26th of Kislev, 5785 | כ״ו בְּכִסְלֵו תשפ״ה

QR Code
Download App
iOS & Android
Home » العربية » Old Testament » الخروج » الدرس التاسع عشر – الإصحاح عشرون تابع الجزء الثاني
الدرس التاسع عشر – الإصحاح عشرون تابع الجزء الثاني

الدرس التاسع عشر – الإصحاح عشرون تابع الجزء الثاني

Download Transcript


سفر الخروج

الدرس التاسع عشر – الإصحاح عشرون تابع الجزء الثاني

نواصل اليوم دِراستنا المُستفيضة لما يُعرف شعبياً بالوصايا العَشر في سِفر الخروج عشرين.

لقد دَرسنا في الأسبوع الماضي وصيتين مُثيرتين للجدل….. أو بتعبير أدقّ: كلمات….، وهما عدم استخدام اسم الرب بشكل عبثي والنهي عن صنع صوَر ورموز للألوهية أو أي إله زائف في هذا الشأن.

أَعتقد أننا تناولنا هذين الموضوعين كثيرًا الأسبوع الماضي لذا لا داعي لمُراجعتهما. ومع ذلك، أريد أن أُدلي بتعليق واحد فيما يتعلق باستخدام اسم الرب. لقد ذكرت أن الشعب اليهودي لم يتوقّف عن التَلفُّظ باسم الرب الرسمي، الذي يَظهر ستة آلاف مرة في العهد القديم، إلا قبل العام ثلاثمئة قبل الميلاد بقليل. ومع ذلك، لا يزال هناك سوء فهم خطير حول هذا التحريم: يوضح التلمود أن قرار التوقف عن قول أو كتابة "يَهْوه" الذي هو اسم الله لا علاقة له على الإطلاق بالوصية الثالثة. هل سَمعتم ذلك؟ لم تَعتقد كتابات الحكماء ثم الحاخامات من ذلك العصر ولمئات السنين بعد ذلك أن النطق باسم الله هو خرق للوصية الثالثة، بل كانت المسألة مسألة تقديس مناسب. ويذكر فيلو أن في ذلك العصر نفسه، أصبح عدم مناداة الوالدين باسميهما الرسميين تقليدًا احترامًا وإجلالاً لهما. لذا، يقول فيلو، سرعان ما انتقل هذا المفهوم نفسه إلى عدم مناداة "الأب الأسمى" باسمه الرسمي. كان الرأي الأكثر شيوعًا الذي كان سائدًا في أيام يسوع هو أن التلفّظ باسم الله بصوت عالٍ يُخالف فريضة سفر اللاويين أربعة وعشرين الآية الخامسة عشرة التي تقول: "كل من يُجدّف بإلهه يحمل ذنبه…." لكن كتبة التلمود يرفضون فكرة أن النطق باسم الله يساوي التجديف.

من هنا أصبح النطق باسم الله خطأ من زمن وحتى أيامنا هذه لأنه ينتهك الوصية الثالثة ليصبح نوعًا من الخرافة الحديثة بين اليهود، أمّا الفكرة الأساسية لاعتباره خطأ كان مجرد محاولة للتقديس. إذًا، ما الفرق الذي قد تتساءل عنه؟ إذا كان الأمر يتعلق بمخالفة الناموس (الوصية الثالثة)، فإن التلفظ بالاسم خطيئة. أما إذا كانت المسألة هي مسألة لياقة، فهي إذًا تتعلق بالسلوك لائق (لا تختلف عن الجدال حول ما إذا كان من المقبول أن تأتي إلى الكنيسة بملابس رسمية أو غير سمية).

هذا الأسبوع لا يصبح الأمر أسهل كثيرًا لأن الوصية التالية تتعلق بمراعاة احتفال "السبث" أي السبت.

أعيدوا قراءة الاصحاح عشرين من الآية الثامنة حتى الإحدى عشرة

تبدأ الكلمة الرابعة بـ "اُذْكُرُوا الْيَوْمَ السَّبْتَ لِتَخْصِيصِهِ للهِ". وهي تشرح أن السبت هو اليوم السابع من الأسبوع، وتخبرنا كيف يجب أن ننظر إلى السبت، السبث بالعبرية؛ ثم تنتهي هذه الكلمة بما يلي "لِهَذَا بَارَكَ الرَّبُّ الْيَوْمَ السَّبْتَ وَفَصَّلَهُ لِنَفْسِهِ".

في الأسابيع القادمة سوف نَدرس المزيد من عناصر السبث لأنه موضوع مهم بالتأكيد بين المؤمنين، وموضوع ذو أهمية في الكتاب المقدس. أريد في المقام الأول أن أعطيكم غذاءً للتفكير حول السبث، لأن النقاش حول ما إذا كان من المفترض أن يحتفل المسيحيون بالسبث أم لا قد تم بين علماء الكتاب المقدس العقلاء والبارعون لقرون… وما زال النقاش مستمرًا.

في رأيي هناك سؤالان في صميم الموضوع حول مراعاة السبت: أولاً، هل الوصايا العشر الواردة في سِفر الخروج عشرين للكنيسة أم لا؟ وثانيًا، متى وما هو السبث؟ والآن، في بداية هذا الدرس، طَرحتُ عليكم جميعًا سؤالاً ، وكان هذا السؤال: هل تَعتقدون أن جميع الوصايا العشر صالحة. على ما أذكر، كانت الإجابة بالإجماع إلى حدٍّ كبير أن الوصايا كانت صالحة بالفعل، وأنه ليس لدينا الحَقّ في الإنتقاء والإختيار. في الواقع، لا أعتقد أنني سمعت أبدًا أي طائفة مسيحية تقول أن الوصايا العشر، كلها، ليست للمسيحيين. هناك نسخة منها معلّقة في مكان ما في كل كنيسة.

