالم والأخرى في ملكوت الله. لكن هذا لن ينجح. لستُ متأكداً من أن هناك شقاءً أعظم من الشقاء الذي يعيشه ابن الله الذي يستمر في مقاومة مشيئة الرب وهي بأن نفصل أنفسنا عن كل ما هو غير مُقدّس، والجزء المُرهق من كل هذا هو أنها عملية لا تنتهي أبداً طوال مدّة حياتنا، طالما بَقينا في الإيمان. يبدو أنه بمجرد أن نقطع أخيراً علاقتنا ببعض الأمور الدنيوية التي كنا مستعبدين لها، سيُظهر لنا الله مجالًا آخر من حياتنا يجب التعامل معه بنفس الطريقة ….. وتستمر العملية طوال أيام حياتنا. كان بني إسرائيل يفضّلون أن يضعوا قدماً في مصر والأخرى في وعود الله. لن يكون ذلك مستحيلًا فحسب، بل سيكون مميتاً.

في نهاية الإصحاح الثالث، يعطي الله لموسى نبوءة مُدمجة بأمر: اقْضوا على مصر! عندما ينتهي الله من مُعاقبة مصر، كان على إسرائيل أن تطلب، أو من الأفضل أن تطلب من المواطنين المصريين أشياءهم الثمينة. وكان الله يقول إن مصر ستعطي إسرائيل بكل سرور أي شيء يريدونه فقط ليتخلّصوا منهم. في الواقع، ستصبح مصر خائفة من وجود بين إسرائيل….أو الأفضل من ذلك، من وجود إله إسرائيل. لدينا هنا سخرية أخرى من إنتاج الله: العبيد ينهبون أسيادهم. لقد كان التقليد السائد في ذلك الوقت، كما هو الحال اليوم في معظم المجتمعات غير الغربية، أن الغنائم تذهب إلى المُنتصر. لكن بني إسرائيل لم يكونوا المُنتصرين؛ لم يفعلوا شيئاً للتغلب على مصر. لقد فعل الله كل شيء واستفادت إسرائيل من ذلك. نمط آخر من أنماط الله التي تعترف بها الكنيسة أكثر من غيرها كمبدأ من مبادئ العهد الجديد التي نشأت في يسوع، لكنها في الواقع نشأت هنا: لقد افتدانا الله من عبوديتنا لجسدنا وللشيطان. كل ما فعلناه هو أن نستفيد مما فعله هو.

في الأسبوع القادم، سنبدأ الإصحاح الرابع.