10th of Kislev, 5785 | י׳ בְּכִסְלֵו תשפ״ה

QR Code
Download App
iOS & Android
Home » العربية » Old Testament » التكوين » سِفْر التكوين الدرس اثنان وأربعون – الإصحاح ثمانية وأربعون إلى الخاتمة
سِفْر التكوين الدرس اثنان وأربعون – الإصحاح ثمانية وأربعون إلى الخاتمة

سِفْر التكوين الدرس اثنان وأربعون – الإصحاح ثمانية وأربعون إلى الخاتمة

Download Transcript


سِفْر التكوين

الدرس اثنان وأربعون – الإصحاح ثمانية وأربعون إلى الخاتمة

في الأسبوع الماضي بَدأنا نتعرَّف على من سيُصبِح أفرايم، ابن يوسف، وما سيكون مَصيرُه نتيجة لبَرَكة يعقوب في سِفْر التكوين ثمانية وأربعين وانتهَينا بالنَظَر في سِفْر هوشع الذي يَقول الكثير عن دينونة الله على مَمْلكة أفرايم المُرتَّدة الآن.

انظُر الآن إلى هوشع الإصحاح الثامن من الآية سبعة إلى تسعة.

اِقرأ هوشع الإصحاح الثامن من الآية سبعة إلى تسعة

لقد قيل لنا شيئاً مُهمّاً جداً في هوشع ثمانية، سَيبتلِع الغرباء أفرايم-إسرائيل. هذه الأسباط العشرة الآن هي من بين الغوييم، الأمم غير اليَهودية ويَجري استيعابُها من قِبل الأمميين.

بالعودة إلى هوشع الإصحاح الثامن الآية سبعة، قيل لنا "أفرايم يختلِط بالشعوب". مع أيّ شعوب يختلِط أفرايم بنفسِه؟ الشعوب الأخرى الوحيدة الموجودة على كوكب الأرض ما عدا العبرانيين….. هي الأمميين. حوالي عام سبعمئة وخمسة وعشرين قبْل الميلاد. احتلَّت "أسيريا" (التي تُعرَف أيضاً في بعض الأحيان في الكتاب المقدس بإسم أشور) مَملكة أفرايم- إسرائيل الشمالية وشَتّتت بني إسرائيل من الأسباط العشرة الذين كانوا يعيشون هناك مِثْل عصائف سنابِل كثيرة في ريح شديدة. لمْ يحدُث ذلك بين عشيَّة وضحاها. لقد استغرَق الأمر حوالي سنوات سنوات أو ما قاربَه من المَعارك العَسكرية بين آشور وإفرايم، وفي كل مرَّة كان إفرايم يَخسَر المزيد من الأراضي والمزيد من الناس لصالِح الإمبراطورية الآشورية. انتَشر أفرايم- إسرائيل في نهاية المَطاف في جميع أنحاء الأمم المئة وعشرين التي تمّ احتِلالها والتي كانت تُشكِّل الإمبراطورية الآشورية الشاسِعة، حتى أنّنا نرى مصر مذكورة بشكل بارِز في سِفْر هوشع. ذلك لأن آشور غَزت مصر أيضاً لفترة من الزَمن، ونُفي الكثير من إفرايم-إسرائيل جنوباً إلى مصر.

الآن، بالتأكيد، لم يتمّ ترحيل كل فَرد من عائلة أفرايم-إسرائيل من أرضِهم. كان يمكن أن يكون هناك عدَد قليل منهم قد تُرِكوا وراءهم ولكن من المؤكَّد أنّ ما تبقى لمْ يَتجاوز خمسة بالمئة ربما من إجمالي سكِّانه،. أما الآخرون فَقَد تشتَّتوا وانصهروا وتزاوَجوا في معظمهم مع عشرات الأعراق والثقافات الوثنية المُختلِفة التي كانت تُشكِّل الإمبراطورية الآشورية، حتى أصبحت الغالبية العظمى من أفرايم-إسرائيل جزءاً من العالَم الوثَني. لم يكُن هذا الاندماج مَفروضاً على أفرايم-إسرائيل…..لقد سَعَوا إليه. لقد أرادوه. أرادوا أن يسلكوا طرُق العالَم الأممي. أرادوا أن يَتحرّروا من القيود الصارمة ومُتطلِّبات التوراة، شريعة موسى وهكذا استَجاب الله لهم. وفي غضون بضعة أجيال، لم يكُن لدى معظم بني إسرائيل-أفرايم – فكرة أنّ أجدادهم كانوا في وقت من الأوقات عبرانيين.