إذًا، لماذا يقوم كل هذا الجدل حول ما إذا كان من المفترض أن نفعل ما تقوله هذه الوصايا أم لا؟ لقد أعطاني شخصٌ مؤخرًا وثيقة تعليمية فَحواها أن المسيحيين قد أُعفوا من واجب مراعاة السبث. ولكن، إذا كان الأمر كذلك، فكيف يمكننا جميعًا أن نقول بهذه السهولة أننا يجب أن نُطيع الوصايا العشر كلها؟

هذا يقودنا إلى السؤال الثاني عن وقت وماهية السبث. ما لم نصل إلى استنتاج أنه يحقّ لنا أن نتجاهل الوصية الرابعة، الكلمة الرابعة، في مُراعاة السبت، وأنّ المسيحيين الأمميين يجب أن يتبعوا الوصايا التسع كعقيدة وليس الوصايا العشر، فإذًا، أعتقد أننا بحاجة إلى معرفة متى وما هو السبث في نظر الله.

إحدى نقاط الخلاف المُعتادة فيما يتعلق بالسبت هي متى يكون السبث. دعونا نبدأ هذه القضية الشائكة برؤية ما إذا كان بإمكاننا أن نتفق جميعًا على ما يلي: هناك سبعة أيام في الأسبوع، وهناك يوم سابع واحد فقط في الأسبوع، كل أسبوع، تمامًا كما يوجد يوم أول واحد فقط، ويوم ثانٍ واحد، ويوم ثالث، إلخ. على مدار التاريخ المكتوب، وحتى قبل التقاويم الرسمية، هناك وحدة لقياس الوقت تُسمى الأسبوع، وهي تتألف من سبعة أيام في الأسبوع، كل منها نُسميه يومًا. تأخرت الثقافات في التاريخ في إطلاق أسماء على أيام الأسبوع، وبالطبع، كانت الأسماء تختلف باختلاف اللغة. قبل ذلك، أفضل دليل على ذلك هو أن الأيام كانت ببساطة مرقمة: اليوم الأول، واليوم الثاني، إلخ.. ولا يزال العبرانيون حتى يومنا هذا يَستخدمون نظام الترقيم، وليس التسمية، للأيام باستثناء اليوم السابع بالطبع، الذي أُطلق عليه اسم السبث.

بينما يمكن أن تختلف التقاويم على مدى آلاف السنين منذ اختراعها لأول مرة، من المدهش أنه لا يوجد خلاف على عدد أيام الأسبوع، ولا يوجد سوى حالة أو حالتين نادرتين فقط يتم فيهما تغيير اليوم الأول أو اليوم الأخير من الأسبوع، أحد هذه التقويم الاستثنائي هو التقويم الرونيكي، الذي تم اختراعه في منطقة السويد في القرن الثالث عشر الميلادي تقريبًا، وقد تم إنشاؤه لمراعاة نظام الآلهة والإلهات في الشمال، ولكن مع تأسيس المسيحية أيضًا بدأ التَقويم في دَمِج الأيام المقدسة المسيحية.

وباستثناء الرونية وربما مثال أو مثالين نادرين آخرين، كانت جميع التقاويم من كل مناطق العالم متناغمة فيما يتعلق ببداية الأسابيع ونهايتها. أحد الاستثناءات الجديدة هو معيار حديث بدأته المنظمة الدولية للتوحيد القياسي، وهي مجموعة تم تشكيلها منذ بضعة عقود لتطوير معايير الأعمال التجارية والتصنيع الدولية…… إذا كان أحدكم يعمل في مجال التصنيع فقد يكون على دراية بمعايير أيزو المختلفة. قررت هذه المجموعة أنه بالنسبة لحفظ سجلات الأعمال، فإن يوم الإثنين هو اليوم الأول من الأسبوع. والسبب في تغييرهم مثير للاهتمام: أن يوم السبت اليهودي، ويوم الأحد المسيحي هما يوم السبث ويوم الأحد الرباني، ويشكلان معًا ما نسميه جميعًا عطلة نهاية الأسبوع، وعادةً ما يكونان يومان غير أيام العمل في العالم الصناعي. قررت المنظمة الدولية لتوحيد المقاييس أنه من المنطقي لأغراض العمل أن يكون يوم الاثنين هو أول يوم عمل في الأسبوع، معيارهم الجديد لليوم الأول من الأسبوع.