الآن، من المُهمّ أن نُلاحِظ أنّ ليس كل بني إسرائيل الذين تمّ تَهجيرهم أصبحوا مُندمجين. لقد أصبح من الواضح الآن، في عَصرنا الحالي، أنّ مجموعات من كلّ قبيلة من تلك القبائل العشرة من أسباط أفرايم-إسرائيل تمكَّنوا من البقاء معاً (محافِظين على انتمائهم وولائهم القبلي) واحتفظوا بذاكرة بعيدة لتاريخهم العبري. منذ شَهْر تقريباً عرضتُ عليكم جميعاً فيلماً وثائقياً ممتازاً بعنوان "البحث عن القبائل المفقودة"، والذي حَدّد بوضوح جميع تلك القبائل الإفرامية العشرة (التي غالباً ما يُطلَق عليها إسم أسباط إسرائيل العشرة المفقودة) باستثناء قبيلتَين تعيشان في أماكن مُختلفة في آسيا وفي مجموعات تَصِل أحياناً إلى مليون شخص وتُحافِظ على أسماء قبائلها والعديد من طقوس العبادة العبرية.

لكن، من أجل التوضيح، من الإنصاف أيضاً أن نقول أنه بالنسبة للجزء الأكبر من أعضاء القبائل المُختلفِة التي شَكَّلت مملكة أفرايم-إسرائيل، أصبحوا ببساطة جزءاً من العالم الأممي ولا أحد يَعرِف من هم هؤلاء الناس أو أين هم…… باستثناء الله نفسه. من شِبْه المؤكّد أنّ الكثير منّا في هذه القاعة اليوم يتجوَّل بِدَم عبراني من واحد أو أكثر من أسباط أفرايم-إسرائيل العشرة المَفقودة، ولكن، مادياً، ليس لدينا أي طريقة لمَعرِفة ذلك.

والآن بعد أن تَابعنا ما حدث في النهاية لنسْل أفرايم، دعونا نأخذ لحَظة لنفهَمَ ما حدَثَ للمَملكة الجنوبية (مملكة يهوذا)، ذلك البيت أو العائلة الأخرى من إسرائيل. لم تَتعرَّض يهوذا للهجوم من قِبل آشور. بل أبرموا معاهدة مع آشور بدلاً من ذلك، ودَفَعوا الجِزية لآشور مُقابل البقاء أمة مُنفصِلة؛ ولكن، بَعد ستمئة سنة قَبل الميلاد بقليل، أي بعد حوالي مئة وثلاثين سنة من زَوال مملكة أفرايم-إسرائيل الشمالية، أصبحت بابل القوّة العالَمية الجديدة، بقيادة نَبوخذ نَصر، فهاجموا يهوذا واحتَلوها.

على عكس ما فَعلتْه آشور بأفرايم-إسرائيل، لم ُيشِّتت البابليون سكّان يهوذا. لقد قاموا بالفِعل بترحيل مجموعة كبيرة من اليهود إلى بابل، لكنهم لم يَندمجوا ولم يُفصَلوا. لقد سُمِح لهم عموماً بالبقاء معاً كمجموعة (وهذا هو الأساس) وبالحفاظ على ثقافة مُنفصِلة. لم يكُن مسموحاً لشعب يهوذا بالبقاء مُنفصِلاً فحسب، بل أراد معظمهم البقاء مُنفصِلين… وهذا فرْق كبير آخر بينهم وبين أفرايم-إسرائيل. سُلِّم أفرايم-إسرائيل إلى الأممين لأنهم أرادوا أن يكونوا مِثل الأمميين، لذا مَنَحهم الله ذلك. لم تكُن يهوذا راغبة في أن تكون مِثل جيرانها الأمميين. بالإضافة إلى مئات الآلاف من اليهود الذين أُخِذوا إلى بابل، تُرِك آلاف آخرون في يهوذا كأوصياء على الأرض (كان هؤلاء فلاّحين أساساً) وببساطة لأنهم لمْ يكونوا ذوي قيمة كبيرة بالنسبة للبابليين، لم يكُن الأمْر يستَحِقّ عناء ترحيلهم إلى بابل.

بحلول وَقْت الغزو البابلي ليهوذا، كانت يهوذا تَتألَّف في المقام الأول من قبيلتَي بنيامين ويهوذا، ومن المؤكَّد أننا يجِب أن نُضيف اللاويين أيضاً، ولا شك أنّ مجموعات صغيرة من القبائل الإسرائيلية الأخرى كانت تَعيش أيضاً في يهوذا. لكن، كان وجود هذه القبائل الأخرى غَير مُهمّ لأن أعدادها كانت صغيرة جداً ولم يكُن لها تاثير. من المهمّ أيضاً أن نفهَمَ أنّه لم يَمضِ وقت طويل بعد أن أُخِذت يهوذا بعيداً إلى بابل، عندما بدأ النفوذ الفارِسي ثم اليوناني في الانتشار بعد أن فَقَدت بابل قَبضتَها على الشرق الأوسط، سيبدأ شَعب يهوذا في أن يُطلَق عليه إسم اليهود. واليهود، كما نعرِفهم اليوم، هم فقط شعب من أمّة يهوذا السابقة ولكن، بعد بابل، يَنظرون إلى أنفسهم على أنّهم بقايا بني إسرائيل كلِّهم، لأنّ القبائل التي كانت تُشكِّل أفرايم- إسرائيل قد زالت في نَظرهِم منذ زَمن بعيد.

الآن، مُتسلِّحين بمعرِفة أنّ جزءاً كبيراً من أفرايم قد تشتَّت واندمَجَ في جينات الأمميين، بينما بقي يهوذا ثقافة وعِرْقاً عبرانياً مُنفصلاً وُمتميّزاً، لنَعُد إلى سِفْر التكوين ثمانية وأربعين وننظُر إلى الآية السابعة عشرة إلى التاسعة عشرة مَرّة أخرى.

يُقال في نهاية الآية التاسعة عشرة أنّ أفرايم سيُصبِح "أمماً كثيرة". تقول بعض الأناجيل إنّ أفرايم سيَنمو ويُصبح "أمماً كثيرة"؛ وتقول أخرى إنه سيَصير مجموعة من الأمم. هنا يكون النَظَر إلى الكلمات العبرية الأصلية مُفيداً.

في الوقت الذي قاد فيه موسى بني إسرائيل للخُروج من مصر، كان العالَم قد انقَسَم بشكل كبير، من قِبل الله، إلى قسمَين من الناس: بني إسرائيل والجميع، و"الآخرين" هم ما يُسمّيهم الكتاب المقدس الأمميين. الأمميّون هي الترجمة الإنجليزية للكَلِمة العبرية "غوي". حتى يومنا هذا، يَبقى العالَم المادي في نَظَر الله مجموعتَين: الإسرائيليون والأمميون. المُصطلحات الشائعة التي نَستخِدمها اليوم هي اليهود والأمميين. لغَرَض المُحادثة، اليهودي والعبراني والإسرائيلي كلّها نفس الشيء. ولكن، من الناحية التِقنية، وبالنسبة لأولئك الذين يُريدون فَهْم الكتاب المقدس بشكْل أفضل، فإنّ هذه المصطلحات الثلاثة تعني شيئاً مُختلفاً، وآمل أن تكونوا قد بدأتم في فَهم هذا الإختلاف.

الآن، قَبْل أن نتفحَّص تلك الكَلِمات العبرية في سِفْر التكوين ثمانية وأربعين، دعوني أؤكِّد على شيء ما: عندما تُرتَكب أخطاء في محاولة تفسير وفَهْم معنى نبوءات الكتاب المقدس، عادة ما يكون السبب في ذلك هو أنّ كَلِمات تلك النبوءات لا تؤخذ حرفياً بما فيه الكفاية. لذا، دعونا نُلقي نظرة على الكلمات العبرية التي تُشكِّل الكَلِمات القليلة الأخيرة الحاسمة في البَرَكة النَبوية التي نَطَق بها يعقوب على أفرايم، في نهاية الآية، حيث تقول أناجيلنا مجموعة من الأمم أو شيء من هذا القبيل، فإنّ العبرية الأصلية هي: "ميلو ها غوييم" وهذه الكَلِمات، بمَعناها الحرفي، تعني…….ملء الأمميين أو بالأحْرى في السياق الدقيق للعَصر الذي كُتِبت فيه، ملء الأمم الوثنية.

إذاً، أفرايم سيُصبح ملء الأمم الوثنية. بالطبع، السؤال الذي قَدْرُه أربعة وستّين ألف دولاراً هو، ماذا يَعني ذلك بالضبط؟

حسناً، على الرُغم من أنّ الغيوم تَنقشِع، إلا أنّ النافذة لا تزال ضبابية إلى حدٍّ ما. ما يمكننا أن نَراه الآن هو أنّ أفرايم يَتماهى مع الشعوب الأممية في العالم ولكننا نعلَم أيضاً أنّ أعداداً كبيرة من مُختلف القبائل العَشر التي كانت تُشكِّل أفرايم قد أُعيد اكتشافُها، وهم يقولون: "نحن إسرائيليون، ولكننا لسنا عبرانيين". وهم على حَقّ. إنهّم من مملكة أفرايم وليسوا من مملكة يهوذا.