وبخلاف ما ذكرته، لا أعرف أي حالة تذكر فيها إحدى التقويمات أن هذا هو اليوم الثاني من الأسبوع، وأخرى أنه اليوم الخامس، أو شيء من هذا القبيل. والآن، متى تبدأ الشهور والسنوات بالضبط ومتى تنتهي كان مصدر جدل، لأنها تستند إلى الدورات الموسمية، والزراعية والقمرية والشمسية. بعض الثقافات، بما في ذلك العبرانيين، قامت بتعديل تقاويمها من حين لآخر بإضافة شهر إضافي أو بعض الأيام الإضافية إلى سنتهم النموذجية. ولكن فيما عدا الاستثناءين اللذين ذكرتهما، لا يوجد أي سجل لثقافةٍ ما غير الاستثناءين اللذين ذكرتهما، قامت بتعديل يوم الأسبوع، أي جعل اليوم الثالث، الخامس لسبب ما، أو السابع يصبح اليوم الأول، أو أي تبديل من هذا القبيل. كانت التعديلات تحدث فقط فيما يتعلق بعدد الأيام في الشهر أو السنة، ومتى يبدأ الشهر والسنة ومتى تنتهي. فكِّر في السنة الكبيسة؛ في كل سنة رابعة، عندما نقوم بتعديل تقويمنا بإضافة يوم واحد إلى شهر فبراير، هل يكون لدينا يومان من أيام الاثنين أو يومان من أيام الثلاثاء في ذلك الأسبوع؛ أو هل نعيد اليوم من الخميس إلى الأربعاء أو شيء من هذا القبيل عندما نجري هذا التعديل؟ بالطبع لا، لأن عدد الأيام الموجودة في الشهر أو السنة مستقل تمامًا عن عدد الأيام الموجودة في الأسبوع.

ولذلك، فإن ما نُسميه يوم الأحد كان منذ آلاف السنين، ولا يزال، مرتبطًا باليوم الأول من الأسبوع. اليوم السابع، وفقًا لطريقتنا الحديثة في تسمية أيام الأسبوع بدلاً من ترقيمها، هو يوم السبت. النقطة المهمة هي: مهما كانت المشاكل التي نَشأت على مر القرون فيما يتعلق باليوم المُناسب للاحتفال بالسبث، فهي لم تنطو على صعوبات أو خلافات أو تغييرات في تحديد اليوم السابع من الأسبوع.

يقول الله في سفر التكوين أن الله خلق الكل في ستة أيام، ثم في اليوم السابع استراح. وأمر أيضًا أن يُدعى اليوم السابع سبتًا أو سبثًا وأن يُخصَّص ليُحتفل به على أنه مقدّس. عندما نجتمع في يوم الأحد، من الواضح أننا لا نحتفل باليوم السابع، اليوم الذي اسمه السبث….. موضوع الكلمة الرابعة. بل نحن نحتفل بشريعة سنّها قسطنطين والكنيسة الكاثوليكية في القرن الرابع الميلادي، حيث أنشأوا يومًا للشركة المسيحية يسمى يوم الرب. هذا ليس تخمينًا، ولا نقدًا، بل هو ببساطة حقيقة موثقة جيدًا باعتراف المؤرخين وعلماء الكتاب المقدس على حد سواء.

بعد درسنا قبل أسبوع أو أسبوعين والذي استندتُ فيه على بعض العلماء الكاثوليك فيما يتعلق بعبادة يوم الأحد، قال لي أحدهم أن هذا الأمر لا يَهمهم، ولمَ قد يهتم البروتستانت بما تقوله أو تفكر فيه الكنيسة الكاثوليكية. حسنًا، الحقيقة هي أنّ جميع التقاليد الرئيسية الموجودة في الطوائف البروتستانتية الحديثة تقريبًا، بما في ذلك عبادة الأحد، هي من أصل كاثوليكي. لقد كنا نتبع المراسيم الكاثوليكية طوال حياتنا الكنسية، ولكننا لم نكن على علم بذلك.

يوم الرب، أي عِبادة يوم الأحد، وُجدت تكريمًا لقيامة المسيح في اليوم الأول من الأسبوع. على الرغم من عدم رسم يوم قيامة المسيح، اليوم الأول من الأسبوع، في الكتاب المقدس كيوم اجتماع أسبوعي، إلا أنني أظن أنّ ما من حظر على اجتماع الكنيسة في اليوم الأول، أو في كل يوم من أيام الأسبوع إذا اخترنا ذلك. ولكن، يوم الرب ببساطة ليس يوم السبث كما حدده يَهْوه في الكتاب المقدس. وبالمناسبة، لقد تحدثت مؤخرًا مع قس محلي شاب في الثلاثينيات من عمره، تخرّج مؤخرًا من مدرسة لاهوتية معمدانية، وما قلته لكم للتو هو بالضبط ما تعلمه. لقد تم تحذير طلاب المدرسة الإكليريكية ليسموا دائمًا يوم الأحد يوم الاجتماع يوم الرب، ولا يسمونه أبدًا يوم السبث، لأن المسيحيين عمومًا لا يراعون السبث التوراتي. لكنه روى لي أيضًا أنه عندما سأل لماذا لا نحتفل بالسبث، وهي وصية مسيحية تقليدية، أخبره أستاذه أن هذا النقاش يجب أن يتم على انفراد…. ما لم يحدث أبدًا بالمناسبة.

أقف أمامكم اليوم لا لأخبركم بما يجب أن تفعلوه فيما يتعلق بالسبث، ولا لأدين الكنيسة السائدة، ولا لأفرض عليكم وجهة نظري الشخصية في هذا الأمر.

ومع ذلك، إذا كنتم تعتقدون أن عليكم اتباع جميع الوصايا العشر، فالسؤال الذي نحن مجبرون جميعًا على مواجهته هو: متى يكون السبث؟ إذا كنت مسيحيًا إنجيليًا، فأنت عضو في مجموعة من الطوائف التي تقول بشكل لا لبس فيه أن اليوم الأول (الأحد) ليس السبث، بل هو يوم شركة تقليدية يسمى يوم الرب؛ وهذا لأن عقيدة الكنيسة تتفق تمامًا على أن "سبث" الكتاب المقدس هو اليوم السابع (السبت في المصطلحات الحديثة) وليس اليوم الأول.

وكمثال على ذلك، يوجد على الموقع الإلكتروني للمجمع المعمداني الجنوبي، المُسمى "الصفحة المعمدانية"، مرسوم يتعلق بالعقائد الأساسية للكنيسة المعمدانية تحت عنوان "العقائد التي نتمسك بها بشكل مشترك مع الطوائف الأخرى"، حيث توجد قائمة طويلة من المعتقدات. العقيدة الثامنة المدرجة هي كالتالي: نلتقي "في الاحتفال المقدس بيوم الرب لعبادته وعمله". كما سيخبرك أي عالم كتاب مقدس أو لاهوتي من أي طائفة مسيحية أو من أي طائفة يهودية أن يوم الرب والسبث هما احتفالان مختلفان تمامًا… يوم الرب ليس اسمًا جديدًا أو حديثًا أو بديلاً للسبث. لا يوجد أي ذكر ليوم السبث عند المعمدانيين على موقعهم.

الآن، أنا لا أُخبركم بكل هذا لإزعاجكم أو لإرباككم أو لإقلاقكم. أقول لكم هذا بسبب عبارة رئيسية في الكتاب المقدس تتعلق بالسبث، اليوم السابع: إنّه يوم مبارك من الله. في الواقع، في أقسام أخرى من الكتاب المقدس، ستجدون أنه يقول إن أولئك الذين يراعون السبث سيحصلون على بركة لا يحصل عليها أولئك الذين لا يقومون بذلك. لهذا السبب، أحثكم أن تذهبوا إلى الله للصلاة يوم السبث وتسألوه مباشرةً عما يريد أن يقوله لكم عن السبث.

والآن، سأضيف بعض المعلومات وسَننتقل إلى موضوع آخر. إن الكنيسة، التي اعترفت منذ قرون علانية أنها لا تحتفل بالسبث، كثيراً ما ترد على التناقض الصارخ في كيفية إصرارنا نحن المسيحيين من جهة على أننا نؤمن بصلاحية الوصايا العشر لحياتنا، ومن جهة أخرى أننا من الناحية الفنية لا نحتفل بالسبث، تتعامل مع الأمر بالقول إن السبث يمكن أن يكون أي يوم نختاره…. إذا أردنا أن نحتفل به على الإطلاق. أي أن يوم السبت يمكن أن يكون اليوم السابع من أي فترة سبعة أيام متجددة نختارها. لذا، إذا اخترنا أن يتزامن يوم السبت الذي نختاره مع يوم الرب، يوم الأحد، فكلما حصل ذلك، كان أفضل. المشكلة هي أن هذه الفلسفة تجعل السبث سبتنا نحن. والحقيقة هي أنه لا يوجد في أي مكان في الكتاب المقدس، القديم أو الجديد، يعلن أي شيء سوى أن السبث هو سبث الرب. قد يكون لمصلحتنا، لكنه ملك له. له وحده.

لذا، دعونا نتحدث عن مصدر اعتقاد الكنيسة بأن لنا الحرية في اختيار "سبتنا" الشخصي، أو التنصل منه تمامًا.

الطريقة التي أود أن أتناول بها هذا الأمر هي أولاً أن أخبركم من أين لم يأتِ هذا الاعتقاد… لم يذكر قسطنطين والكنيسة الكاثوليكية أبدًا ولا حتى أشاروا إلى أساس كتابي إلى تغيير السبت. في الواقع، ما قالوه صراحةً هو أنه كان يجب إلغاء السبث لأنه كان احتفالًا يهوديًا. كان يجب ألا يكون هناك المزيد من المراعاة ليوم السبت… لا لليهود، ولا للمسيحيين، ولا لأي شخص. بل كانت الكنيسة وحكومات الولايات ستختار اليوم الأول من الأسبوع، يوم الأحد، باعتباره اليوم الأنسب للاجتماع الأسبوعي للمسيحيين، وذلك بحجة أن اليوم الأول من الأسبوع هو يوم قيامة المسيح. ومرة أخرى كما هو مذكور صراحة في سجلات تلك السلسلة المصيرية من الاجتماعات الكنسية التي سميت بمجمع نيقية تم اختيار يوم الأحد لأنه كان بالفعل، في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية، يوم اجتماع وعبادة لأكبر مجموعة دينية وأكثرها نفوذاً في الإمبراطورية، وهي ميثراينس.. عبدة الشمس…التي أطلقت على اليوم الأول من الأسبوع اسم إلههم إله الشمس…ومن هنا جاءت التسمية يوم الشمس sun-day.

تقول الكنيسة الكاثوليكية أن لديهم السلطة لإلغاء السبت لأن البابا لديه السلطة من الله لفعل أي شيء يقرر أنه الأفضل…بما في ذلك تعديل الكتاب المقدس. لكن، البروتستانت الذين لا يعترفون بسلطة البابا الكاثوليكي للقيام بمثل هذا الأمر، سلكوا طريقًا مختلفًا. إن الفكرة القائلة بأن الأفراد البروتستانت يستطيعون أن يختاروا أن يحترموا السبت أو لا، وإذا قررنا ذلك، يمكننا أن نختار أي يوم نريد، وأن نغير ذلك كلما أردنا، عادةً ما تستند إلى آيتين أسيء فهمهما كثيرًا كتبهما بولس في كولوسي اثنان. دعونا نلقي نظرة على هاتين الآيتين، في سياقهما، ثم سأطرح بضع نقاط حول هذا الموضوع.