يَعتقد البعض أنّ نتيجة انصِهار أفرايم في العالَم الأممي هو أنّه من خلال طرُق الله العجيبة، كل مؤمِن أممي بالمسيح له علاقة نَسَب جسدية حَرفية بأفرايم. سيَقول البعض أنهم يستطيعون حتى أن يقولوا لك من أي سِبط من أسباط إسرائيل يَنحدرون. هناك مجموعة تُسمَّى جمعية بريت-أم التي تأخذ الأمْر خطوة أبعَد من ذلك وتقول أنّ بريطانيا وأمريكا هما اثنان من أسباط إسرائيل العشرة المَفقودة.

يقول آخرون أنّ أفرايم هو رَمزي بَحْت……رَمز إلى المؤمنين الأمميين. لا يزال آخرون يقولون أنّ المؤمنين الأمميين هم أفرايم …..أفرايم الروحي وليس الجَسَدي.

مع ذلك، فإنّ النتيجة النهائية هي أنّ يعقوب تَنبّأ بأنّ أفرايم "سيُصبِح ملء الأمم"… أي أن أفرايم كان ليكون نوعاً خاصاً ومهمّاً من البَرَكة لغَير العبرانيين… الأمميين؛ وبَعد ألف مئتي عام من البَرَكة النَبوية التي مَنحَها يعقوب لإبني يوسف، أفرايم ومنسى، تَشتَّت أفرايم بالفِعل واستوعبت الأمم في العالَم قِطاعات كبيرة من السكّان. لذا، فإنّ بعض النبوّة على الأقل واضِح، وقد حَدَث بالفِعل. كما بدأت أجزاء أخرى من النُبوّة، مِثل تلك الأجزاء من أفرايم التي نُفِيت ولكنها حافظَت على انتمائها القَبَلي بالإضافة إلى ذكرى جذورها العِبرية، في لَعِب دَور نَبوي آخر ومُختلف. وهذا يحدُث أمام أعيننا مباشرةً.

دعونا نعود إلى حزقيال، وننظُر إلى حزقيال سبعة وثلاثين.

الآن، لكي نفهَم السياق، فإنّ سِفْر حزقيال كتَبَه رَجُل، حزقيال، الذي كان يَعيش في بابل في الوقت الذي دوَّن فيه هذا السِفْر. لقد كان من بين مَنفيي يهوذا، أي أنه كان يهودياً….. كان قد سُبِيَ إلى بابل على يَد نَبوخذ نصر. كان أفرايم-إسرائيل قد توقَّف عن الوجود لأكثر من قَرن من الزَمان قَبل ذلك الوقت.

اقرأ حزقيال سبعة وثلاثين بأكملِه

لأغراضِنا، الآيات الرئيسية هي الآية الخامسة عشرة إلى التاسعة عشرة وما يحدُث هو أنّ يهوذا وإفرايم، بعد أن عادا إلى الحياة مرَّة أخرى، يعودان إلى أرض إسرائيل التي أُعيد تأسيسها، ويتم جَمعُهُما في شعب واحد مُوحَّد. هذه نبوءة نهاية الزمان. هذا لمْ يحدُث أبداً ويحدُث فقط بعد أن يولد بني إسرائيل من جديد كأمة.

الأمر هو، نحن نعرِف من هو يهوذا……. إنهم اليهود، ولكن، ماذا عن إفرايم؟ كيف يُمكن لأفرايم أن ينضمّ إلى يهوذا إذا كان أفرايم هم الأسباط العشرة الضائعة والمُشتَّتة، الذين أصبحوا جميعهم تقريباً من الأممين ولا يَعرِفون من هم؟

الأمْر الذي لا مَفرَّ منه، هو أنه سيكون هناك انضمام للشعب اليهودي مع من سيَكتشف بطريقة ما أنّهم أفرايم، ونحن نعرِف من نبوءة يعقوب المُتعلِّقة بأفرايم ومن كل النبوءات الأخرى التي درسْناها، أن جزءاً من أفرايم على الأقل مُرتبِط بشكل مؤكد بالأمميين.