قراءة في كولوسي اثنان الآية ستة عشرة إلى ثلاثة وعشرين

هناك قِصة قديمة عن ثلاثة رجال مكفوفين تم إرشادهم إلى فيل. طلب مرشدهم من كل واحد منهم أن يمدّ يده ويلمس الفيل، ثم يصفوا ما شعروا به. مدّ الرجل الأعمى الذي وقف في مؤخرة الفيل يده وأمسك ذيل الفيل بالصدفة…فقال إن الفيل يشبه إلى حد كبير الثعبان، طويل ونحيل. وقف الرجل الأعمى الثاني في مقدمة الفيل وعندما مدّ يده، صدف أن أمسك بخرطوم الفيل…لذا قال إن الفيل طويل ومستدير يشبه خرطوم الحريق. أما الرجل الأعمى الثالث فقد لفّ ذراعيه حول ساق الفيللذا قال إن الفيل يشبه إلى حد كبير جذع شجرة كبيرة. المغزى من القصة هو أن الواقع بالنسبة للبشر نظرة وتفسير سياق.

نحن نواجه نفس المشكلة عندما نأخذ آيات مختارة من الكتاب المقدس وننظر إليها من دون أن نتذكر أنها جزء من كل. عندما نفعل ذلك، من المحتمل أن يحتوي منظورنا على عنصر من عناصر الحقيقة، لكن المعنى الكلي يكون مشوه. لذا أؤكد على المبادئ التي أرساها يَهْوه، والتي كنا نحددها نحن، من خلال تعاليمنا في سفر التكوين وسفر الخروج. لأنه، إذا صادفنا بعض آيات الكتاب المقدس التي (عندما ننزعها من سياقها ونضعها كأفكار قائمة بذاتها) تبدو متناقضة أو مخالفة لأي من تلك المبادئ، لذلك علينا أن نعيد النظر مرة أخرى كي لا نسيء فهم معنى تلك الآيات. الله لا يتناقض مع الله. العهد القديم لا يتناقض مع العهد الجديد.

الآن، الجدل حول هذه الآيات في كولوسي ينبع في المقام الأول من إغفال المبادئ الأساسية التي أرساها يَهْوه منذ زمن طويل؛ لذا، عندما نرجع خطوة إلى الوراء وننظر إلى قضية السبث من منظور أوسع، إليكم الأسئلة التي نحتاج أن نطرحها على أنفسنا لكي نميّز بشكل صحيح ما يحاول بولس أن يشرحه.

السؤال الأول وربما يكون السؤال الأبرز قبل كل الأسئلة الأخرى: هل عارض بولس المسيح؟

السؤال الثاني: هل عصى بولس الشريعة اليهودية المتعارف عليها في عصره؟

السؤال الثالث: في هذه الآيات، عن أي قواعد أكل وشرب وأعياد وأقمار جديدة وسبث يتحدث؟

1- هل خالف بولس المسيح قط؟ حسنًا، إذا قبلنا عقيدة الكنيسة التقليدية القائلة بأن السبث إما ملغى أو اختياري أو يمكن تغييره حسب أهوائنا، فعلينا أن نصدق أنه عارض يشوع. المشكلة هي إن كان الأمر كذلك، فأين نحن من هذه المسألة؟ هل يعني ذلك أننا الآن متروكون للاختيار بين تصديق المسيح أو بولس؟ لا، لأن بولس لا يناقض المسيح أبدًا. لا أقصد أن أكون قاسياً، ولكن إذا كنا قد قررنا أن المسيح وبولس يتعارضان مع بعضهما البعض، فلمَ نحن هنا اليوم؟ دعونا نلقي بكتبنا في سلة المهملات ونعود إلى بيوتنا، لأن هذه الأقوال ستجعل هذا الكتاب المقدس غير دقيق وخطأ.

يمكننا أن ننزلق وإجراء بحث عميق عن الحقيقة الكتابية الصعبة: لكن معظم الكتاب المقدس واضح وصريح للغاية. يقول المسيح بصراحة في إنجيل متى خمسة الآية سبعة عشرة "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأتمم". لقد بحثنا هنا في التوراة في هذا الكتاب المقدس مرارًا وتكرارًا. لقد قال يسوع للتو إنه لم يلغ الوصايا العشر، أو الشرائع الستمئة وثلاثة عشرة، أو أي مبدأ وارد في التوراة. ويمضي يشوع ليقول إن أي نقطة منها لن تتغير إلى أن تزول السماء والأرض. والآن، كيف لنا أن نفسر حفنة من المقاطع الصعبة على أنها تعني أن السبث (الذي هو موضوع أساسي في الناموس والأنبياء) قد أُلغي، أو أنه لم يعد اليوم السابع، أو أنه يمكننا أن نجعله أي شيء نختاره.

إذًا، إذا كان المسيح يقول الحقيقة، فإن ما تم تعليمه خطأً بشأن ادعاء بولس بأن جميع مذكرات الله التي فرضها الله، بما في ذلك السبت، قد أُلغيت أو يمكن تغييرها، لا يمكن أن يكون ذلك صحيحًا، أليس كذلك؟ لا يمكننا قبول الأمرين.

سيكون هذا المثال الكلاسيكي للتناقض في الكتاب المقدس. والأسوأ من ذلك، سيكون مثالاً كلاسيكيًا للتلميذ الذي يتحدى معلمه. لا يمكن للمسيح أن يقول إنه لم يتغير أو يُلغى، ثم يأتي بولس ويقول إنه تغير وأُلغي. وبالتأكيد ليس هذا ما قاله بولس.

1- هل خالف بولس الناموس اليهودي؟ حسنًا، إذا كان قد علّم بالفعل أن السبث قد أُلغي، أو أن الفرائض التي أنعم الله بها على السبث لم تعد قابلة للتطبيق، فهو لم يعصِ الشريعة اليهودية فحسب، بل تنصل من نفس الشريعة التي أعطاها الله لإسرائيل في عهد موسى.

نحب أن نرى اليوم أنه بينما اليهود… حتى لو كانوا يؤمنون بالمسيح "كمسيا"…قد يظلون خاضعين للتوراة، بالتأكيد المؤمنون من اليهود ليسوا كذلك. لنفترض للحظة أن الأمر كذلك (وهو بالمناسبة ليس كذلك). لن ينطبق الأمر هنا لأن بولس كان يهوديًا وليس وثنيًا!

إذًا هل خالف بولس الشريعة اليهودية وقال إن بعض الأشياء من التوراة قد ألغيت الآن؟ يقول في العهد الجديد أنه لم يفعل ذلك. في أعمال الرسل خمسة وعشرين الآية الثامنة، قال بولس لليهود في أورشليم: "لم أرتكب أي مخالفة لناموس اليهود". ويمضي ليقول في أعمال الرسل ثمانية وعشرين الآية سبعة عشرة: "لَمْ أَفْعَلْ شَيْئًا مُخَالِفًا لِتَقَالِيدِ ٱلْآبَاءِ". وبعبارة أخرى، لم يراعِ فقط جميع الوصايا المنصوصة والصريحة، بل أطاع أيضًا تقاليد الشريعة اليهودية الشفوية. لا مجال للمراوغة هنا على الإطلاق. لم يكن هناك تقليد ومراعاة في الشريعة والحياة اليهودية أكثر أهمية من مراعاة السبث…كان السبث والهيكل هما مركز الحياة اليهودية. لذلك إذا أردنا أن نصدق أن بولس يركض في الأرجاء ليقول لأتباعه الجدد، اليهود والأمميين، أن بإمكانهم التوقف عن مراعاة أو تغيير السبث والأعياد التوراتية وما إلى ذلك، فبولس رجل متناقض للغاية وسيكون أيضًا مرتكبًا جريمة ضد الناموس اليهودي الذي يحمل معه عقوبة الموت، وسيكون مخالفًا لكلام ربه ومخلصه يشوع الواضح.

لذا، افتراضًا أن بولس كان صادقًا في أعمال الرسل بأنه لم يخالف الناموس اليهودي أو التقاليد اليهودية أبدًا، فلا توجد طريقة على الإطلاق يمكن أن نفسر بها ما قاله في كولوسي على أنه يعني أنه يقول للجميع أن السبث يمكن أن يكون أي شيء تريده أن يكون…وحتى إلغائه. إذا كان قد كذب بالفعل بشأن عدم خرق الناموس اليهودي (فقط حتى لا تنقطع خدمته)، فلماذا نصدق أيًا من أقوال بولس؟ الجواب سهل: بولس

لم يكذب. لم يقل أبدًا أن السبث يمكن تغييره أو إلغاؤه. في الواقع، في عبرانيين أربعة الآية تسعة يقول بولس: "إذًا يُحفظ السبث لشعب الله".

1- إلى من كان يشير بولس بأحكام الأكل والشرب والسبت والشهور الجديدة وما إلى ذلك من أحكام؟ إذا عنى بولس أنه يمكن تجاهل قواعد الله، موضوعٌ منفصل، وإذا كانت قواعد البشر هي التي يجب تجاهلها بهذا الشأن، فهذا أمر موضوعٌ آخر تماماً. حسنًا، دعونا نلقي نظرة على سياق كولوسي اثنان. بدءًا من الآية السادسة عشرة التي تقوللذا لا تدع أحدًا (أي إنسان) يصدر حكمًا عليك……

الآية ثمانية عشرة: لا تدع أحدا يحرمك من الجائزة…… هؤلاء الناس دائما……

الآية: تسعة عشرة إنهم (الناس) يفشلون في التمسك بالرأس…..

الآية اثنان وعشرون: مثل هذه المحظورات تتعلق بأشياء يراد لها أن تفنى باستعمالها، وهي تستند إلى قواعد وتعاليم من صنع الإنسان. وليس من صنع الله.

هل نعتقد أن بولس يقول الآن أن شرائع التوراة لم يعطها الله لموسى، بل هي من صنع الإنسان؟ بالطبع لا.

هنا يحدد بولس سياق هذا التعليم كله؛ وهو أن هؤلاء المؤمنين يمكن أن يتجاهلوا تعاليم من صنع الإنسان؛ ولكن، بالتأكيد ليس تعاليم الله. تذكروا أن السبث، الكلمة الرابعة ليست تعاليم من صنع الإنسان. لم يشرع البشر السبث؛ الله في التوراة هو الذي وضع هذه الشريعة. ولكن، أضاف البشر مئات القواعد حول السبث، والأعياد التوراتية، والأعياد الجديدة، إلى جانب الطقوس الوثنية التي غالبًا ما كانت تحاكي الطقوس العبرانية، وهي ما كان بولس يدين.