ولكن، نحن نعلَم الآن أيضاً بشكل مؤكَّد أن القبائل الإسرائيلية المُحدَّدة الهويّة التي شكَّلت أفرايم قَبل ألفين وسبعمئة سنة هي على قيَد الحياة وبصحّة جيّدة. في الواقع، لقد تقدَّموا إلى الأمام وأكَّدوا تُراثَهم الإسرائيلي وقَدَّموا التماساً لدولة إسرائيل للهِجرة إلى إسرائيل. بل أكثَر من ذلك، في آذار/ مارس من عام ألفين وخمسة، أي قَبل عام واحد فقط، وافَقت حكومة إسرائيل والزعيم الديني في إسرائيل على أنّ هذه القبائل الأفرامية قد تمّ ايجادها، وأنها بالفِعل بني إسرائيل، وهكذا صَدَر قانون يسمح لهؤلاء الأفراميين بالعودة إلى دِيارهم ولمّْ شملِهم مع إخوانهم الإسرائيليين اليهود.

ها نحن الأمميين نجلِس هنا مُجتمعين معاً اليوم……نحن الأمميين المسيحيين……مع هذا الحبّ والإهتمام المُتزايِد بإسرائيل في قلوبنا، وبالمناسبة، نحن نرى نفْس هذه الظاهرة تحدُث في جميع أنحاء العالم….هذه ليست، بأي حال من الأحوال، حركة أمريكية ونحن لا نعرِف من أين جاء هذا الحبّ؛ لكننا نعلَم في أرواحنا أنّ لدينا نوعاً من الارتباط مع الشعب اليهودي وبدون شك في ذهني أنّ هذا الارتباط له مصدرُه في إفرايم. أعتقد أنها صِلة روحية أكثر بكثير، ولكن في الواقع قد يكون هناك أيضاً بعض العناصر المادّية.

لذا، أيها الدارِسون الحقيقيون للكتاب المقدس، إذا كنتم مَحظوظين بما فيه الكفاية ليكون لديكم برنامج بَحْث في الكتاب المقدَّس على الكمبيوتر أو حتى مُعجم ألفاظ جيد، اجلسوا في مساء ما، واذهبوا إلى كل الأماكن التي ذُكِر فيها إفرايم. سوف تخافوا عندما ترَوا إلى أين يقودكم. ولكن….. اسمحوا لي أيضاً أنْ أريكم مكاناً لم يُذكَر فيه إفرايم، في حين أنّ المَرء قد يتوقَّع أن يكون فيه، وهذا يجب أن يُشير أيضاً إلى شيء مهمّ بالنسبة لنا.

اقرأ سِفْر الرؤيا الإصحاح واحد الآية سبعة إلى ثمانية

الآن، سِياق هذا المقطَع هو أنه يحدُث في فترة الضّيقة… الفترة التي تُعرَف عند الشعب اليهودي بزَمن متاعب يعقوب. يُشير زَمن متاعب يعقوب والضّيقة إلى نفْس الشيء في الأساس. إنهما مجرد تعبيرَين ثقافيَين مختلفَين لنفْس الحدَث.

لدينا هنا هذا الحَدَث العظيم الذي سمِعنا عنه لسنوات…. خِتام الـمئة وأربعة وأربعين ألف شاهد. لكن، لاحظوا أنّ هؤلاء الشهود جَميعهم من أسباط إسرائيل؛ وتمّ سَرْد هؤلاء الشهود قبيلة قبيلة، اثنا عشَر لكل سِبط مضروبين بـإثني عَشر سبطاً يساوي مئة وأربعة وأربعين ألف.

لكن، انظُروا بعِناية: من الغريب أنّ هناك إسمَين مفقوديَن من هذه القائمة، وأُضيف إسم قديم مرة أخرى: أفرايم ودان مفقودان، وأُضيف يوسف ولاوي مرة أخرى. لماذا؟