ما كان يحاربه بولس، كما فعل المسيح، هو جبال التقاليد اليهودية التي كانت تنهال على الشعب والخلط الشائع بين مختلف التقاليد الوثنية مع التقاليد اليهودية لأن تسعين بالمئة من السكان اليهود كانوا يعيشون مشتتين في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية وكان لديهم اهتمام كبير بأن يكونوا متسامحين ومقبولين من جيرانهم الوثنيين. حلت هذه التقاليد والشعائر في كثير من الحالات محل الكتاب المقدس. تبع أعضاء الطوائف اليهودية المختلفة بولس في أسفاره، محاولين تجنيد مهتديه في مختلف الطوائف اليهودية المسيانية التي ظهرت بسرعة؛ وكان لكل منهم مجموعة من الأمور التي يجب فعلها والتي يجب تركها جانبًا، وما يمكن أن تأكله، وما لا يمكن أكله، وكيف يحتفل المرء بالسبث والأعياد الجديدة بالضبط، وما إلى ذلك. كان يتم التحكم في أدق تفاصيل حياتهم من خلال مجلد تلو الآخر، حرفياً ألف مجلد من القواعد التي وضعها الإنسان والتي قيل إنها تفسر الكتاب المقدس. بينما في الواقع، كانت تعاليم من صنع الإنسان تحل محل الكتاب المقدس.

إذًا، بولس لا يهاجم توراة الله في رسالة كولوسي، بل يدين القواعد والعقائد التي صنعها البشر، بعضها وثني وبعضها تقليد مضلل، وهو يقول ذلك بوضوح.

ولكن يبدو أن هناك مخرجًا أخيرًا للكنيسة الأممية. هناك من سيقول، نعم، نعم، هذا كله جيد؛ ولكن السبث هو لإسرائيل، وليس للمؤمنين الأمميين. بالنسبة لكم، خذوا هذين الأمرين بالاعتبار: أولاً، إن الكلمات العشر قد أُعطيت بالفعل لموسى وإسرائيل، أليس كذلك؟

بما أن الأمر كذلك، فلماذا تعتبرونها أنتم، ونظام الكنيسة بشكل عام، صالحة لنا نحن الكنيسة الأممية؟ أليس هذا انفصامًا في الشخصية؟ ثانيًا، أود أن أقتبس من بولس في غلاطية وأفسس الذي يغوص مباشرة إلى لب الموضوع:

غلاطية ثلاثة الآية ستة عشرة "وَكَانَتِ الْمَوَاعِيدُ لِإِبْرَاهِيمَ وَنَسْلِهِ….."

هذا مجرد موضع واحد من عشرات المواضع في الكتاب المقدس، القديم والجديد، التي تثبت أن كل المواعيد والعهود التي سيعطيها الله قد أعطاها لإبراهيم و/أو لنسله، وليس لأحد آخر. إذًا، من هو نسل إبراهيم؟ إسرائيل. العبرانيون. نسل إبراهيم. إذًا، بما أن الأمر كذلك، فكيف يمكنني أنا والآخرون أن ندّعي أننا، كمسيحيين أمميين، جزء من نفس المجموعة التي تحصل على كل المزايا، ونخضع لكل مبادئ عهود إسرائيل؟

إليكم الجواب على ذلك.

غلاطية ثلاثة من الآية ستة وعشرين إلى تسعة وعشرين "لأَنَّكُمْ بِالاتِّحَادِ مَعَ الْمَسِيحِ أَنْتُمْ كُلُّكُمْ أَبْنَاءُ اللهِ بِهَذَا الإِيمَانِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا كَمَنْ تَغَمَّرَ فِي الْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ يَهُودِيٌّ وَلاَ وَثَنِيٌّ، وَلاَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ، وَلاَ ذَكَرٌ وَلاَ أُنْثَى، لأَنَّكُمْ بِالاتِّحَادِ مَعَ الْمَسِيحِ يشوع كلكم واحد. وَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ أَيْضًا فَأَنْتُمْ نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ وَوَرَثَةٌ بِحَسَبِ الوعد".

لننظر إلى رسالة أفسس اثنان من الآية إحدى عشرة إلى ثلاثة عشرة

"فاذكروا إذاً حالتكم السابقة: أنتم أيها الأمميون بالولادة… الذين دُعيتم غير مختونين من قبل أولئك الذين لمجرد عملية في جسدهم دُعِيوا مختونين…في ذلك الوقت لم يكن لكم مسيح. كنتم مبعدين عن الحياة الوطنية لإسرائيل. كنتم غرباء عن العهود التي تجسد وعد الله. كنتم في هذا العالم بدون رجاء وبدون الله. ولكنكم الآن أنتم الذين كنتم بعيدين قد أصبحتم قريبين بسفك دم المسيح".

نحن ببساطة لا يمكننا أن نلتف حول هذا الأمر؛ نحن المؤمنون الأمميون أصبحنا نحن نسل إبراهيم عن طريق انضمامنا إلى عهود إسرائيل؛ ونحن مرتبطون بعهود إسرائيل عن طريق إيماننا، ثقتنا بالمخلص، يشوع، المسيح يسوع. نحن الأمميون بالولادة، نحن الأجانب، قد انضممنا إلى عهود إسرائيل. هكذا يمكننا المشاركة في تلك العهود.