حسناً، بينما نَستعِدّ بدءاً من الفصل تسعة وأربعين لدِراسة بَرَكات يعقوب على أبنائه اللإثني عشر، سنرى أنّ دان على ما يبدو سيكون لديه مشكلة خطيرة مُستمرّة مع عبادة الأصنام. حتّى أنّ البَعض يَعتقد أنّ المسيح الدجّال سينشأ من صِلة بقبيلة دان (بالمناسبة، أنا لا أؤيد هذا الاعتقاد، لكنني لا أقول أن هذا مُستحيل تماماً). لذا، قد يكون هذا هو سبب استبعاد دان. لكن السؤال المَنطقي التالي هو: أين أفرايم؟ لأننا في حزقيال، نرى في نهاية الزَمان أنّ أفرايم ويهوذا قد اتَّحدا من جديد، ثم نرى بعد ذلك أنه بدلاً من أفرايم، يُضاف يوسف مرة أخرى. لقد أخبرتُكُم سابقاً أننا سنرى تركيبة أسباط إسرائيل تَتطوَّر، بدءاً من وقت نَشأتهم، وفي النهاية هنا في سِفْر الرؤيا. يجب أن نَفْهم أنّ هذا أمْرٌ مهمّ. أن نرى فجأة أنّ أفرايم قد حُذِف وأضيف يوسف مرة أخرى، فهذا يعني أن شيئاً دراماتيكياً قد حَدَث ولكن، ما هو؟

حسناً، دعونا نَنظُر إلى الآيتين التاليتين في سِفْر الرؤيا سبعة:

اقرأ سِفْر التكوين الإصحاح سبعة من الآية تسعة إلى أربعة عشرة

أولاً، دعونا نَتذكَّر أنّ عودة أفرايم ويهوذا معاً مرة أخرى حدَثَت قَبل الضّيقة العظيمة، التي تُدعى أيضاً زَمن متاعب يعقوب. يحدُث ذلك في الأيام الأخيرة، ولكن قَبل دخول العالم في تلك الفترة الرهيبة.

لدينا مجموعة أخرى من البَشر، في رؤيا سبعة، توصَف بأنّها من كل أمّة وقبيلة ولِسان. بالطبع، هؤلاء هم المؤمنون الذين أُخرِجوا من الضّيقة. يقول البعض أنّ هؤلاء هم أولئك الذين استَشهدوا أثناء الضيقة؛ ويقول آخرون (كما أفعل أنا) أنّ هؤلاء هم أولئك الذين اختُطِفوا. ولكن، النقطة المُهمّة هي أنه أياً كان هؤلاء الأشخاص وكيفَما كان مصيرهم أمام عرش الله، فمِن الواضح أنّ هؤلاء هم المؤمنون.

الآن، لقد أخبرتُكم بأنني سأُخمّن، وهذا أحد تلك الأوقات. من هم هؤلاء الناس الذين يَرتدون الثياب البيضاء؟ هل يمكن أن يكونوا جزءاً من أفرايم، الذي أصبَح فجأةً مَفقود من قائمة الأسباط اللإثني عشر؟ لأن يوحنا يَسأل الملاك في الآية الثالثة عشرة…… "مَنْ هُمْ وَمِنْ أَيْنَ هُمْ"؟ نعلَم من آية سابقة أنَّهم من كل أمّة وقبيلة ولِسان. الكلّ يعني الكلّ. ونحن نعلَم أنّ أفرايم لم يكونوا فقط مُبعثرين بين الأمم، بل انضمّ عدد قليل من الأفرايميين إلى سِبط يهوذا……اليهود. ونعلَم أنّ تعريف كَلِمة "الأمم" هو الأمميين.

ولكي أختُم هذا الدَرس، أودّ أن أخبرَكم بأفضَل تقديري لما يَعنيه ذلك بالنسبة لنا، ثم أقرأ لكم بعض الكتُب المقدسة الأخرى.

أولاً، أعتقد أنّ أسباط إسرائيل المَدعوّين في رؤيا سبعة، أولئك الذين كانوا يُدعَون "ضائعين" ولكنهم بالتأكيد لم يَعودوا ضائعين بعد الآن؛ أولئك الذين يُدعَون جزءاً من أفرايم، هم أولئك الذين لمْ يَندمجوا في العالم الأممي بل من خلال يَد الله الإلهية استطاعوا أن يبقوا معاً ويبقوا مُتماسكين ومُثبتين في أسباطهم الأصلية. لاحظوا أنّه من هذه القبائل "الأفرامية" سيَأتي الجزء الأكبر من الـمئة وأربعة وأربعين ألف وبعبارة أخرى، معظَم القبائل في تلك القائمة في رؤيا سبعة هي ما أصبح يُعرَف بإسم أفرايم إسرائيل بَمعزِل تام عن يهوذا وبنيامين ولاوي.