هل هذا يجعلنا يهودًا جسديًا؟ بالطبع لا! لأننا، مرة أخرى، نرى هذه الازدواجية الرائعة في عالم يَهْوه تظهر: هناك جانب مادي وجانب روحي في تعامل الله مع البشر. عندما يقول بولس أنه لا يوجد يهودي، ولا أممي ولا ذكر ولا أنثى، وما إلى ذلك، فهذا لا يعني بالتأكيد أن العالم جسديًا أصبح فجأةً متحدًا للجنسين، وأنه لم يعد هناك تمييز تشريحي للجنسين ولم يعد هناك عرق اليهود، أو أن الأمميين أصبحوا يهودًا أو العكس. إن مجرد ملاحظتنا للعالم من حولنا توضح ذلك. ولكن، على المستوى الروحي، كسر المسيح كل تمييز في السماء، في عالم الأرواح، بين الناس، مهما كان هذا التمييز… اللون، العرق، النوع، الجنس، الجنسية، الغني أو الفقير، عبد أو حر، يهودي أو أممي. من وجهة نظر روحية يرى يَهْوه أن جميع المؤمنين مرتبطون، مطعّمون، متبنّون في المواعيد التي أعطاها لإسرائيل، عن طريق ثقتنا بالمسيح، اتحادنا بيسوع. انظروا، نحن لسنا مطعَّمين بالمسيح: اتحادنا، بالإيمان، بالمسيح يطعّمنا في عهود إسرائيل.

فلماذا ينطبق علينا السبث إذًا؟ لأننا جزء من إسرائيل…إسرائيل الروحي…. وليس إسرائيل الجسدي. يسميه بولس "إسرائيل الروحي"، "إسرائيل الله". نحن المؤمنون نستفيد من جميع المبادئ الروحية للتوراة ونخضع لها، ولكن ليس بالضرورة جميع الطقوس الثقافية العبرية. كانت عظة المسيح على الجبل تدور أساسًا حول أمرين: استبعاد تقاليد البشر، وإعادة التأكيد على المبادئ الكامنة وراء الناموس التي حُجبت بسبب كل تقاليد البشر تلك. يقول يَهْوه إن السبث مبدأ روحي أبدي؛ إنه منسوج في نسيج الكون ذاته؛ والآن تعود فوائده على كل مؤمن. وقد أسس الله يومًا معينًا باعتباره السبث الأسبوعي، وباركه وجعله مقدسًا. اسمحوا لي أن أقول ذلك مرة أخرى: السبث هو يوم أسسه الله، وليس يومًا أسسه الإنسان.

قد يكون السبث من أجل الإنسان، لكنه ليس من الإنسان. موت المسيح كان من أجل الإنسان، لكنه ليس من الإنسان. لا يمكننا تغيير شروط السبث أكثر مما يمكننا تغيير شروط فدائنا.

بصراحة، أنا لست متأكدًا حتى من سبب كل هذا الذعر عندما يتعلق الأمر بالاعتراف بأننا يجب أن نراعي سبث الله. إن مراعاة السبث ليس أمرًا صعبًا، ولا يعني أن نتخلى عن الكنيسة يوم الأحد، ولا أن نقوم بأداء واجبات الكنيسة مرتين (مرة يوم السبت ومرة أخرى يوم الأحد). يمكن أن يكون الأمر بسيطًا مثل التوقف عن عملك المعتاد يوم السبث، وتركيز عائلتك على يَهْوه وكلمته، والاسترخاء والاستمتاع ببعضكم البعض

بهذا اليوم للتجديد الجسدي والروحي. يوم السبث هو يوم مخصص للعائلة. ليس عليك أن تأكل طعامًا خاصًا أو تتلو صلوات معينة أو ترتدي شال الصلاة. ولكن، إذا كنت ترغب في ذلك، فلديك الحرية الكاملة للقيام بذلك. لست مضطرًا للبقاء في المنزل ولست مضطرًا لإطفاء التلفاز. ولكن، إذا كنت تشعر أن هذا هو الاتجاه الذي يقودك الله إليه، فلديك الحرية الكاملة للقيام بذلك. لا أعرف أي شخص يلتزم بالسبث لن يخبرك أن حياته قد بوركت، وأنه وعائلته أفضل نتيجةً لذلك.

مهما قررتم أن تفعلوا، فقط أرجوكم تذكروا ما يلي: السبث ليس قضية خلاص، بمعنى أن مراعاة السبث بالإضافة إلى الثقة في المسيا هي محور الخلاص؛ لأن الثقة في يشوع ولا شيء آخر هي التي تعطينا الفداء. سواء كنت تراعي أو لا تراعي احتفال السبث، فهذا ليس له أي تأثير على أمنك الأبدي. وأنا أيضًا لا أقول لكم أن تتوقفوا عن الذهاب إلى الكنيسة ودراسة الكتاب المقدس يوم الأحد. فاليهود التوراتيون كانوا يجتمعون عدة أيام خلال الأسبوع: اليوم الأول واليوم الرابع واليوم السابع يوم السبث كانت أيامًا معتادة للاجتماع. ما أقوله لكم هو أن كنيسة يوم الأحد، ما نسميه نحن يوم الرب، ويوم السبث، هما يومان مختلفان، واحتفالان مختلفان. أحدهما تقليد من صنع الإنسان لم يكن موجودًا حتى قبل القرن الرابع الميلادي، والآخر أمر الله به عند خلق العالم. أود أن أنهي هذا النقاش حول السبث بقراءة إشعياء ستة وخمسين الآية واحد إلى سبعة.

قراءة في إشعياء ستة وخمسين الآية واحد إلى سبعة

لن تكون هذه المرة الأخيرة التي نناقش فيها السبت ، لأننا سنمر بالموضوع مرة أخرى في التوراة.