لماذا لم يَتمّ فَصْل اللاويين وأُدراجِهم مرة أخرى كقبيلة من إسرائيل؟ لأنه لم تَعُد هناك حاجة لقبيلة كهنوتية خاصة لتوَلّي خدمات الهَيكل. الرِجال الوحيدون الذين سيَنجون من الضيقة بشكل أو بآخر هم المؤمنون، وجميع الرِجال سيكونون كهنة. انتهَت كل الذبائح. انتَهت كل عبادة للهَيكل وانتهى كلّ فِداء. انتهى الأمر. إذن، لم تَعُد هناك حاجة إلى اللاويين ليكونوا فِدية عن أبكار إسرائيل. لقد اكتَمل دَور اللاويين وهكذا يعودون إلى تراثِهم، إسرائيل.

أعتقد أنّ أفرايم، على أقّل تقدير، هو كل البقية الباقية من أسباط أفرايم-إسرائيل العشرة الشمالية الذين حَافظوا على تلك الهويّة على مَرّ القرون. تلك القبائل العَشرة التي أُعيد اكتشافُها ودعوتُها للعودة من أجل لمّْ شَمْل سعيد مع إخوتها وأخواتها اليهود في وطنِها إسرائيل.

لكن، أترُك مجالاً لإمكانية أنّ أفرايم يُمثِّل بطريقة ما أيضاً الجزء الأممي من الكنيسة…. ربما على المستوى الروحي أكثر مما هو على المستوى المادي. مع ذلك، فإنّ العلاقة المادّية مُمكِنة بالتأكيد. كما هو الحال مع كل النبوءات، لا يحصُل المَرء على الصورة الكاملة إلا بعد أن يتحقَّق كل شيء. عندما يكون المرء في خِضمّ تحقيقها، كما هو الحال اليوم فيما يَتعلَّق بإعادة توحيد أفرايم ويهوذا، لا يكون كل شيء واضِحاً. هناك الكثير ممّا هو غَامِض في كل هذا، ولذلك علينا أن نكون حَذرين من أن لا نكون صارمين وعقائديين حول ما سيَبدو عليه الطريق إلى النتيجة النهائية.

عندما يَقول حزقيال أنّ المُتّحديَن، أفرايم ويهوذا، سيعودان معاً، أعتقد أننا ربما نَسمع عن لمّْ شَمْل على مستويَين: روحي ومادي. لقد تحدثتُ إليكم مراراً عما أسمّيه حقيقة الازدواجية؛ هذه الطريقة الغامِضة التي يعمَل بها الله حيث كل ما يتعلَّق بمخطَّطِه له عنصُر روحي وعُنصر مادي يَعمَلان بالتَوازي.

على المُستوى المادي، أرى أنّ إعادة التوحيد الذي تحدَّث عنها حزقيال سبعة وثلاثين، هي عودة أسباط أفرايم "الضائعين" إلى إسرائيل، ليَنضمّوا إلى إخوتهم من سِبط يهوذا…..اليهود…. الذين جاؤوا قَبلَهم ببضع سنوات لتأسيس دولة إسرائيل. لا داعي للتَخمين حول هذا الأمْر، لأنه يَحدُث ونحن شهود على ذلك؛ وعلى المستوى الدُنيوي والمادي، لدينا بيتي إسرائيل…..إفرايم ويهوذا…… يَعودان معاً ليُشكِّلا أمّة واحدة لله، كما كانا في بدايتهما، إسرائيل. الأسباط الإثنا عشر معاً مرة أخرى. حاضرين جسدياً ويَعيشون معاً في إسرائيل. شيء لم يكُن كذلك منذ ما يقارب ثلاثة آلاف سنة.

مع ذلك…..بَعد النموذج الخاص بي لوَاقع الازدواجية……. على المُستوى الروحي، أرى أيضاً جانباً آخر من إعادة الإتحاد في حزقيال سبعة وثلاثين على أنّه في النهاية يَتعلَّق بالأمميين المؤمنين بالمسيح، الذين ربّما يُمثِّلهم أفرايم بطريقة ما، والذين سيَجتمِعون مع اليهود المؤمنين بالمسيح الذين يُمثِّلهم يهوذا. هؤلاء معاً هم إسرائيل الروحي أو إسرائيل الحقيقي الذي يتحدَّث عنه بولس، وهذا ما بدأ يحدُث الآن، حيث يَتواصل المؤمنون الأمميون بمَحبَّة مع الشعب اليهودي كما لم يَحدُث من قَبل في التاريخ. يَتزايد عدد اليهود الذين يؤمنون بيسوع بمعدَّل سريع، وكما اكتشف أولئك الذين زاروا إسرائيل مؤخراً، هناك رابطة مَحبَّة تنمو بين الأمميين واليهود، وخاصة بين اليهود المسيانيين والمسيحيين الأمميين، وهذا كلُّه تمّ التنبؤ بكيفية حدوثِه وبأي ترتيب سيحدُث وأين سيحدُث ومن سيُشارِك فيه.

انتقِل إلى مزمور مئة واثنان.

اقرأ المزمور مئة واثنان من واحد إلى تسعة عَشرة

لاحِظ أنّه يقول في الآية الرابعة عشرة (ربما الآية الخامسة عشرة حسب نَسختِك من الكتاب المقدس) أنّ "عبيدك" سيُحبّون حجارة إسرائيل ذاتها، ليس فقط شعبَها المُختار…..عبيدها. كل الذين يُحبّونها، يهوداً كانوا أم أمميين، هم عَبيدها. اليهود والأمميين سيقَعون ببساطة في حُبّ إسرائيل.

انظروا أيضاً إلى الكَلِمات القليلة الأخيرة التي قرأتُها لكم، فهي تقول إنْ ما قيل في هذا المزمور هو لِجيل قاِدم (من زَمن داود). هذا من أجْل شعب لم يكُن قد خُلِق بَعدُ سيُسبِّح الله. حسناً، من المؤكد أنّ كلّ بني إسرائيل قد خُلِقوا بالفِعل، وعاشوا في مصر وغادروا مصر، وفي وقت هذا المزمور كانوا يعيشون في أمّة ذات سيادة خاصة بهم مع مَلِك واحد على الأسباط الإثني عشر….داود.

هذه الإشارة إلى "شعب غامض لم يُخلَق بعد" لا تتَحدَّث عن شيء أقلّ من جَسد المؤمنين الأمميين……الكنيسة….الذين سيُصبحون جزءاً من إسرائيل روحي…..حقيقيّ….. وسنَكون جميعاً نُحبّ إسرائيل ونُسبِّح الله وفقاً لهذه النبوءة.

الآن، دعونا نأخذ ما تَعلّمناه وننظُر إلى رومية الإصحاح الحادي عشَر. إليكم السؤال: لماذا أعطى الله توراتَه لاثنا عشر سِبطاً من أسباط إسرائيل، ثمّ من خلال بيت يهوذا، الجزء اليهودي من إسرائيل، أعطانا مُخلِّصنا، فقط لكي تَنتقِل شُعلة الإنجيل من اليهود إلى الأمم، ثم لكي يكون اليهود والأمم على خلاف مع بعضهم البعض لقرون؟ دعونا نقرأ الآيات من الحادية عشرة إلى السادس والعشرين، لأنها تَتناول هذا السؤال والإجابة عليه بشكل صريح.

أيضاً، دعونا ننظُر مرة أخرى إلى مُخطَّط دائرة الخلاص.

اقرأ رومية الإصحاح الحادي عشر من الآية الحادية عشرة إلى السادسة والعشرين

كانت خطّة الله هي أن يُعطي عهوده لإسرائيل؛ عهود من شأنها أن تؤدّي إلى استِعادة العلاقة بين البشر والله. في الوقت المناسب، كان من المُقرّر أن ينضمّ العالَم الوثني إلى عهدي إسرائيل…..القديم والجديد. عندما رَفَضت إسرائيل، في معظمِها، العهد الجديد، الذي هو دَم المسيح، طُعِّم المؤمنون الأمميون في إسرائيل، بهدَف مزدوِج هو المُشاركة في عهود إسرائيل وحَمْل الإنجيل إلى العالَم الوثني كلِّه. لكن، في الوقت المُحدَّد، سيَستيقِظ اليهود ويرَون أنّ الأمميين نالوا ما كان مُخصّصاً لإسرائيل، فيغارون ويريدون ما للمؤمنين الأمميين.

عندئذ، يقول بولس إنّ اليهود سيَتعلّمون الإنجيل من الأمميين الذين تَعلَّموا الإنجيل أصلاً من اليهود، وبهذه الطريقة ستَخلُص كل إسرائيل. كلا البيتَين. من هي إسرائيل بكاملها، روحياً؟ المؤمنون…… الأمميون واليهود. أفرايم، بيت إسرائيل الذي أصبح جزءاً من العالَم الأممي، ويهوذا الذي بقي يهودياً. كِلا البيتَين خَلُصوا ونحن نرى هذا يحدُث بأعيُنِنا.

سنَبدأ في الأسبوع القادم بالنَظَر إلى بَرَكة أخرى ليعقوب، كما وَرَدت في تكوين تسعة وأربعين، ونرى كيف تَرتبِط بالبَرَكة المُتقاطِعة في تكوين ثمانية وأربعين.